ما أشبه الخريف في المنطقة بالربيع
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

ما أشبه الخريف في المنطقة بالربيع!

المغرب اليوم -

ما أشبه الخريف في المنطقة بالربيع

سليمان جودة
سليمان جودة

ما أشبه هذا العام الأول من العقد الثالث في القرن الحادي والعشرين، بالعام الأول من العقد الثاني في القرن نفسه قبل عشر سنوات.وبمعنى أوضح، فإن 2021 الذي نعيشه، يبدو وكأنه 2011 قد جاء متخفياً، من دون أن ينتبه إلى أننا عشنا أحداثه في وقتها وأننا نعرفها ونعرفه، وأن التخفي إذا جاز أن يخبئ الشكل ويغير في تضاريسه، فإنه لا يستطيع إخفاء المضمون ومعالمه التي تميزه.

وليس من قبيل المصادفات أن يتشابه العامان على أرضنا العربية، من حيث الشكل وكذلك من حيث المضمون، رغم أن بينهما عشرة أعوام تجعل التشابه أمراً غير وارد وغير محتمل.ليس من قبيل المصادفات، لأنه لا شيء يطرأ في هذا الكون بالصدفة، ولا شيء ينشأ فيه من فراغ، ولأن الأحداث تجري دائماً في أرضه وفضائه على سبيل النتائج التي سبقتها مقدمات أدت إليها. أما التصور القائم على ما عدا ذلك، فهو رغبة في الهروب من المنطق المحكم الذي يربط كل نتيجة بمقدمتها، كما ترتبط الخطوة التالية بخطوة سابقة مهدت لها وقادت إليها، أو كما يتعاقب الليل والنهار.

والعامان يتشابهان لأنك إذا جربت أن تلتقط صورة لبعض ما يجري هذه الأيام في شوارع السودان على سبيل المثال، ثم وضعتها إلى جوار صورة مما جرى في العام الأول من العقد الماضي في شوارع تونس العاصمة، أو طرابلس الغرب في ليبيا، أو القاهرة، أو صنعاء، أو غيرها من عواصمنا التي طالتها يد ما يسمى الربيع، فسوف يختلط عليك الأمر ويلتبس، وسوف لا تكاد تعرف ما إذا كنت تعيش هناك في أول العقد الثاني، أو هنا في أول العقد الثالث.

يومها كانت رياح ذلك الربيع قد هبت على أرض العرب، وكانت رياحه ما لبثت أن انقلبت إلى عواصف، وكان دخانه ما لبثت أن رافقه البرق والرعد والزوابع. ورغم اتفاقنا تقريباً على أن تسمية ما جرى بالربيع هي تسمية أميركية في أصلها، فإن كل ما سوى ذلك كان ولا يزال وسوف يظل موضع خلاف، من حيث أسبابه التي دعت إلى حدوثه، ومن حيث أهدافه التي كان يسعى نحوها، ومن حيث مقدماته التي بقيت كامنة لا نراها إلى أن فاجأتنا بنتائجها في العلن.

سوف يختلط عليك الأمر إذا ما وضعت الصورتين أمامك ثم فصلتهما عن خلفياتهما، لأن الملامح بين ما جرى في منطقتنا قبل عشر سنوات، وبين ما يجري تحت أقدامنا اليوم تكاد تكون واحدة، ولأن المعالم في الصورتين تكاد تكون متماثلة بدون وجه اختلاف.

وإلا، فهل هناك وجوه اختلاف كبيرة أو حتى صغيرة، بين ما تشهده شوارع الخرطوم في هذه اللحظة، ومعها شوارع بغداد، ثم شوارع تونس العاصمة، مثلاً، وبين ما كانت العواصم الأربع التي بدأ بها الربيع تشهده في حينها من غليان سياسي راح يتجسد بدوره في أكثر من منظر؟!

قد يؤخذ الموضوع على أن ما شهدناه في بدايات عقد مضى، كان زلزالاً ضرب المنطقة بغير مقدمات ظاهرة، وأن ما نشهده في أيامنا هذه ليس سوى توابع لذلك الزلزال لا بد منها. هذا إذا ما جاز لنا أن نقيس ما يعتري الطبيعة من تغيرات مفاجئة، على ما قد يفاجئ الشارع السياسي من تحركات طارئة.

قد يجوز ما أقوله في زاوية من زوايا النظر، ولكن ذلك لن يكون كافياً، لأننا نريد أن نفهم لماذا جرى ما جرى هناك، عند بدايات عقد لم يكد عامه الأول يمر، حتى كانت أربعة من النظم الحاكمة في العواصم الأربع قد تساقطت بعضها من وراء بعض؟!... ونريد أن نفهم لماذا يجري ما يجري هنا في هذا العام الأول من العقد التالي، فهو عام يبدو خريفه الحالي، وكأنه لا يرغب في أن ينقضي ولا يغادر، إلا إذا تساقطت مع أوراق الشجر فيه أوراق حكومات في عدد من عواصم العرب من حولنا؟!

نريد أن نفهم ما إذا كانت علاقة من نوع ما تقوم من وراء ستار بين المشهدين في بدايات العقدين؟!... وإذا لم نفهم فليس أقل من أن نستوعب.

قد تكون الملاحظة الأهم أن ما شهدناه هناك، وما نشهده هنا، أصاب ويصيب نظم الحكم الجمهورية وحدها، ولم يقترب من نظم الحكم غير الجمهورية، وهذه ملاحظة في حد ذاتها تستوقف الذين تابعوا ويتابعون، وتحتاج إلى استخلاص الدرس منها أكثر منها حاجة إلى أي شيء آخر.

وحتى في الحالات التي اقتربت فيها زعابيب الربيع من الحكومات غير الجمهورية، فإنها سرعان ما استوعبت واحتوت ما رأت أنه يتشكل في سمائها، وسرعان ما راحت تبادر بما تتقي به تداعيات كانت تتخلق في الأفق على شكل سحابات داكنة.

إن هناك صلة بالضرورة بين ما كان وبين ما هو كائن، حتى ولو بدت الصلة مقطوعة، وحتى ولو بدا أمام عيوننا أن الربيع الذي نتحدث عنه ونقصده لم يكن ربيعاً بالمعنى المفهوم للكلمة، ولا كان بين مسماه وبين أثره على الأرض اتصال يجعل الاسم اسما على مسمى.

وإذا كان ربيع 2011 قد فتح الطريق أمام أكثر من يد خارجية تمتد بما تريده في المنطقة، فهو في الوقت ذاته قد رفع طموح الشعوب إلى السماء، ولم تعد ترضى بما هو دون ما بلغه طموحها في سماوات عالية، وبالذات على المستوى الاقتصادي الحياتي المباشر الذي تعيشه، وهي كلما تلفتت حولها ولم تعثر عليه، فإنها لا تجد بديلاً عن التمرد وعن إعلان العصيان.

وأنت لا تكاد تتلفت حولك في أرجاء هذه المنطقة من العالم، إلا وتجد عاصفة أو مقدمات عاصفة، وإلا وتكتشف أن لدى المنطقة من العواصف ما يكفي ويزيد، وإلا ويتبين لك بقليل من التأمل الهادئ، أن ما يشهده خريف هذه السنة هو من نوع ما كان في ربيع 2011، وأنه إذا اختلف ففي الدرجة وليس في النوع، وهذا ما نراه ونعاينه ونتابعه في حزن وأسى.

وسواء كان خريف 2021 امتداداً لربيع العقد السابق، أو كان ربيعاً من نوع مختلف، فلا سبيل سوى أن تتلاقى إرادات الحكومات مع أشواق الناس على أن يكون للمواطن اعتبار على أرضه، وأن تكون كرامته محفوظة، وآدميته كإنسان مرعية.
إن ما تعيشه المنطقة من عنف لا تشهده منطقة أخرى في عالمنا على اتساعه، وإذا كان فيروس «كورونا» قد راح يلون الخريطة بالألوان الحمراء والخضراء والصفراء، حسب درجات الإصابة وأعداد الضحايا، فهذا التدرج الذي يعرفه وباء «كورونا» لا يعرفه وباء العنف في منطقتنا ولا حتى يريد أن يتعرف عليه، لأنه وباء يتواءم مع اللون الأحمر وحده ولا يتكيف مع سواه.

تتساءل بينك وبين نفسك عما أصاب هذه المنطقة دون غيرها من المناطق على امتداد المعمورة، وتنسى أن ما أصابها لم يكن ليصيبها لو ساد فيها مبدأ احترام إرادة الناس، ولو سبق احترام الإرادة حصول أبنائها على تعليم جيد يجعل إرادتهم مستندة إلى وعي وقائمة على عقل رشيد.

ربيع 2011 كان سياسياً بامتياز، ولكن خريف 2021 يظل فلكياً شأن الخريف في كل سنة، وما أعجب أن يتشابه السياسي مع الفلكي عندنا، فلا تكاد تميز بينهما، ولا تكاد تفهم كيف يحل «الربيع» على أرضنا في الخريف؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما أشبه الخريف في المنطقة بالربيع ما أشبه الخريف في المنطقة بالربيع



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:50 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يوجه رسالة من غزة
المغرب اليوم - مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يوجه رسالة من غزة

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib