لو أن هذه المنصة أقلعت عما تفعله
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

لو أن هذه المنصة أقلعت عما تفعله!

المغرب اليوم -

لو أن هذه المنصة أقلعت عما تفعله

سليمان جودة
بقلم :سليمان جودة

لا نزال نذكر أن فيلماً سينمائياً عربياً جرى عرضه الشتاء الماضي على الناس، وأنه أثار صخباً وقت وجوده في الأسواق، وأن السبب كان في حديثه عن أشياء ليست مما يصادف قبولاً لدى المشاهد العربي، وإنما هي أشياء تثير غضبه إلى حدود بعيدة، كما رأينا وتابعنا وقت عرض الفيلم.

كان الفيلم الذي أقصده معروضاً على منصة «نتفليكس» العالمية، وكان الذين لم يروا شيئاً في عرضه ولا في مضمونه المستفز قد قالوا ما معناه، إنه ليس معروضاً في دور السينما ولا على شاشة التلفزيون، وأن المشاهد لا يستطيع متابعته على هذه المنصة إلا من خلال اشتراك يدفعه من جيبه، وإن في إمكان الذين يعترضون عليه، أو على الأعمال الفنية التي من نوعيته، أن يتوقفوا عن الاشتراك في منصته التي تعرضه، وعندها سوف لا يتعرضون للفيلم إياه، ولا لأي فيلم تعرضه المنصة في المستقبل.
وكان هذا صحيحاً في جانب منه، ولكن القضية ليست بهذه البساطة ولا بهذه السهولة؛ لأن للأمر جانباً آخر يطرح تساؤلاً بلا إجابة عن السر وراء تمسك «نتفليكس» بعرض أعمال فنية، لا تقدم في الغالبية منها فناً لوجه الفن، بقدر ما تروّج لأشياء هي بطبيعتها صادمة للمشاهد الذي ينتمي إلى بلد عربي، أو إلى بلد إسلامي خارج الدائرة العربية المحصورة بين المحيط والخليج.
وهذه الأشياء تبدأ من المثلية، ثم تمر بالخيانات الزوجية كما حدث في الفيلم المقصود على سبيل المثال، وتنتهي بمحاولات تبييض وجه الإسرائيلي في العموم، وفي منطقة الشرق الأوسط بالذات. وأنا أقول الإسرائيلي ولا أقول اليهودي قاصداً؛ لأن علينا أن نفرق بين اليهودي كصاحب ديانة سماوية ضمن ديانات سماوية ثلاث نزلت من السماء، وبين الإسرائيلي كصاحب عقيدة سياسية لا تجد حرجاً، ولا تستشعر ذنباً، ولا ترى أي جريمة في السطو على أرض الغير في فلسطين من دون وجه حق!
وبالطبع، فإن هناك فرقاً شاسعاً بين أن تتحدث الأفلام المعروضة على هذه المنصة عن أشياء كهذه بطريقة عابرة، أو تتحدث عنها كقضية تناقشها في هدوء وعلى استحياء، وبين أن تكون مثل هذه الأشياء هي مما يميز الأفلام المعروضة عليها، وهي القاسم الأعظم المشترك بينها، وأن يبدو العرض ترويجاً لشيء محدد بين جمهور المشاهدين، أكثر منه طرحاً للشيء نفسه في هذا الفيلم أو ذاك.
وقد ضج مشاهدون كثيرون من تمسك القائمين على أمر المنصة بالمضي في هذه الطريق، وبدا الموضوع في مجمله غير مفهوم، ثم بدا في مرحلة من المراحل أمراً مقصوداً لذاته، وليس من المصادفات التي لا تدبير وراءها ولا تخطيط في سبيلها!
وعندما جرى افتتاح أعمال بورصة نيويورك في صباح العشرين من الشهر الماضي، فإن افتتاحها حمل مفاجأة غير سارة بالمرة للمساهمين في «نتفليكس»، وكانت المفاجأة أن أسهمها فقدت خلال ساعات ثلث قيمتها مرة واحدة، وهو ما لم يحدث لها من قبل على مدى السنوات العشر الماضية.
ولم تجد المنصة الشهيرة تفسيراً لما حدث، ولكنها حاولت تفسيره بأن السبب هو قرار إغلاقها على الأراضي الروسية منذ بدء الحرب على أوكرانيا، وكان التفسير الثاني أن المسؤولين عن الترويج للمنصة نفسها بين الناس وجدوا أنفسهم في الفترة الماضية عاجزين عن اجتذاب مشتركين جدد.
وكان السؤال هو عما إذا كان هذا العجز ناتجاً من عدم رضا المشاهدين عن محتوى ما تعرضه المنصة من أعمال فنية، أم أنه ناتج من أسباب أخرى!

وعندما تحدثت المنصة قبل أيام قليلة عن إلغاء عمل فني، كان الأمير هاري نجل ولي عهد بريطانيا سينتجه لها مع زوجته ميغان ماركل، فإنها كشفت للمرة الأولى عن أن عدد المشتركين الذين فقدتهم في الربع الأول من هذه السنة بلغ 200 ألف مشترك، وأن هذا هو ما يقول به إحصاء لأرقام المشتركين خلال هذه الفترة، قياساً على الفترة نفسها من السنة السابقة.

وهنا سؤال آخر هو: لماذا انصرف هذا العدد الضخم من المشتركين عنها وعن أعمالها بالأساس، وهل هناك علاقة بين هذا الانصراف غير المسبوق، وبين ما تروّج له هذه الأعمال من أفكار؟!... وإذا كانت هناك علاقة فهل هذا معناه أن انصراف المشتركين، والمشاهدين بالتالي، سيزداد في الفترة المقبلة؟!
هذه كلها تساؤلات باحثة عن إجابات؛ لأنه لا يوجد تفسير مقنع لخسارة الأسهم المفاجئة في بورصة نيويورك، ولا لهذا التراجع المفاجئ في أعداد المشتركين.
ولنا أن نلاحظ أن تراجع أعدادهم ليس مرتبطاً بمنطقة معينة في العالم، ولا هو مقتصراً على المشتركين في المنطقة العربية مثلاً، أو العالم الإسلامي خصوصاً، ولكنه تراجع في العموم بلا تصنيف للمشتركين بين السكان على سطح الخريطة الجغرافية للعالم!
وهو في هذه الحالة تراجع منطقي؛ لأن المشاهد العربي ليس هو وحده الذي يأنف أن يرى أفلاماً تروّج للأفكار المشار إليها، ولا المشاهد المسلم وحده هو الذي لا يستسيغها ولا يقبلها، ولكنه المشاهد الإنسان الذي يمتلك فطرة سوية، وضميراً حراً، وقلباً حياً، ونفساً لا ترى فناً من أي نوع في الترويج لما كان فيلم الشتاء الماضي يروّج له، ولما تروّج له باقي قائمة الأفلام والأعمال.
وليست هذه محاكمة أخلاقية للمنصة الفنية، ولكنها محاكمة إنسانية إذا صح التعبير؛ لأن أساس الكلام هنا ليس ما هو حلال ولا ما هو حرام لدى الإنسان العربي أو المسلم، ولكن الأساس لا يتجاوز ما هو مستساغ إنسانياً، وبصرف النظر عن ديانة الإنسان المستسيغ، أو جنسيته، أو لغته. فالطبيعة البشرية ترفض من تلقاء نفسها فكرة المثلية، وفكرة الترويج لها، ولا يحتاج الأمر من الشخص إلى أن يكون مسلماً أو إلى أن يكون عربياً ليرفض ذلك ولا يناقش فيه.
والطبيعة البشرية لا تقر الاستيلاء على أرض الغير من دون وجه حق، أياً كانت الأرض التي نبت فيها هذا الغير، ولا تحتاج الطبيعة البشرية إلى أن يكون الإنسان الرافض لفكرة الاستيلاء إنساناً مسلماً ولا أن يكون عربياً. القصة في حاجة فقط إلى أن يكون الشخص إنساناً مجرداً، وبصرف النظر عن أن يكون الذي استولى على الأرض بغير وجه حق إسرائيلياً، وبصرف النظر كذلك عن أن يكون صاحب الأرض فلسطينياً يسعى إلى قيام دولة مستقلة على أرضه في فلسطين.
ولو قامت إسرائيل على أرض القرم، كما كان يراد لها في البدايات الأولى من منتصف القرن الماضي، ما كان الأمر سيختلف، وكان الرفض للفكرة سيكون هو نفسه، وسيكون بالقوة نفسها؛ لأن الموضوع له مضمون يتصل بالقيم المستقرة لدى الإنسان كإنسان في كل الأوقات!
ولو قامت إسرائيل على قطعة من الأراضي الأوغندية، كما كان التفكير يتجه في مرحلة لاحقة لمرحلة القرم، ما كان الأمر كذلك سيختلف، وكنا سنتابع رفضاً لفكرة استيلاء الإسرائيلي على أرض الأوغندي، وللترويج لها، لا يختلف عن رفض استيلائه على أرض الفلسطيني!
ربما تكون «نتفليكس» مدعوة إلى أن تراجع أفكارها المدسوسة في الأعمال المعروضة على منصتها، وربما تكون مدعوة إلى أن تفعل ذلك سريعاً، لأن البديل ربما يكون في انفضاض ما يتبقى من المشتركين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو أن هذه المنصة أقلعت عما تفعله لو أن هذه المنصة أقلعت عما تفعله



GMT 22:00 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 13:57 2024 الإثنين ,05 آب / أغسطس

محاصر بين جدران اليأس !

GMT 08:24 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

الفنان (السعودي الهندي العالمي)

GMT 08:17 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

آثار على طريق الحج المصري

GMT 08:05 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

جونسون و«طوق النجاة» الأوكراني!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود

GMT 13:23 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات آيفون 5S بتقنية 4G في المغرب

GMT 02:09 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المتطرف عبد الرؤوف الشايب بالحبس خمسة أعوام

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أهمية اتّباع إتيكيت مواقع التواصل الاجتماعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib