ما بين الجريمتين

ما بين الجريمتين!

المغرب اليوم -

ما بين الجريمتين

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

 

رد فعل المجتمع فى عمومه تجاه جريمة قتل طالبة فى الزقازيق على يد زميلها يختلف بشكل واضح عن رد فعل المجتمع نفسه تجاه جريمة قتل طالبة المنصورة على يد زميلها!.. فما السبب، وما الفرق، وأين الخلل على وجه التحديد؟!.

إن رد الفعل مختلف بين الحالتين بطريقة مزعجة، وهو مختلف إلى حد أنك تكاد تراهن على أن فى البلد كثيرين لا يعرفون أصلًا ماذا جرى فى الزقازيق.. هذا شىء حاصل بكل أسف أمامنا، ويمكنك رؤيته بالعين المجردة، وملاحظته بأدوات الملاحظة المباشرة!.

وما يزيد من الأسى فى الأمر أن جريمة المنصورة وقعت فى واحدة من مدن الدقهلية البعيدة عن القاهرة، ولم تقع فى العاصمة ليقال مثلًا إن وقوعها فى قاهرة المعز هو الذى جعلها تملأ الدنيا وتشغل الناس.. فالمنصورة مدينة كبيرة بين مدن الأقاليم، شأنها بالضبط شأن الزقازيق فى محافظة الشرقية.. ومع ذلك.. فالاختلاف بين صدى الجريمتين على مستوى الرأى العام نفسه لافت ومؤلم!.

ويؤلم أكثر أن الجانى فى الحالة الأولى طالب والمجنى عليها طالبة، وفى الحالة الثانية تكررت المسألة نفسها بالضبط، وهذا ما يدعو إلى الحيرة حقًّا!.

ولا أحد يعرف إلى الآن ما إذا كان طالب الزقازيق قد ارتكب جريمته على سبيل تقليد طالب المنصورة!.. ولا أحد أيضًا يعرف ما إذا كانت حالات التعاطف على مواقع التواصل مع طالب المنصورة قد شجعت الطالب الثانى على ارتكاب جريمته!.. لا أحد يعرف بعد.. فهذا ما سوف يكشف عنه التحقيق فى الجريمة!.

أخشى ما يخشاه كل عاقل فى مجتمعنا أن يكون اختلاف رد الفعل من المنصورة إلى الزقازيق راجعًا إلى حالة من حالات الاعتياد على الأشياء لدى الناس!.. تمامًا كما تعتاد العين على القبح فلا تنكره إذا وقع البصر عليه، ولا ترى فيه ما هو غريب، ولا ما هو شاذ عن الطبيعى، ولا ما هو خارج عن العادة، ولا يسعى أحد بالتالى إلى تغييره، ولو من باب الغيرة على قيمة الجمال كقيمة فى حد ذاتها!.

الاعتياد على الشىء السيئ يؤشر إلى شىء أسوأ فى خريطة الشعور العام، وهذا ما لا بد من الاستنفار فى مواجهته لأنه مؤشر على شىء خطر فى مناعة المجتمع!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بين الجريمتين ما بين الجريمتين



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib