دعوة من أصيلة

دعوة من أصيلة

المغرب اليوم -

دعوة من أصيلة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

كان تقدير ديڤيد بن جوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، أن اليهود الذين لا يهاجرون من أنحاء العالم إلى إسرائيل هُم من الخونة.

هكذا بدأ الكاتب الكبير محمد سلماوى حديثه أمام منتدى أصيلة الثقافى الدولى، الذى كان قد دعا إلى لقاء عن الجاليات العربية فى الخارج، من حيث التحدى القائم أمامها حيث تتواجد، ثم من حيث الدور الممكن لها.

ولأن الشىء بالشىء يُذكر، فإن الحديث عنها كان لا بد أن يمر بالجاليات الأخرى، ومن بينها بطبيعة الحال الجالية اليهودية، التى لا بد أن بن جوريون قد ندم على دعوته لها بالعودة أو بالهجرة للدولة العبرية عند نشأتها فى ١٥ مايو ١٩٤٨، فمن بعد أصبحت هذه الجالية اليهودية فى الولايات المتحدة الأمريكية بالذات، وفى بقية أنحاء العالم، سلاحًا فى يد تل أبيب تؤثر به فى صُناع القرار، وتمارس النفوذ السياسى كما نتابع ونرى.

غير أن شيئًا مفاجئًا قد طرأ على المشهد، منذ أن بدأت حكومة التطرف برئاسة بنيامين نتنياهو ممارسة حرب الإبادة ضد الفلسطينيين فى غزة وفى الضفة الغربية أيضًا.. هذا الشىء هو أن صحوةً شعبية قد اجتاحت الولايات المتحدة وعواصم الغرب، بعد أن تنبه أفراد الرأى العام هناك إلى أن العرب ليسوا أهل عنف وإرهاب كما صورتهم الدعاية الإسرائيلية خصوصًا، والغربية عمومًا، وأن الفلسطينيين الذين يتعرضون للإبادة هُم أصحاب قضية عادلة.

ولم يكن فى مقدور الساسة أن يتجاهلوا صحوة الرأى العام، فوجدنا كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطى فى السباق إلى البيت الأبيض، تستعين بالأمريكية ذات الأصول المصرية بريندا عبدالعال، لتتواصل مع الجاليات العربية فى الولايات المتحدة وتخطب ودهم.. وبالطبع، فإن الهدف أن يصوتوا يوم ٥ نوڤمبر لصالح هاريس لا لصالح ترامب.

ولأن انعكاسات الإبادة الجارية سوف يكون لها أثر ممتد، فإن هاريس بادرت فقالت إن تواصلها مع الجاليات العربية ليس مجرد تكتيك وقتى مرتبط بمرحلة الانتخابات، وإنما هو عنوان لاستراتيجية طويلة المدى لديها فى هذا التواصل لو فازت فى السباق.

وهنا تجد الجاليات العربية أنها أمام اختبار، وهذا الاختبار هو أن تبنى على ما أحدثته الصحوة الشعبية فى الولايات المتحدة وفى الغرب، ثم على ما بادرت به مرشحة الحزب الديمقراطى.. فهذه الجاليات ليست مدعوة للعودة إلى بلادها، ولا العودة مطلوبة منها، ولكن المطلوب أن تتعلم الدرس من الجالية اليهودية، وأن يكون لها بالتالى لسان متكلم وصوت مسموع فى أماكنها هناك.. فالعرب والمسلمون أحوج ما يكونون فى قضاياهم إلى لسانها المتكلم وصوتها المسموع معًا.. ولم تكن الأجواء الأمريكية والغربية مُهيأة لانطلاق صوت الجاليات العربية ولسانها كما هى مهيأة الآن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة من أصيلة دعوة من أصيلة



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل
المغرب اليوم - منح يحيى الفخراني جائزة إنجاز العمر من مهرجان الأفضل

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib