بقلم - سليمان جودة
أسعد خبر وصل جمعية محبى الأشجار فى مقرها فى المعادى هو الخبر الذى يقول إن الدولة قررت إطلاق مبادرة شعارها: «١٠٠ مليون شجرة»!.
وفى العام القادم، ستحتفل الجمعية بمرور نصف قرن على إنشائها، وسوف يكون الاحتفال وقتها احتفالين: واحدًا بمرور ٥٠ سنة، والثانى بأن كل سنة من السنوات الخمسين لم تذهب سُدى، وأن إطلاق هذه المبادرة دليل فى حد ذاته على أن ما عاشت الجمعية تدعو إليه من وعى بقيمة الشجرة فى حياتنا كان فى مكانه!.
ورغم أنه من الطبيعى أن نربط بين إطلاق المبادرة وبين قمة المناخ العالمية التى تنطلق فى شرم الشيخ خلال ساعات، إلا أننى أتمنى لو أن الحكومة تكلمت دائمًا عن أن مبادرة بهذا الحجم، إذا كانت لها علاقة بالقمة المرتقبة وضرورة إنجاحها، فإن علاقتها الأكبر هى بحرص الدولة على الارتقاء بمستوى جودة الحياة فى البلد!.
ولم تُكذّب الجمعية خبرًا عندما جاءها نبأ إطلاق المبادرة، فسارعت المهندسة أسماء الحلوجى، رئيسة الجمعية، وبعثت رسالة إلى الدكتور مصطفى مدبولى تشكر الدولة فيها على مبادرتها، ثم تطلب الاستعانة بالمتخصصين فى زراعة الأشجار فى كل مرحلة من مراحل تنفيذ المبادرة.
وحين تتكلم الجمعية فى هذا الأمر، فهى تتحدث فى موضوع يخصها، وفى موضوع هى فى القلب منه طوال خمسين سنة، وفى موضوع هى أدرى الناس به.. وحين تطلب الاستعانة بأهل التخصص فى الموضوع، فهى تعمل بما تنصحنا به آية القرآن الكريم التى تقول: «فاسألوا أهل الذكر».
إن الهدف من وراء المبادرة ليس مجرد زراعة عدد محدد من الأشجار، حتى ولو كان هذا العدد هو ١٠٠ مليون شجرة، ولكن الهدف أن تتحقق الغايات من ورائها، وأن ننتبه إلى عدة أشياء عند زراعتها، من أول مراعاة الندرة المائية عندنا، إلى مراعاة تغيرات المناخ التى طرأت وتطرأ على عالمنا، إلى ضمان مساهمة هذا العدد من الأشجار فى الحد من التلوث فى سمائنا، إلى أهداف أخرى كثيرة لابد أن تكون أمام أعيننا ونحن نغرس كل شجرة جديدة فى مكانها!.
خطاب الجمعية لابد أنه وصل مكتب الدكتور مدبولى، ولابد أن رئيس الوزراء مدعو إلى أن يرسله إلى كل محافظ مشارك فى تنفيذ المبادرة، ثم إن الرجل مدعو إلى أن يضعه أمامه فى كل مرة يتابع خلالها الموضوع مع المحافظين!.