بقلم - سليمان جودة
يتطلع مجتمع الأعمال إلى ما سوف ينتهى إليه المؤتمر الاقتصادى اليوم، بعد أن قضى الذين حضروه يومين فى النقاش والجدل حول قضايا اقتصادنا بشتى زواياها!.
ومن حصيلة اليوم الثالث والأخير سنعرف ما إذا كان هذا المؤتمر سيختلف عما سبقه من مؤتمرات اقتصادية بالذات، أم أن شأنه سيكون شأن ما سبق من مؤتمرات؟!.
ولا يزال لدى مجتمع الأعمال أمل فى أن ينحاز المؤتمر إلى القطاع الخاص، عندما ينتهى إلى توصياته فى يومه الأخير، وألا تكون توصيات على ورق، وأن يقترن إصدارها بطريقة محددة لمتابعة تنفيذ ما تم الانتهاء منه والتوافق عليه!.
والحديث عن انحياز إلى القطاع الخاص، هو حديث ينظر إلى ما حولنا فى المنطقة، وهو حديث ينبه إلى أن مثل هذا الانحياز صار لغة مشتركة تتحدثها الحكومات القريبة منا.. فالملك محمد السادس، عاهل المغرب، خطب فى افتتاح أعمال البرلمان، فقال ما معناه إن القطاع الخاص هو القاطرة التى يمكن أن تشد أى اقتصاد إلى الأمام، وإن حكومته سوف تعمل فى الفترة المقبلة على هذا الأساس.
والدكتور بشر الخصاونة، رئيس حكومة الأردن، قال إن سوق العمل فى بلاده تستقبل ١٣٠ ألفًا فى كل سنة، وإن طاقة الحكومة لا تتسع لتشغيل أكثر من ١٥ ألفًا، وإن بقية العدد تنتظر القطاع الخاص وتراهن عليه، وإن الحكومة لهذا السبب قررت عقد شراكة وطنية قوية مع هذا القطاع.. شراكة تقول بشكل عملى إن ما يحتاجه القطاع الخاص فى العمل، وفى الإنتاج، وفى التشغيل بالتالى، لا بد أن يجده متاحًا، ومتوفرًا، ومتيسرًا، وإن ما عدا ذلك يجب ألا يكون له مكان!.
هذه التجارب من حولنا لا بد أن تكون أمام عين القائمين على المؤتمر، وهُم يضعون اللمسات الأخيرة فيما سوف يخرج ليعلنه على الناس!.
لا بد من ذلك، لأن ما بعد المؤتمر على المستوى الاقتصادى يجب ألا يكون مثل ما كان قبله، ولأن الرئيس عندما دعا إليه أول سبتمبر قد أشار فى دعوته إلى شىء بهذا المعنى.. وإذا كان الرئيس الصينى شى جينبينج قد أعلن، فى ختام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعى، الذى تصادف ختامه مع بدء مؤتمرنا، أن شعاره كرئيس فى بدء ولايته الجديدة سيكون من كلمتين هما «العمل بجد».. إذا كان قد أعلن ذلك، فليكن هذا هو شعار ما بعد المؤتمر الاقتصادى فى تمكين القطاع الخاص، ليس لمجرد أنه القطاع الخاص، ولكن لأنه المستقبل!.