أوليمبياد الخارجية

أوليمبياد الخارجية

المغرب اليوم -

أوليمبياد الخارجية

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

بدَت صورة السفير علاء يوسف، سفيرنا فى عاصمة النور، وكأنها نقطة مضيئة، وسط ظلام كثير رافق الحصيلة التى خرجنا بها من أوليمبياد باريس.

كان السفير فى الصورة مع المصارع الأوليمبى محمد إبراهيم كيشو، الذى كان قد حصل فى لحظتها على البراءة من تهمة التحرش بفتاة فرنسية، وكانت السلطات الفرنسية قد أفرغت الكاميرات فى مكان الواقعة، فتبين لها أنه لا شىء يدين «كيشو»، وأنه برىء تمامًا من التهمة التى حاولت الفتاة وربما آخرون معها إلصاقها به لسبب غير مفهوم.

أعرف أن حصيلة الأوليمبياد أغضبت قطاعات عريضة من الرأى العام فى البلد، وبالذات بعد مباراة المنتخب مع المغرب، وأعرف أنها قد رفعت منسوب الإحباط لدى الناس، ولكن هذا يجب ألّا يستدرجنا إلى هذه المنطقة السوداء فى الحياة، ويجب أن يدفعنا إلى التفتيش عن نقاط مضيئة فى حياتنا لنتخلص بها من أى طاقة سلبية، فالمحروسة لا تحتمل مثل هذه الطاقة ولا تقوى عليها.

وإذا كانت الصورة التى ضمت السفير يوسف مع المصارع نقطة واحدة مضيئة، وإذا كان السفير قد رافقه فى رحلة الحصول على البراءة الكاملة، فلم يفارقه إلا وهو فى المطار فى طريقه إلى قاهرة المعز، فهناك الكثير من النقاط التى يمكن أن نضمها مع النقطة التى تحملها هذه الصورة، وكلها فى النهاية يمكن أن ترسم لوحة تبعث على شىء من الأمل.

بدا لى أننا لو ذهبنا إلى أوليمبياد دبلوماسى مثلًا فسوف نحصد الكثير من الجوائز لأننا إذا كنا قد أخفقنا فى أوليمبياد باريس إلى حد كبير، فمن الممكن تعويض ذلك فى أوليمبياد آخر.. ولو تصورنا بعين الخيال أننا خضنا «أوليمبياد» مختلفًا على المستوى الدبلوماسى، وإذا تصورنا أن ممثلينا فيه كانوا من نوع السفير يوسف، ومن قبله السفير بدر عبدالعاطى، الذى عاد بالكاد من بروكسل وتولى حصن الخارجية، فسوف نفوز عند ذلك بالتأكيد، وسوف يكون مثل هذا الفوز مما يبعث التفاؤل فى النفوس.. ففى الخارجية رجال نعرفهم من أول عمرو موسى، مرورًا بأحمد ماهر وأحمد أبوالغيط، وانتهاءً بنبيل العربى ونبيل فهمى وسامح شكرى، ثم وصولًا إلى الوزير عبدالعاطى.

بمثل هؤلاء الرجال كسبنا فى ١٩٨٩ القضية فى طابا بمعركة كانت دبلوماسية فى زاوية مهمة من زواياها، وبمثلهم نستطيع أن نخوض أى معركة أخرى وأن نكسبها لأنهم ينتمون إلى مدرسة مصرية عريقة ترفع لافتة على بابها من كلمتين هما: الدبلوماسية المصرية.

لا تتركوا المواطن نهبًا للمشاعر السلبية تتولاه، وابحثوا له عما هو مضىء، حتى ولو كان قليلًا، لأن مفعوله النفسى فى النهاية كبير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوليمبياد الخارجية أوليمبياد الخارجية



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib