بقلم : سليمان جودة
من اليوم إلى الأربعاء المقبل سوف نترقب إعلان نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ، وسوف يتلوى كثيرون على جمر من النار فى انتظار النتيجة!.. وقد كان المشهد السياسى عجيبًا حقًا، منذ أن جرى تحديد موعد الانتخابات إلى أن جرت بالفعل على يومين داخل البلاد وخارجها!
ولابد أن الذين عاشوا أيام مجلس الشورى قبل 25 يناير قد عقدوا مقارنة بين المجلسين.. الشيوخ والشورى.. ولابد أنهم كانوا فى غاية الدهشة من السباق المحموم، الذى انخرطت فيه أسماء كثيرة بهدف واحد، هو اقتناص عضوية المجلس الجديد بأى ثمن، وبأى طريقة، وبأى وسيلة!
ويستطيع المتابع أن يتعرف بسهولة شديدة على أصحاب هذه الأسماء ممن قاتلوا ويقاتلون بالمعنى الحقيقى للكلمة لعل قائمة المائة، التى ستصدر بقرار جمهورى، تضمهم فيمَن سوف تضم حين ترى النور!
وإذا كان عندى أمل أضعه أمام السيد الرئيس وأمام الجهات المعنية التى ستعاونه فى اختيار مائة اسم، فهذا الأمل هو استبعاد كل الذين سوّقوا لأنفسهم طوال أيام مضت بطريقة مبتذلة فى سبيل الحصول على عضوية «الشيوخ» مهما كان الثمن!
هؤلاء طرقوا كل باب، وفعلوا كل شىء، ودفعوا بأسمائهم إلى الواجهة فى الإعلام بشكل بدا فيه الإلحاح الرخيص واضحًا أمام كل عين، ونظروا إلى العضوية فى المجلس الوليد باعتبارها مسألة حياة أو موت!.. والمحزن أن أسماء خاضت الانتخابات لم تتورع عن فعل الشىء نفسه، وكأن نجاحها سيكون بإتقان فنون التسويق وليس بأصوات الناخبين فى الصناديق!
والذين تابعوا المشهد بهذه التفاصيل المخجلة لابد أنهم قد تساءلوا فى حيرة عن حجم المكاسب التى سيحصدها هؤلاء المتمسكون بالعضوية إذا ما دخلوا المجلس الجديد واستقروا فى قاعته؟!.. ماذا بالضبط فى مجلس الشيوخ حتى يتحول الطريق إليه من رغبة مجردة فى خدمة المواطن والوطن إلى ماراثون غير مسبوق فى الجرى للمسافات الطويلة؟!
يعرف الرئيس بالتأكيد أن «طالب الولاية لا يُولَّى»، ويعرف المحيطون بالرئيس هذه القاعدة الذهبية بالقطع، وأملى ألّا يحصل طالب الولاية فى «الشيوخ» عليها لأنه لا يعنيه صالح وطن ولا يهمه مصالح مواطن!