القيصر ومستشاروه
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

القيصر ومستشاروه

المغرب اليوم -

القيصر ومستشاروه

بقلم - سليمان جودة

لم نكن نعرف أن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستشاراً رابعاً في القصر، إلى أن تكلم عن بولندا المجاورة بما أغضب البولنديين، وأثار لديهم كثيراً من المخاوف والهواجس.

فمن قبل كان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، قد قال ما معناه أن للرئيس بوتين مستشارين ثلاثة، وأنهم: إيفان الرهيب، وبطرس الأكبر، ثم كاترين الكبرى. هكذا على التوالي، وهكذا بالتتابع، وهكذا تجدهم وكأنهم يصطفون في مكتب القيصر فيستدعيهم إذا أحب، ويطلب المشورة منهم إذا شاء، ولا يبخلون عليه بما يطلبه، كما نرى في سياساته ونتابع.

ولو أن أحداً منا ذهب يستقصي عنهم، فسوف يجد أنهم عاشوا في قرون ثلاثة متتالية، وأن القرون الثلاثة بدأت من القرن السادس عشر، وانتهت عند القرن الثامن عشر، وأنهم شهدوها وماتوا فيها، بهذا الترتيب في الأسماء وفي القرون.

ومما يبدو أمامنا نكتشف أن بوتين يتطلع إلى كل واحد فيهم، ولسان حاله يردد ما نردده نحن هنا في المنطقة العربية، عن أن الله -تعالى- يبعث على رأس كل قرن مَنْ يجدد للمسلمين شأن دينهم، وأن جمال الدين الأفغاني على سبيل المثال كان هو الذي بعثه الله على رأس القرن التاسع العشر، وأن الأستاذ الإمام محمد عبده جاء على رأس القرن العشرين، رغم أنه مات بعد بدايته بخمس سنوات، ثم ينشأ الخلاف بعد ذلك حول من يكون على رأس القرن الحادي والعشرين.

شيء من هذا تجده لدى الرئيس الروسي، وهو يتطلع إلى الثلاثة في أزمانهم، ثم وهو يضع نفسه أمامهم باعتباره صاحب هذا القرن في مسيرة القوة والتجديد التي كانوا هُم قد بدأوها، ثم رأى أن يستأنفها هو. وعندما خرج على العالم يقول إن بعضاً من الأراضي البولندية كانت في الأصل هدية من جوزيف ستالين، فإنه قد وضع هذا الأخير في سياق يضم الثلاثة القدامى، ثم يضمه هو أيضاً معهم، لتكتمل السلسلة منهم مجتمعين في آخر المطاف.

حديثه عن بولندا بهذه الطريقة جدد الخوف لدى كل بولندي، وأشاع التشاؤم تجاه عمليته العسكرية التي بدأها في أوكرانيا قبل سنة ونصف سنة، دون أن يضع لها حداً تتوقف عنده، وبغير أن يكشف عن طبيعة الأهداف التي يقول إن العملية ستتوقف عندما تنجح في تحقيقها على الأرض.

وهو لم ينتبه إلى أن العالم لو أخذ بهذا المنطق الذي تكلم به عن بولندا، فلن تبقى دولة في العالم على حالها، وسوف تجد كل دولة في أرض الدولة الجارة لها ما يشبه هذا الذي يجده بوتين، وهو يتذكر أياماً عاش فيها ستالين في القرن الماضي.

لا مشكلة طبعاً في أن يكون مستشاروه أربعة، أو حتى عشرة، ولكن المشكلة هي في أن يكونوا هناك؛ حيث هُم في مثواهم، لا هنا؛ حيث نحن وحيث العالم المعاصر بطبيعته المغايرة، فالأربعة كانوا من رموز القوة الروسية وعنفوانها، وكانوا لا يجدون صعوبة كبيرة في ضم أرض الغير، وكان زمانهم يسعفهم، وكيف لا يسعفهم وهو زمانهم الذي عاشوا وماتوا فيه؟

إن استدعاء الماضي برموزه يظل يصادف هوى لدى كثيرين بيننا، وعلى كل مستوى، لا على مستوى السياسة وحدها، ولكن التجربة تقول لنا إن استدعاءه لا بد من أن يكون مما يفيد في طبيعة العصر، لا مما يزيد من تعقيدات الحياة، ولا مما يقف عقبة في طريق الذين يعيشون هذه الحياة.

وإلى وقت قريب كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يمارس لعبة الاستدعاء، وكان لا يكف عن استدعاء سلاطين آل عثمان، وكان يتطلع إلى العصر من خلال نظارة السلاطين الستة والثلاثين الذين تعاقبوا على الإمبراطورية العثمانية عبر قرون، ولكنه في النهاية انتبه إلى أن استدعاءهم «لا ينتج في الدعوى» كما يقول أهل القانون.

وحين تبين له ذلك أخذ خطوة إلى الوراء، ثم طوى صفحتهم، ثم راح يتصرف بوحي من العصر ومن حقائقه. وهذا ما يبدو أن الرئيس بوتين في حاجة إليه، وأن يرى في الطريقة التي صار الرئيس التركي يتصرف بها ما يتعين عليه أن يراه.

لقد عاش إردوغان سنوات لا يرى غير الإمبراطورية العثمانية، ولكنه لم يلبث حتى عاد عن هذا، ولم يلبث حتى أدرك أن ما يشغله يعوق خطواته أكثر مما يسهلها، وأنه مدعو إلى أن يكون أكثر واقعية، وأن سنوات انشغاله بهذا خصمت من رصيده في الإقليم، ولم تكن مما يضيف إليه. اتخذ القيصر مستشارين أربعة، ثم عاين الحصيلة أمامه، ولو هجر الأربعة إلى مستشار خامس من نوع إردوغان الذي نراه، فالحصيلة بالتأكيد ستأتي مختلفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القيصر ومستشاروه القيصر ومستشاروه



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 21:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة ناسي تثير التساؤلات قبل مواجهة الرجاء

GMT 21:48 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبين مغاربة ضمن لائحة الأفارقة الأعلى أجرا في العالم

GMT 23:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيليان مبابي وصل للقاع بعد إهداره ركلة جزاء أمام بيلباو

GMT 22:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مونزا متذيل ترتيب الدوري الإيطالي يقيل مدربه نيستا

GMT 01:25 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جافي لاعب برشلونة الإسباني يعترض على أداء ليفاندوفسكي

GMT 00:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُعلن أن المحيطون براشفورد يتخذون قرارات خاطئة

GMT 23:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

يو إف سي تُعلن عن نزالات بطاقة الرياض رسمياً

GMT 20:33 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib