ولكننا خسرنا الأتعاب والقضية
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

ولكننا خسرنا الأتعاب والقضية!

المغرب اليوم -

ولكننا خسرنا الأتعاب والقضية

بقلم - سليمان جودة

العاصفة التي أطلقها مقتل الشاب نائل مرزوق في إحدى مدن غرب فرنسا هدأت ولم يعد لها أثر، ولكن الإشارات التي أرسلتها العاصفة سوف تظل باقية.

وكانت التبرعات التي جرى جمعها للشرطي المتهم بقتل نائل، ثم لنائل نفسه بالتوازي، هي أقوى الإشارات في القضية كلها. فالشرطي هو الجاني، ومع ذلك، وصلت حصيلة التبرعات لصالحه إلى مليون و600 ألف يورو. أما الذين أسهموا في التبرع له فكانوا مائة ألف، وأما الذين تبرعوا للشاب نائل فلم يقدموا سوى ربع تبرعات الشرطي بالكاد. ولأن التبرعات قد توقفت على الجانبين، فلا أحد يعرف إلى أي مدى كانت ستصل حصيلتها لدى الشرطي، لو كانت عملية جمعها قد استمرت لوقت أطول مما استغرقه جمع هذا المبلغ.

ولو أن أحداً جرّب أن يقارن بين مليون و600 ألف قدمها المتعاطفون مع الشرطي، و400 ألف قدمها الذين حزنوا على الشاب القتيل، فسوف تكون المقارنة مدهشة، وربما تكون غير مفهومة، كما أنها ستكون عصية على الاستيعاب، لا لشيء، إلا لأنه من غير المفهوم أن يجمع الجاني من التبرعات 4 أضعاف تبرعات المجني عليه.

ورغم أن الذين خرجوا يحتجون على مقتل الشاب نائل، قد انتشروا حتى غطوا المئات من المدن الفرنسية، ورغم أن أصداء الانتفاضة الغاضبة كادت تتحول إلى عاصفة مماثلة في أكثر من دولة أوروبية، ورغم أن بوادر ذلك ظهرت على استحياء في سويسرا مثلاً، فإن حصيلة التبرعات في ميزان المجني عليه تقول إن هؤلاء الذين انتفضوا لمقتله لم يقدموا له ما كان يجب أن يقدموه، وأنهم أخطأوا اختيار الطريقة التي يعبّرون بها عما أحسوا به من غضب، وكان المدى الذي وصلت إليه تبرعات الشرطي المتهم أقوى دليل على ذلك.

وبما أن نائل من أصول جزائرية، وبما أنه محسوب في النهاية على أنه مهاجر عربي، حتى ولو كان يحمل الجنسية الفرنسية، أو يحمل ما يتيح له الإقامة الدائمة في بلد «الجن والعفاريت» كما كنا زمان نقول عن فرنسا، فالذين احتجوا وغضبوا وسخطوا، كانوا في غالبيتهم الكبيرة من العرب والمسلمين المهاجرين إلى فرنسا.

كانت قضية المهاجرين ولا تزال على رأس القضايا التي تجعل أوروبا لا تنام، وكانت ولا تزال على رأس القضايا التي طرأت فجأة على خريطة الحياة اليومية في دول القارة العجوز، فلم تعد دول القارة تعرف كيف تجد لها حلاً، ولم تعد تعرف إلى أي حد يمكن أن لها أن تستوعب هذا العدد ممن تركوا بلادهم الأصلية، ثم جاءوا يفتشون في أوروبا عن عمل وعن أمل.

ولا أحد يعرف ما إذا كانت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل سوف تتعاطف مع المهاجرين إلى أوروبا، لو أنها كانت لا تزال في دار الحكم ولم تغادره، ولو أنها رأت بعينيها ما ارتكبه المهاجرون في فرنسا بعد مقتل نائل.

كانت في زمانها هي الوحيدة تقريباً التي تقف مع المهاجرين، وكانت تفعل ذلك من دون غيرها من بقية الساسة الأوروبيين، وكانت تتطلع إلى المهاجرين بعين العطف والرعاية، وكان عدد منهم يطلق اسمها على المواليد الجدد اعترافاً بالفضل لها، ولكن ذلك كان في زمن آخر لم تتعرض فيه فرنسا لهذا الحجم الهائل من التحطيم والتدمير، ومن السلب والنهب، ومن الاعتداء على الملكيات العامة والخاصة، ومن إضرام النار في الشوارع بغير أي مبالاة.

هل كانت ميركل ستبقى على موقفها وهي ترى هذا كله أمامها، وهل كانت ستظل تنتصر للمهاجرين إلى بلادها، وهل كانت ستجد حرجاً في أن تلقى الناس بعد الأحداث، مع ما هو معروف عنها من انتصارها لكل مهاجر؟

إننا نتكلم عنها بلغة «لو» التي لا تجدي في شيء، ولكن الذي يجدي أن نحسب بالورقة والقلم، ما إذا كان الذين خرجوا يحطمون ويدمرون في المدن الفرنسية قد انتصروا بالفعل لنائل، أو حتى لأنفسهم، أم أنهم لم ينتصروا له ولا لأنفسهم؟

لم ينتصروا له طبعاً، لأن كل حصيلته من التبرعات لم تصل إلا إلى ربع حصيلة الشرطي الجاني، وهذه من المرات النادرة التي يزيد فيها التعاطف مع الجاني، على التعاطف مع المجني عليه، ثم نرى ترجمة لذلك أمامنا بالأرقام.

ولم ينتصروا بالطبع لأنفسهم؛ لأن ما قاموا به قد ألقى بالكثير من التراب على قضية كل مهاجر في فرنسا خصوصاً، وفي أوروبا عموماً، ولا فارق بعد ذلك بين أن تكون قضية المهاجرين قضية عادلة أو غير عادلة. فالعنف الذي مارسوه لم يكن هو الطريق إلى الحصول على حق نائل، ولا غير نائل من المهاجرين الأوائل، وهناك ألف طريقة للحصول على حقه، وليس العنف بكل أشكاله من بينها بالتأكيد.

إن حالهم على هذه الصورة أقرب ما يكون إلى رجل أرسل محامياً في قضية منظورة له أمام العدالة، وأعطاه أتعابه كاملة مقدماً، ولكن لأن المحامي لم يكن هو الشخص المناسب للدفاع عن قضية الرجل، فإنه قد خسر الأتعاب ومعها القضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولكننا خسرنا الأتعاب والقضية ولكننا خسرنا الأتعاب والقضية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 21:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة ناسي تثير التساؤلات قبل مواجهة الرجاء

GMT 21:48 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبين مغاربة ضمن لائحة الأفارقة الأعلى أجرا في العالم

GMT 23:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيليان مبابي وصل للقاع بعد إهداره ركلة جزاء أمام بيلباو

GMT 22:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مونزا متذيل ترتيب الدوري الإيطالي يقيل مدربه نيستا

GMT 01:25 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جافي لاعب برشلونة الإسباني يعترض على أداء ليفاندوفسكي

GMT 00:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُعلن أن المحيطون براشفورد يتخذون قرارات خاطئة

GMT 23:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

يو إف سي تُعلن عن نزالات بطاقة الرياض رسمياً

GMT 20:33 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib