ليس ككل الأيام
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

ليس ككل الأيام

المغرب اليوم -

ليس ككل الأيام

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

 

كلما جاء ٣٠ مارس من كل سنة تجدد موعد الناس مع أعذب الألحان، ولماذا لا يكون كذلك وهو اليوم الذى فيه غادر عبد الحليم حافظ دنيانا بعد أن ملأها بالطرب؟

لا أزال أذكر صباح ذلك اليوم من عام ١٩٧٧ كأنه أمس.. لا أزال أذكر أن قارئ موجز أخبار الساعة السادسة صباحًا فى الإذاعة قد استهل أخباره فقال: وفاة عبدالحليم حافظ فى لندن.

قالها مذيع النشرة بصوت ممتلئ بالألم، ولم يكن يدرى أنه بما قاله قد نشر الحزن فى كل مكان، وأن عشاق عبدالحليم عاشوا من يومها ثم بعدها فى حنين لا ينقطع إليه وإلى أيامه، وأنهم أحسوا ولا يزالون بنوع من اليُتم الفنى.. فلا أحد قد ملأ مكانه، ولا أحد إلى اليوم يستطيع أن يقول إنه قد أكمل المسيرة الفنية التى بدأها العندليب ثم راح يرسخها كل يوم.

تقرأ وتتابع ما يسمعه الناس وخصوصًا الشباب هذه الأيام فتأسى، ولا تعرف ماذا يجدون بالضبط فيما يسمعون؟.. فلا كلمة جميلة يمكن أن يحفظها المرء ثم يرددها بينه وبين نفسه، ولا لحن عذب يمكن أن تعتاده الأُذن وتجد فيه الطرب، الذى إذا خلا منه الغناء فإنه يكون قد خلا من كل شىء.. ولا حتى صوت يمكن أن تقول إنه صوت يتميز عما سواه.. لا شىء من هذا كله.. وقد كان هذا كله هو الذى صنع عبدالحليم وبنى له مكانة فى وجدان الناس.

إن الأغنية إذا خلت من الطرب لم تعد أغنية، ولكنها مجرد كلام يردده صاحبه وهو يتنطط كما نتابع، ثم ينساها فى لحظتها هؤلاء الذين يرددونها وراءه بلا وعى.. وربما يكون علينا أن نذكر الآن وفى كل وقت أن الذين كانوا يقدمون عبدالحليم فى حفلاته العامة، كانوا يقولون إنه «المطرب» عبدالحليم حافظ، ولم يكونوا يقولون إنه المغنى عبدالحليم، ولا بالطبع المؤدى عبدالحليم، ولا أى شىء من هذا النوع.

ففى إمكان أى أحد أن يغنى، وفى مقدور أى صاحب صوت أن يؤدى، ولكن لا يستطيع أى أحد أن يُطرب الناس، ولا أن يخاطب الأُذن فتألفه ويستقر فيها، ولا أن تعتاد صوته فتجد فيها ما يغذى حاسة السمع فلا تنفر منه ولا تنساه.

وإذا قيل إن ما يسمعه الناس والشباب فى المقدمة منهم هو ما يريدونه، فهذا كلام فارغ، لأن الذائقة الطبيعية لا يمكن أن تُقبل على سماع ما لا جمال فيه، ولا قيمة، ولا معنى.. لا يمكن.. وكل ما فى الأمر أن هذه أذواق فاسدة، وأنها لهذا تسمع ما تسمعه مما لا لحن فيه، ولا كلمة، ولا صوت، ولكنه مجرد حركات صوتية، أو لحنية، أو كلامية، لا أكثر.

الغناء فى حقيقته طرب، والطرب صناعة، والصناعة فيه تقوم على الصدق فى اللحن، وفى الأداء، وفى الكلمة، وهذا هو الذى صنع عبدالحليم، وهذا هو الذى أبقاه، وهذا هو الذى جعله إذا أطل صوته فى أى وقت على الناس وجدوا أنفسهم يرددون معه ما يقول تلقائيًا، فكأنهم يستجيبون للفطرة فى أعماقهم.. والأهم أنهم يجدون فى ذلك طربًا، ويجدون أنفسهم وقد نقلهم صوته، ولحنه، وكلماته، من عالمهم الذى يعيشون فيه إلى عالم آخر من خيال.. هذا هو السر، وهو من فرط بساطته ليس سرًّا، ولكنه صدق بالأساس، وإحساس فى الأساس أيضًا، وكلاهما هما اللذان يجعلان من يوم ٣٠ مارس يومًا فى تاريخ الفن الباقى ليس ككل الأيام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس ككل الأيام ليس ككل الأيام



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib