بقلم : سليمان جودة
أرسلت منظمة الصحة العالمية الدكتورة نعيمة القصير مندوبًا جديدًا لها فى القاهرة، خلفًا للدكتور جون جبور، مندوب المنظمة السابق فى قاهرة المعز!.. ونفهم مما قالته الدكتورة نعيمة وهى تبدأ عملها الجديد أنها جاءت لاستكمال ما تم إنجازه من قبل، وأن المبدأ الذى تعمل على أساسه سوف يتلخص فى كلمتين اثنتين، هما: الصحة للجميع!
ولأن مبدأً كهذا ترعاه هذه المنظمة العالمية من مقرها فى مدينة جنيڤ السويسرية، فهو مبدأ يجرى العمل به من جانبها على مستوى العالم كله، وليس خاصًا بنا وحدنا بطبيعة الحال!
والحقيقة أن المبدأ بهذه الصيغة ليس دقيقًا، وبالذات إذا طبقناه على الطريقة التى يتعامل بها الإثيوبى تيدروس أدهانوم، مدير المنظمة، مع ڤيروس كورونا منذ بدء ظهوره فى الصين، ثم انتشاره فى أنحاء العالم!.. فالطريقة التى يمشى عليها «أدهانوم» فى تصريحاته تنطق بأنه يؤمن بأن الخوف لا الصحة للجميع!
وليس فى هذا ظلم له، ولا فيه تحامل عليه أو انحياز ضده، ولكنها الحقيقة التى تحملها تصريحاته إلينا كلما خرج علينا بتصريح يخص الڤيروس ويتحدث عن احتمالات الوصول إلى لقاح يداوى مرضاه! وفى آخر تصريح قبل يومين وقف «أدهانوم» يقول إن كورونا ربما يصاحبنا مدى الحياة، وربما لا يصل الأطباء إلى علاج ينقذ البشرية منه فى المستقبل القريب ولا البعيد!
هذا كلام يجب ألّا يُقال، حتى ولو كان حقيقة بين الحقائق، وهو كلام لا يقوله رجل يجلس على رأس المنظمة المسؤولة عن قضية الصحة فى العالم لأن لهجة كهذه تجعل العالم يفقد ثقته فى نفسه وفى قدرته على أن يكسب معركته مع الوباء.. تمامًا كما يتحدث الطبيب إلى المريض بأن حالته ميؤوس منها وليس فيها رجاء!
ما يجب أن يُقال شىء آخر من نوع ما يقوله الألمان، الذين وصلوا إلى قناعة هى الأجدى عالميًا فى أى مواجهة ناجحة مع الڤيروس.. وهى قناعة تقوم على أن المواجهة الناجحة تقوم على عدة مبادئ، من بينها أن الكمامة الطبية صارت كحزام الأمان، الذى لا غنى عنه فى السيارة، وأن الالتزام بها كفيل بمحاصرة الڤيروس حتى القضاء عليه!.. ومع الكمامة تعقيم اليدين والتباعد كلما كان ذلك ممكنًا.. لا أكثر من ذلك ولا أقل!