العاصمة التي تضع يد الحوثي على الزناد
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

العاصمة التي تضع يد الحوثي على الزناد!

المغرب اليوم -

العاصمة التي تضع يد الحوثي على الزناد

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

السؤال الذي لا بد من الإجابة عنه هو كالتالي: ماذا جدّ في المنطقة بما يجعل جماعة الحوثي تستهدف أبوظبي أكثر من مرة مؤخراً؟!
فقبل أسبوعين استهدفت الجماعة مطار العاصمة الإماراتية بطائرات مسيّرة، وصواريخ باليستية، وأخرى من طراز «كروز»، وكانت النتيجة سقوط ثلاث ضحايا من بين المدنيين وإصابة ستة آخرين، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها استهداف أبوظبي من جانب هذه الجماعة العابثة في أرض اليمن. بعدها بأيام جرى الاستهداف مرة ثانية بصاروخين اعترضتهما الدفاعات الإماراتية ودمّرتهما.
وفي هذا الأسبوع تكرر الاستهداف للمرة الثالثة بصاروخ باليستي، وقد تم اعتراضه وتدميره كما جرى مع الصاروخين في المرة السابقة، ثم تبين أنه انطلق من منطقة الجوف في اليمن، فتم تدمير المنصة التي أطلقته من هناك.
في المرات الثلاث كان الاستهداف محل إدانة واسعة من كل عاصمة تقريباً في المنطقة والإقليم، إلا العاصمة الإيرانية طهران طبعاً، وكيف تُدين وهي التي تغذّي الحوثي بكل شيء؟! كيف تخرج منها إدانة لصواريخه وطائراته المسيّرة، بينما هي التي تضع في يديه كل ما عنده من سلاح، وهي التي ترسل إليه المراكب المحملة بالأسلحة، فيتم ضبط بعضها ويفلت البعض الآخر؟!
وفي المرات الثلاث لم يكن الجديد أن أبوظبي هي العاصمة التي جرى استهدافها وفقط، ولكن الجديد أيضاً كان في نوع السلاح المستخدم. فمن قبل كان السلاح المعتاد والمفضل لدى جماعة الحوثي في استهداف عدد من المناطق في السعودية هي الطائرات المسيّرة، ولكنها المرة الأولى التي يجري فيها استخدام صواريخ من النوعين المشار إليهما في الأنباء المنشورة.
هذا باختصار هو ما رحنا نتابعه على مدى ما يزيد على أسبوعين، بدءاً من الاستهداف الأول إلى الاستهداف الثالث، وهذا ما يفرض علينا كعرب أن نتصرف في مواجهة ما يحدث بطريقة مختلفة، ما دام الطرف الذي يستهدف يختار عاصمة جديدة لم يستهدفها من قبل، ثم يصوب نحوها مسيّراته وصواريخه، وما دام يواصل ذلك على مرأى ومشهد من العالم الذي يرى ويسمع من حولنا.
أتحدث عنا كعرب، لا كإماراتيين، ولا كسعوديين، لأني أظن أن استهداف أي عاصمة عربية على هذا المستوى، وبهذه النوعية من السلاح، وبهذه الجرأة في ممارسة العدوان، هو في حقيقته استهداف لعواصم العرب جميعاً، إنه استهداف لكل عاصمة من عواصمنا في مكانها على الخريطة، وليس من الضروري أن يكون استهدافاً بمعناه الحرفي الذي نعرفه، وإنما من الوارد أن يكون استهداف معنى لا استهداف مبنى!
وإذا كانت الإدانات التي تتالت من عواصم العالم تعبّر عن موقف سياسي مساند، فهو طبعاً موقف ينطوي على الكثير من الشجاعة بمثل ما هو موقف مقدَّر لصاحبه، غير أنها في ظني لم تعد تجدي ولا تنفع مع جماعة حوثية، لا توقِفها هذه الإدانات المتكررة عن مواصلة عبثها، ولا تجعلها ترجع عمّا تمارسه من اعتداءات مخرِّبة، منذ كان لها وجود تستقوي فيه أساساً بإيران!
ولا أدلّ على ذلك من أن انطلاق الإدانات بعد استهداف أبوظبي للمرة الأولى، لم يمنع الحوثي من استهدافها للمرة الثانية بعد الأولى بساعات، كما أن الإدانات في المرة الثانية لم تمنع الاستهداف الثالث هذا الأسبوع، وهذا نفسه ما كان يحدث ولا يزال بكل أسف مع المملكة العربية السعودية. لقد حدث هذا في كل مرة جرى خلالها استهداف منطقة على أرض المملكة من جانب الجماعة ذاتها، وتبين في كل مرة أيضاً أن الإدانة لا غنى عنها، هذا صحيح، ولكن الأصح أنها في حاجة إلى خطوات من نوع آخر تأتي بعدها!
الإدانات إذنْ لم تعد تكفي وحدها، لأنها في مجملها تعبّر عن موقف رافض، ولكنها لا تتجاوز ذلك من حيث التأثير الحقيقي في ميدان العمليات على الأرض، ولا بديل عن شيء عملي يكمل طريق الإدانات إلى غايته فيغيّر مما هو حاصل في الميدان. هذا الأمر نفسه مطلوب منا كعرب، إذا ما جئنا لنخاطب العالم من حولنا ونطلب منه أن يتحرك ويتخذ موقفاً، ولا يكتفي بالفرجة من بعيد أو حتى من قريب.
إنني ألاحظ أننا نخاطب «المجتمع الدولي» في كل مرة يتجدد معها عبث الحوثي أو غير الحوثي في منطقتنا، وألاحظ أيضاً ولعلكم تلاحظون معي أن هذا المجتمع الدولي لا يتحرك ولا يفعل أي شيء، مع أن عواقب هذه الاعتداءات المستهترة يمكن أن تطوله وتطول مصالحه بشكل مباشر، إذا ما تعطلت حركة الملاحة في البحر الأحمر على سبيل المثال. ولكنه لا يتحرك ولا يفعل شيئاً، ربما لأننا نخاطبه في العموم، وربما لأن الخطاب معه حين يتم بهذه الطريقة، فإن دماء القضية محور الخطاب معه تتفرق بين القبائل، ولا نستطيع بالتالي أن نلوم طرفاً محدداً فيه، لا لشيء، إلا لأننا لم نخاطبه هو بشحمه ولحمه على وجه الخصوص، وهذا ما سوف يكون علينا أن نراعيه في كل مرة قادمة، لعلنا نضع كل طرف في هذا المجتمع الدولي أمام مسؤوليته المحددة.
لا تجدي الإدانة بمفردها كإجراء، لأنها تظل في حاجة إلى إجراء مساعد يحوّلها من قول إلى فعل، ولا تنفع مخاطبة المجتمع الدولي هكذا في عمومه، لأن الخطاب معه بهذه العمومية إنما يعفيه في حقيقة الأمر من فعل أي شيء، ولأن كل طرف فاعل فيه سوف يقع لديه الظن دائماً بأن طرفاً غيره هو المقصود بالخطاب، وهو المعني بالكلام، وهو الذي يتوجه إليه الحديث.
وسوف يكون السؤال والحال هكذا هو كالآتي: ما العمل، وماذا علينا أن نفعل إذا شئنا أن نوقف جماعة الحوثي عند حدودها؟!
العمل هو إجراء سياسي عربي موحد لا بد منه مع إيران، لا مع الحوثي، لأن التوجه بالكلام أو بسواه إلى هذا الأخير، هو توجه إلى غير ذي شأن، أو غير ذي صفة في كل الأحوال!
إن جماعة الحوثي هي الظل لا الأصل في الموضوع، وهي الفرع الذي يخرج من أصل هناك في عاصمة المرشد، وهي المستطيعة بغيرها لا المستطيعة بذاتها، ولا يمكن أن نتصور خطوة تقوم بها هي لا يكون لها امتداد ينتهي في طهران!
إنني قد أستدعي حالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الغرب هذه الأيام حول أوكرانيا، لعل الصورة تكون أقرب وأوضح. وما أريد أن أقوله إن حلف شمال الأطلسي لما قرر أن يخاطب موسكو فيما يخص العاصمة كييف، فإنه لم يخاطبها من خلال كل عاصمة من عواصمه على حدة، ولكنه كان يتحدث معها ولا يزال بوصفه حلفاً موحداً له لسان واحد ينطق بموقف واحد يعبر عن عواصمه المشتركة. ولأن هذا هو الحاصل أمامنا، فما نتابعه في المقابل أن بوتين يستشعر قوة الموقف الموحد في خطاب عواصم الغرب والحلف معاً، فيأخذ خطوة إلى الوراء ويطلب ضمانات أمنية لبلاده ليس أكثر، ويصبح هذا المستوى هو مستوى الأخذ والرد بين الطرفين!
الحديث لا بد أن يكون مع طهران لا مع الحوثي، إذا أردنا أن يكون حديثاً ذا جدوى في واقع الحال، والحديث معها لا بد كذلك من أن يكون حديثاً عربياً موحداً، لا أن يكون صادراً عن عاصمة عربية مستهدفة هنا، أو عن أخرى مستهدفة هناك، لأن الخطاب الموحد هو وحده الذي يمكن أن يكون حديثاً ذا فائدة، ولأن العاصمة العربية التي لم يتم استهدافها اليوم يمكن أن تكون هدفاً في الغد، ولأن استهداف غيرها من العواصم الشقيقات بشكل مباشر، هو استهداف لها بصورة غير مباشرة.
لا تخاطبوا الحوثي ولا تستهلكوا الوقت معه، ولكن خاطبوا العاصمة التي تحدد له الهدف، ثم تضع يده في النهاية على الزناد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العاصمة التي تضع يد الحوثي على الزناد العاصمة التي تضع يد الحوثي على الزناد



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib