صورة وراءها قضية
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

صورة وراءها قضية

المغرب اليوم -

صورة وراءها قضية

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

كان الرئيس ماكي سال، رئيس السنغال، قد أصدر سيرة ذاتية في 2021 بعنوان «السنغال في القلب» عن المكتب الثقافي للكتاب في الدار البيضاء.

وكان قد تناول فيها الكثير من القضايا في حياته وفي تاريخ بلاده، وكانت قضية الهجرة في مقدمة القضايا التي تعرض لها بالتفصيل، وكانت عنده إما هجرة داخل البلد الواحد من الأطراف إلى المركز، وإما هجرة من جنوب البحر المتوسط إلى شماله حيث تقع أوروبا.

وتقديره في كتاب السيرة أن سبب الهجرة واحد في الحالتين، وأن هذا السبب هو البحث عن فرصة عمل. وكان ظنه ولا يزال أن توفير هذه الفرصة كفيل بوقف الهجرة داخل البلد الواحد من أطرافه إلى عاصمته، ثم من جنوب البحر في أفريقيا إلى شماله في أوروبا.

ويذكر أنه التقى يوماً مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، في العاصمة داكار، وأن قضية الهجرة كانت على رأس جدول أعمالهما، وأنه صارحها بأن الحل العملي لهذه القضية لا بد أن يمشي في مسارين؛ أولهما أن تساعد القارة العجوز أفريقيا في إتاحة فرص عمل على أرضها لأبنائها من خلال برامج تعاون واضحة، والمسار الآخر أن تعمل القارتان على صياغة عصرية لقوانين الحركة والتنقل والسفر.

تذكرت هذا كله وأنا أطالع صورة نشرتها وكالات الأنباء للرئيس التونسي قيس سعيد، وفي الصورة معه تبدو رئيسة وزراء إيطاليا، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس وزراء هولندا، وكان اللقاء بين الأربعة في قصر قرطاج، ومن التفاصيل المنشورة نفهم أن الصورة وراءها قضية في ملف الهجرة الذي يشغل العالم هذه الأيام.

فالأربعة اجتمعوا ليناقشوا قضية واحدة هي قضية الهجرة الأفريقية من القارة السمراء إلى القارة الأوروبية، وبالذات من الشواطئ التونسية المطلة على المتوسط.

والمسؤولون الأوروبيون الثلاثة جاءوا يعرضون المساعدات على الحكومة التونسية، ويتكلمون عن دعم ستقدمه أوروبا للاقتصاد التونسي، ويذكرون أرقاماً كبيرة سوف يقدمونها، والهدف وقف الهجرة عبر تونس من جنوب البحر إلى شماله.

ولا أعرف لماذا تونس بالذات بوصفها نقطة انطلاق للهجرة؟ فالساحل الأفريقي يضم أكثر من دولة، وبعضها يملك شواطئ أطول من الشواطئ التونسية على البحر، وربما كان ذلك هو الذي جعل الرئيس سعيد يقول في حضور ضيوفه الثلاثة، إن بلاده لن تعمل حارس حدود بالنسبة إلى القارة الأوروبية.

ولكن اللافت أن الثلاثة لما قدموا عروض المساعدة، ربطوا تقديمها بتوصل تونس إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، رغم أنهم يعرفون أن قيس سعيد معترض على شروط الصندوق، وأنه تكلم عن هذه الشروط خلال حديث أخير له مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال إنها تشبه عود ثقاب مشتعل.

وهذه حقيقة لمن يتابع برامج الصندوق وعلاقته بالكثير من الدول حول العالم، ولكنها قصة أخرى يطول الكلام فيها.

واللافت للانتباه أكثر أن الأوروبيين وهُم يعرضون المساعدات لوقف الهجرة، كانوا يفعلون ذلك لأسباب سياسية خالصة، لا لأسباب إنسانية تتصل بالمهاجرين واللاجئين، ولا بشيء من الظروف المأساوية التي يغادرون فيها بلادهم تحت ضغط الحاجة وسوء الحال.

وقد فعلها الأوروبيون من قبل مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولكن في الحالة التركية كان إردوغان يبادر ويضغط، بل كان يهدد بإطلاق المهاجرين واللاجئين السوريين إلى الأراضي الأوروبية، وكان يطلب ثمن بقائهم على أرضه، وكان الأوروبيون يخضعون ويدفعون ولا يتأخرون. وكانوا يقدمون للرئيس التركي ما يطلبه، لا لأنهم مشفقون على اللاجئين والمهاجرين، ولا لأنهم متعاطفون معهم ومع قضيتهم، ولكن لأنهم لا يريدونهم على الأراضي الأوروبية، ولا يريدون المشكلات التي قد تترتب على وصولهم إلى القارة الأوروبية، ولا يريدون من أي لاجئ أو مهاجر أن يزاحم الأوروبي في حياته.

وفي الحالة التونسية كانوا هُم الذين جاءوا يخطبون ود الرئيس سعيد، ولا يغيّر من ذلك أن يكونوا قد ربطوا مساعداتهم بالاتفاق مع الصندوق.

ولكنك تكتشف في الحالتين التركية سابقاً والتونسية حالياً، أن الأوروبيين يتعاملون مع العَرَض في الموضوع لا مع المرض في قضية الهجرة، وتكتشف أن تشخيص المرض كان دقيقاً في كتاب الرئيس السنغالي، وأن التعامل لا بديل عن أن يكون مع الأصل في القضية وليس مع الظل.

فالمساعدات التي يعرضونها على تونس تعالج القضية في لحظتها الحالية، وتوقف موجات الهجرة في هذه الأيام، ولكنها لا تتطلع إلى بعيد ولا ترى ما يمكن أن يكون في الأفق، إذا دام الحال في الكثير من بلاد القارة السمراء على ما هو عليه.

إن تونس ممر للهجرة وليست مقراً، وإذا كانت أوروبا جادة في إغلاق الممر، فإنها مدعوّة إلى أن تقدم جهداً حقيقياً لوقف الحرب في السودان مثلاً، لأن استمرار القتال هناك لن يجعل القارة الأوروبية تنام، وسوف يضع في مكان كل مهاجر في تونس عشرة من المهاجرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة وراءها قضية صورة وراءها قضية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:17 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح على موعد مع إنجاز تاريخى مع ليفربول في أنفيلد
المغرب اليوم - محمد صلاح على موعد مع إنجاز تاريخى مع ليفربول في أنفيلد

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib