بقلم - عبد المنعم سعيد
لا أدرى كيف سيكون الحال وقت نشر هذا العمود، وبعد أن تمت الغارة الإيرانية الكبرى بالمسيرات والصواريخ الباليستية وغير الباليستية؛ وفيما استقرت إسرائيل هى الأخرى على رد مناسب يكفى ماء الوجه والموازنات الداخلية فى إسرائيل. باختصار هو أنه إذا استقرت الأمور بعد الضربات والضربات المضادة فلن يكون هناك إلا العودة إلى مائدة التفاوض حول هدنة مؤقتة تكفى لالتقاط الأنفاس، مع تبادل الرهائن الإسرائيليين الرجال والنساء، والعسكريين وغير العسكريين، وكبار السن والمرضى إلى آخر ما جرى ذكره قبل اشتعال المعركة الإقليمية. مدة الهدنة كانت ستة أسابيع، والتبادل هو ٤٠ من الرهائن الإسرائيليين، مقابل ٨٠٠ من الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية. هذا التبادل كان أهم أهداف عملية ٧ أكتوبر «طوفان الأقصى» حيث تحصل حماس على ما يكفى من الرهائن الذين يمكن مبادلتهم بالأسرى الذين طال سجنهم، مضافا لها مطالب سياسية.
المعضلة هى أنه قبل الانحراف إلى المواجهة الإقليمية بين إيران وإسرائيل فإن الوسطاء واجهتهم عقبة أساسية، وهى أنه من بين ١٣٣ رهينة يفترض أنها تحت سيطرة حماس لم يكن هناك متاح إلا ٢٠ رهينة وفقا لصحيفة «الوول ستريت جورنال» الأمريكية. أين ذهبت البقية من الرهائن؟ الاحتمالات هنا مفتوحة ما بين أن الرهائن تعرضوا للقصف الإسرائيلي، فى أثناء وجودهم فى الأنفاق وقضى بعضهم نحبه فى المواجهة؛ أو أنهم لا يزالون منتشرين ما بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وهؤلاء لهم وجهات نظر فى العملية السياسية كلها ويصعب إرضاؤها؛ أو أنهم لا يزالون داخل شبكات الأنفاق الصعب البحث فيها ولا يعرف أحد بعد الكثير من الضرب والقصف كيف يصل إليهم. الإشكالية هى أنه بدون الرهائن لا يوجد مجال لصفقة عملية؛ كما أن الحل الذى تعرضه حماس، وهو أن ما يهمها فقط هو الرقم ٤٠ ولا يوجد تحديد عما إذا كان هؤلاء أحياء أو قضى أمرهم، وهؤلاء يمكن توفيرهم لإتمام الصفقة!