سببان أحدهما رأيناه والثاني نترقّبه
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

سببان أحدهما رأيناه... والثاني نترقّبه

المغرب اليوم -

سببان أحدهما رأيناه والثاني نترقّبه

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

لا أصدق أن الولايات المتحدة الأميركية كانت على علم كبير بالمفاوضات التي أدت إلى اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإذا كانت هي تقول ذلك منذ الإعلان عن الاتفاق في العاشر من هذا الشهر، فمن الطبيعي أن تقول ما تقوله في هذا الشأن.

ولكن المنطق يقول غير ما تقول، والعقل لا يقول ما تقوله، لأنها لو كانت على علم كبير أو حتى صغير بالمفاوضات السابقة على إعلان الاتفاق، لكانت قد استغلت علمها في اتجاه آخر، ولكان هذا الاتجاه هو إفساد الاتفاق وإفشاله، ولكانت قد سربت أخباره في صحفها الكبرى، إذا فاتها أن تفسده، أو تعطله، أو تقف في طريق وصوله إلى غايته.
ربما تقصد أنها كانت تعلم بالمفاوضات الأخرى، التي جرت في بغداد مرات، وفي سلطنة عُمان مرات، والتي كانت مقدمة أدَّت إلى نتيجتها بالاتفاق الأخير، وهذه المفاوضات الأخرى كانت معلنة في الجزء الغالب منها، وكانت الدنيا كلها تعرفها وتتابع طرفاً مما يجري فيها، ولم تكن خافية على أحد، وكانت إيران نفسها تتحدث عنها، وعن تقدمها بعض الشيء في إحراز أهدافها.
ولكن مفاوضات العراق والسلطنة شيء، ومفاوضات بكين التي قادت إلى اتفاق العاشر من الشهر الحالي شيء آخر، وسوف تظل قدرة الصين على إخفاء أخبار الاتفاق قبل الإعلان عنه قضية محسوبة في ميزانها، لأنه ليس من السهل أبدا في عالم هذه هي طبيعته من الانفتاح أن تنجح دولة في إخفاء شيء كل هذا الإخفاء.
وقد كانت لدى واشنطن أسبابها التي تجعلها لا تتحمس لإتمام الاتفاق، ومن بين هذه الأسباب أنه إذا تم فليكن عن طريقها، وعلى يديها، فإذا لم يكن كذلك، فليس على يد الصينيين خاصة.
ويمكن الحديث عن سببين لنجاح اتفاق عودة العلاقات بين المملكة وإيران، أحدهما رأيناه وقد أحدث مفعوله أمامنا، والثاني سيكون علينا أن نترقبه.
أما الأول فهو سابق على إعلان الاتفاق، وأقصد به السرية الكاملة التي أحاطت بالموضوع، فلولا ذلك لكانت مفاوضات بكين قد صارت مجرد محطة ثالثة بعد بغداد ومسقط، وليس معنى هذا أن ما جرى في العاصمتين العربيتين كان بلا فائدة، ولكن المعنى أن الحصيلة في بكين غيرها في بغداد وفي مسقط، لأن العبرة تظل دائماً بالخواتيم، ولأن ما توصلت إليه بكين لم تكن لتدركه لو لم تضرب إطاراً من السرية الحديدية حول المفاوضات التي جرت على أرضها.
ولا بد أن نذكر أن قرار العبور الذي اتخذه السادات في 1973 نجح لأسباب كثيرة، وفي مقدمة الأسباب قدرة الرجل وقتها على إحاطة قراره بالسرية، فلما حقق ما حققه من أهداف في المرمى الإسرائيلي تساءل قادة الحكم في تل أبيب عن السبب، واتفقوا على أن الأسباب كانت متعددة، وأن السرية التي أحاط السادات قراره بها كانت في مقدمة الأسباب.
السرية الواجبة هي التي أخرجت الاتفاق إلى النور، وهي التي وضعته على الطريق، ولكن الباقي سيكون على السبب الثاني أن يتكفل به إلى الغاية البعيدة.
هذا السبب الثاني هو جدية إيران في تحويل ما وقّعت عليه إلى حياة، ولا بد أنها قادرة على ذلك لو صدقت نياتها؛ لأن التوقيع سهل ولا مشكلة فيه، ولكن العبرة تبقى بصدق النيات، وتبقى بمدى قدرة التوقيع على أن يصمد أمام كل اختبار، وأن يجتازه، وأن يقفز فوق ما قد يعترضه من مشكلات، وأن يصل إلى ما فيه من تعهدات، وما عاهدت طهران الطرف الضامن عليه.
ومن هنا إلى شهرين قادمين سيكون علينا أن نتابع إعادة فتح السفارتين في العاصمتين، وسوف تكون هذه خطوة أولى، ولكن سيكون لها ما بعدها، وسيكون على الحكومة الإيرانية أن تثبت أن هذه المرة ليست كسابقتها، وأن النيات في هذه المرة هي التي تجعلها مختلفة.
ولو أعاد الطرف الإيراني التفكير في موقفه، حيث يجد نفسه هذه اللحظة، فسيكتشف أنه أرهق نفسه بقدر ما أرهق المنطقة معه، وأنه إذا كان قد أنهك أكثر من عاصمة عربية بوجوده فيها، فالإنهاك قد أصابه بالدرجة ذاتها، لأنه لا يستطيع أن يبدل أحكام الجغرافيا، ولا يستطيع الهروب مما تفرضه عليه وعلى غيره، ولا يقوى على أن يقف في طريقها على الخريطة.
ولا مبالغة في أن طهران ستكون محل اختبار من هنا إلى شهرين قادمين، وستكون إعادة فتح السفارتين لحظة البدء في الاختبار، وسيكون صانع القرار الإيراني في اختبار أمام نفسه، أكثر مما سيكون ذلك أمام سواه، وسيتوقف النجاح في الاختبار على قدرته على ترجمة النيات التي في الصدور، من مجرد نيات، في مكمنها، إلى خطوات مع الطرف الثاني، في دنيا الناس.
لا تحتمل المنطقة انتكاسة في الاتفاق، ولا تتحمل عواقب العودة إلى المربع الأول، ولا تملك إيران إلا أن تدرك هذا وتتصرف على أساسه، وأن تبدد الحذر الذي لا يزال كثيرون حولها يعتصمون به، وهُم يتطلعون إلى الخطوة المقبلة منها.
إيران قادرة على ترجمة ما تعهدت به إلى واقع، ولكن القدرة تحتاج إلى أن تقترن بإرادة سياسية لديها، وسوف يتحقق هذا الاقتران إذا غادرت حكومة المرشد مربع الثورة إلى دائرة الدولة المسؤولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سببان أحدهما رأيناه والثاني نترقّبه سببان أحدهما رأيناه والثاني نترقّبه



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود

GMT 13:23 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات آيفون 5S بتقنية 4G في المغرب

GMT 02:09 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المتطرف عبد الرؤوف الشايب بالحبس خمسة أعوام

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أهمية اتّباع إتيكيت مواقع التواصل الاجتماعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib