طائرة مسيَّرة في دبي
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

طائرة مسيَّرة في دبي

المغرب اليوم -

طائرة مسيَّرة في دبي

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

 

لا يكاد المتابع للحرب الروسية على أوكرانيا يصدق، أن روسيا عاجزة على إحداث اختراق مهم في الجبهة الأوكرانية، وأن كل ما أحدثته من اختراق لا يتجاوز المناطق الأربع التي ضمتها إلى الأراضي الروسية. وحتى هذه المناطق الأربع، ليست اختراقاً بمقاييس الاختراقات التي نعرفها بين الدول؛ لأن الضم جرى في صورة استفتاء بين سكان المناطق الأربع، ليظهر الاستفتاء ومن بعده الضم، على أنهما عن اختيار لا عن إجبار.
وفي الغالب لن تهنأ موسكو بالمناطق المنضمة إليها، لا لشيء، إلا لأن العالم سيظل لا يعترف بعملية الضم نفسها، مهما كانت طبيعة الاستفتاءات التي نظمتها روسيا بين سكان هذه المناطق.ولأن روسيا أكبر دولة من حيث المساحة في العالم، ولأن مساحتها ضعف مساحة الولايات المتحدة، فالمسألة بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليست بحثاً عن مساحة مضافة إلى دولة تضيق أرضها بها؛ إذ ما أكثر مساحات الأرض بغير حدود لدى الروس، ولكن المسألة هي في تلك الفكرة الإمبراطورية التي يبدو أنها تسيطر عليه.
ولكن الجديد حقاً أن يقال إن الضربات العنيفة التي وجهتها روسيا إلى العاصمة الأوكرانية كييف في مرحلة ما بعد ضرب جسر القرم، كانت تستعين بطائرات مسيَّرة إيرانية، وإن إيران أمدت الروس بعدد كبير من هذه الطائرات في صيف هذه السنة.
وهذه الطائرات هي نفسها التي استخدمها الحوثيون من قبل في استهداف مناطق في المملكة العربية السعودية، وهي أيضاً التي استخدموها في وقت سابق في استهداف مناطق في العاصمة الإماراتية أبوظبي على مرأى من العالم.
إنني أذكر أن الطائرات المسيَّرة باعتبارها وسيلة، كانت قد عُرضت على الحاضرين في إحدى دورات مؤتمر القمة الحكومية، الذي ينعقد منذ فترة سنوياً في دبي، ولكن شتان ما بين الطائرات التي رأيناها على إحدى شاشات المؤتمر، وبين هذه الطائرات الإيرانية التي تحلّق مرة على الجبهة الروسية - الأوكرانية، ومرة تعربد في أرجاء المنطقة العربية القريبة من إيران على الخريطة.
الطائرات التي شاهدها جمهور القمة الحكومية كانت طائرات لأغراض سلمية واضحة، وبطريقة لا لبس فيها ولا غموض، وكانت طائرات تخدم الناس وتقضي مصالحهم، وكانت تجنّبهم الزحام في الطرق العامة، وكانت تصل بالخدمات الحكومية إلى حيث يقيم المواطن في بيته، من دون أن يكون في حاجة إلى الانتقال إلى مكان الخدمة ليحصل عليها.
في إحدى دورات القمة الحكومية تابعنا طائرة مسيَّرة تقلع من مكانها، ثم تتوجه إلى عنوان جرى توجيهها إليه مسبقاً، وفي النهاية كانت تهبط في حديقة بيت فيتقدم منها صاحبه ويفتح صندوقاً فيها، ومنه يتسلم رسالة جاءته إلى بيته حيث يسكن ويقيم، بغير أن يكون في حاجة إلى أن يغادر مكانه إلى حيث يحصل على الرسالة التي تسلمها.
وكانت الطائرة تعود فتقلع من حديقة البيت وفق نظام «جي بي إس» الذي تعمل على أساسه، وكانت ترجع إلى حيث أتت، وكان جمهور القمة يتابع هذا كله على الشاشة أمامه منذ وقت مبكر، ولم يكن موضوع هذه الطائرات قد ذاع ولا انتشر ولا اشتهر بين الناس كما هو الحال هذه الأيام. والذين تابعوا ذلك في أروقة المؤتمر، لا بد أنه قد أدهشهم الأمر إلى حدود بعيدة؛ لأن الحديث عن مثل هذه الطائرات وقتها كان في بدايات ظهورها، ولم يكن كثيرون قد سمعوا بها بعد.
ولم تكن القصة في أننا كنا في المؤتمر أمام طائرات من نوع جديد نسمع عنه للمرة الأولى، ولكن القصة كانت في أن دبي فكرت في الطريقة التي تستطيع بها تسخير المسيَّرات لقضاء مصالح الناس، وتيسير حياتهم، وتخفيف المعاناة التي قد يجدونها في الحصول على الخدمات العامة، والتي لا تستطيع جهة سوى الحكومة تقديمها بكفاءة للمواطنين.
ولا بد أن هذا هو الفارق بين استخدام الطائرة المسيَّرة على الشاطئ الغربي للخليج العربي في الإمارات، وبين استخدامها هي نفسها على الشاطئ الشرقي للخليج ذاته في إيران، وما أبعده من فارق بين استخدامين للأداة نفسها على الشاطئين.
وهو في الحقيقة ليس فارقاً بين شاطئ وشاطئ، ولكنه فارق بين طريقة في التفكير هنا في مؤتمر دبي، وبين طريقة أخرى للتفكير هناك في طهران، فالأولى تفكر في الطريقة التي يمكن بها لكل اكتشاف أو اختراع جديد أن يسعد به الناس سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، والثانية تفكر في الطريقة التي تستخدمه هو ذاته في التخريب، وفي القتل، وفي التدمير. وهو أيضاً فارق بين دولة تتصرف بمنطق الحكومة المسؤولة على الشاطئ الغربي للخليج، وبين نظام حكم على الشاطئ الشرقي لا يريد أن يفارق منطق الثورة التي عرفها في 1979، ولا يريد أن يفهم أن تلك الثورة التي عرفها قبل عقود من الزمان، إذا كانت قد بلغت الأربعين قبل ثلاث سنوات، فإن هذه كانت فرصة سانحة تغادر فيها لغة الثورة إلى منطق الدولة، لولا أن ما نراه حولنا يقول إنها كانت فرصة ضائعة.
والروس يعرفون أن حكومة المرشد تمدهم بالطائرات المسيَّرة ليس حباً فيهم، ولكن كرهاً في الولايات المتحدة التي تقف هي والغرب إلى جوار أوكرانيا.
والفكرة ليست في الجهة التي تمدها إيران بالطائرات المسيَّرة، سواء كانت هذه الجهة جماعة خارجة على الحكومة الشرعية في صنعاء مثل الجماعة الحوثية، أو كانت دولة كبيرة مثل روسيا، ولكن الفكرة هي في الهدف الذي من أجله يتم مد هذا الطرف أو ذاك بمثل هذه الطائرات.
الفكرة هي شكل ومضمون الدور الذي تراه الحكومة الخامئنية لنفسها من موقعها، سواء كان هذا الدور في حياة مواطنيها، كما نراه ونتابعه في الانتفاضة التي اشتعلت بعد مقتل الشابة مهسا أميني، أو كان دوراً في إقليم يحيط بها من حولها.
وليست الطائرات المسيَّرة سوى نموذج من بين نماذج، إذا ما كان الحديث حديثاً عن سلوك إيراني إقليمي مخرب في المنطقة، وليست المقارنة بين استخدام هذه الطائرات على جانبي الخليج سوى عملية كاشفة بين عقلين سياسيين حاكمين؛ عقل يرى نفسه طرفاً في عملية بناء للإنسان على الشاطئ الغربي من الخليج، وعقل على الشاطئ الآخر يرى نفسه على النقيض، ولا يرى حرجاً في أن يمارس على الأرض بعكس ما يقول للناس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طائرة مسيَّرة في دبي طائرة مسيَّرة في دبي



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود

GMT 13:23 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات آيفون 5S بتقنية 4G في المغرب

GMT 02:09 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المتطرف عبد الرؤوف الشايب بالحبس خمسة أعوام

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أهمية اتّباع إتيكيت مواقع التواصل الاجتماعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib