مشهد مما نتابعه على مسرح المنطقة أمامنا
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

مشهد مما نتابعه على مسرح المنطقة أمامنا

المغرب اليوم -

مشهد مما نتابعه على مسرح المنطقة أمامنا

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

يترامى الإقليم من حول غزة كأنه مسرح ممتد بغير حدود، ومن فوق المسرح تستطيع أن تلحظ حركة الأبطال في العرض، ومعهم أفراد الكومبارس على السواء، وتشتد الحركة وتضطرب كلما تتالت فصول العرض من فصل إلى فصل.

ولأن العرض الدامي قد طال حتى دخل شهره الرابع، فإن طول أيامه قد أغرى آخرين بأن ينضموا إليه، لا لأنه ينقصه الأبطال أو حتى الكومبارس، ولكن لأن هذا العرض الدامي هو أيضاً عرض ارتجالي، ومن شأن هذا أن يجعله مُتاحاً لكل طارئ وجديد.

ولأنه عرض ارتجالي، فلقد كانت الاغتيالات الثلاثة التي شهدها واردة، فكان أولها رُضي موسوي في سوريا، وكان ثانيها صالح العاروري في لبنان، ثم كان لبنان أيضاً على موعد مع صاحب الحالة الثالثة وسام الطويل، ولا تزال ارتجالية العرض الدامي ترشحه ليقدم للمتابعين كل ما لم يكن يجول بالخاطر عند البداية.

وفي زاوية من زوايا مسرح الإقليم، ستجد جماعة الحوثي تقتحم المسرح دون استئذان، وتختار لنفسها دوراً، ثم تذهب مباشرة إلى القيام به، من دون أن تبالي بما إذا كان ما تلعبه جزءاً طبيعياً مما هو حاصل، أم أنه دخيل عليه وخارج على السياق.

ولأنها في ركن بعيد، فإنها تحاول شد الأنظار إلى هناك، ولا تهتم وهي تفعل ذلك بما تُلحقه بمن حولها من أذى ومن أضرار، ولا فارق عندها بين أن تصيب الأضرار بلاداً في الإقليم، أو تضرب بلاداً أخرى بعيداً عن الإقليم.

والجماعة لا تزال تلعب دورها الذي اختارته لنفسها، أو بمعنى أدق جرى اختياره لها من كفيلها هناك في إيران، وكلما دعاها أحد إلى أن تتوقف عما تمارسه لأنه لا يخدم أهل غزة كما تُردد وتقول، ردت وقالت إنها لا تستهدف غير السفن الذاهبة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، أو التي لها رابطة بالدولة العبرية على أي نحو من الأنحاء.

وهي تعرف أن ما قامت وتقوم به لم يوقف الحرب على غزة ولن يوقفها، وأن هذه الحرب إذا كتب الله لها أن تقف في يوم من الأيام، فلن يكون ذلك لأن الحوثي يهاجم سفن الشحن العابرة من جنوب البحر في اتجاه الشمال. أما آخر ما تفتَّق عنه عقل الحوثي، فهو أن على السفن التي لا ترتبط بإسرائيل أن ترفع لافتة تقول بذلك، عند العبور من باب المندب في الجنوب، وأن كل سفينة تبادر بذلك ستتفادى ضرباته! وهذا في الحقيقة حل كوميدي أكثر من كونه حلاً عملياً لقضية تؤرق العالم الذي تتعطل تجارته، فتجد نفسها مضطرة إلى الدوران حول القارة السمراء، في طريق رأس الرجاء الصالح.

تجد شركات شحن نفسها مرغمة على ذلك، فلا تتردد في أن تسلك هذا السبيل، ويجد المستهلك حول العالم أنه سيدفع ثمن ذلك من جيبه المباشر؛ لأن تكلفة الدوران حول أفريقيا سوف تضاف على سعر كل سلعة، ولن يدفعها طرف من جيبه إلا المستهلك الذي لم يخرج من تكلفة «كورونا» إلا ليجد نفسه على موعد مع تكلفة الحرب على أوكرانيا، والذي لم يغادر الحرب على أوكرانيا -ولو مؤقتاً- إلا ليجد نفسه مدعواً إلى دفع تكلفة الحرب على غزة!

وإذا كانت شركات الشحن مرغمة على ما ليس منه مفر، فماذا يرغم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على أن تسلك مع جماعة الحوثي هذا السبيل الذي تسلكه، وهي تعرف أن هناك سبيلاً آخر هو العنوان الصحيح إلى هذه الجماعة؟

إن الولايات المتحدة تقود تحالفاً دولياً لردع الحوثي عن قطع طريق البحر، وهي تسمي تحالفها الذي يتشكل من نحو عشر دول «حارس الازدهار»، وتقول إنه تحالف دفاعي عن التجارة في البحر، وبما يعني أنها تبعث «رسالة» إلى الحوثي، بأن تحالفها ليس تحالفاً هجومياً، وأنه ليس في نيته أن يهاجم الجماعة على أرضها في اليمن السعيد.

ولكن لا إدراك الجماعة منذ البداية بأن ما تفعله لا يخدم غزة في شيء، قد جعلها ترجع عن قرصنتها في عرض البحر، ولا تشكيل التحالف الأميركي الدولي قد ردعها عما تمارسه تجاه السفن العابرة، ولا حتى معرفتها بأن إسرائيل لا يعنيها ما ترتكبه قد أعادها إلى البر في اليمن بعيداً عن البحر وعن الحركة التجارية فيه.

لم يحدث شيء من هذا لأنها ليست سيدة قرارها، ولأن قرارها هناك في مكتب المرشد في طهران، وهذا في الحقيقة ليس سراً يذاع، ولكنه يمثل حقيقة يعرفها الحوثي، وتعرفها طبعاً إيران، وتعرفها الولايات المتحدة لا شك، ولكنها تتصرف إزاء الجماعة وكأنها لا تعرف هذا، ولا تدري به، ولا تحيط به علماً.

العنوان الذي على واشنطن أن تقصده في موضوع الحوثي ليس في اليمن، والباب الذي عليها أن تطرقه ليس في صنعاء، ولذلك، فخطابها الموجه إلى الأطراف السياسية اليمنية هو خطاب إلى غير جهة، والدعوة التي أطلقتها إدارة بايدن إلى هذه الأطراف، بأن تقدم احتياجات الشعب اليمني على ما سواها، هي دعوة تبدد الوقت وتستهلكه، ولو شاءت لذهبت إلى العنوان الصحيح من خلال الخط المستقيم، باعتباره أقصر الطرق إلى الغايات.

يقال في مثل حالة الحوثي: «إن الذي حضَّر العفريت عليه أن يصرفه»، والولايات المتحدة تعرف اسم الطرف الإقليمي الذي أطلق جماعة الحوثي على البحر، والذي بمقدوره أن يصرفها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشهد مما نتابعه على مسرح المنطقة أمامنا مشهد مما نتابعه على مسرح المنطقة أمامنا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib