لحظة الرياض وقمة إدارة الاختلاف
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

لحظة الرياض وقمة إدارة الاختلاف

المغرب اليوم -

لحظة الرياض وقمة إدارة الاختلاف

مأمون فندي
بقلم : مأمون فندي

الدبلوماسية أساسها التفاوض والمساومات من أجل تعظيم مكانة الدولة ومصالحها

نضج أي دبلوماسية يُقاس بقدرة الدولة على إدارة مساحات الاتفاق والاختلاف بين الدول، ولكن إدارة الاختلاف والاتفاق بين قوة إقليمية ودول عظمى، مثل الخمس الكبار هي ما تراه اليوم في قمم المملكة العربية السعودية باختلافاتها؛ من القمة الإسلامية - الأميركية، في فترة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى القمة العربية - الصينية، إلى القمة العربية التي حدثت في جدة، الأسبوع الماضي، والتي عادت فيها سوريا إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية، رغم اعتراض الولايات المتحدة وتحذيراتها، وتحدث فيها الرئيس الأوكراني زيلينسكي.

وكان من قبل هذا كله الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية صينية، لإعادة العلاقات بين البلدين، التي أيضاً لها فاتورة أميركية. كيف استطاعت المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وإدارة الأمير محمد بن سلمان أن تدير مساحات الاتفاق والاختلاف بين المملكة والقوى العظمى. هذا يفسر أننا مع حالة سعودية جديدة وسياسة خارجية بها كثير من المرونة والثقة بالدولة وقدراتها. الدبلوماسية أساسها التفاوض والمساومات من أجل تعظيم مكانة الدولة ومصالحها والبحث عن مساحات الاتفاق وسط مساحات من الاختلاف والصراع لإيجاد حلول مبتكرة تساعد على بناء علاقات سياسية واقتصادية وثقافية بين الدول تسهم في بناء الأمن والسلم العالميين.

في السابق كان يُنظر إلى المملكة من منظور مكانتها الروحية بوصفها مهداً للإسلام، والقائمة على خدمة زوار الحرمين الشريفين، وبالتالي لها ثقلها في العالم الإسلامي، وأن تحالفاتها مع الدول الإسلامية واحدة من أوراق القوة لديها. كان أيضاً يُنظر إليها على أنها دولة نفطية كبرى، كما أنها مهد العروبة، ولديها ثقل وتحالفات عربية تجعل منها قوة شرق أوسطية إقليمية. بمعنى آخر، كانت مركز الثقل الاقتصادي والإسلامي في المنطقة. أما اليوم، فالمملكة العربية السعودية يُنظر إليها من منظور ثقلها السياسي أيضاً سواء فيما يخص دورها في السودان، كما رأينا في حالة اتفاق جدة الذي رعته كل من الولايات المتحدة والسعودية، أو من قبل حل الأزمة الخليجية في «مؤتمر العلا»، وعودة قطر وإنهاء مقاطعتها.

فهل كانت «قمة جدة» تتويجاً لانتقال مركز الثقل الدبلوماسي العربي إلى المملكة؟

لا يفكر السعوديون بهذه الطريقة، ولا أظنهم يبحثون عن الانتقاص من دور لدول شقيقة أو جارة، ولكن هكذا جرت الأمور، وهكذا هي قوانين العلاقات الدولية.

المملكة اليوم لاعب كبير على مسرح الأحداث في الشرق الأوسط، تلك المساحة التي كانت محط أطماع القوى العظمى منذ بداية القرن العشرين. دور الدول العظمى في الشرق الأوسط، خصوصاً أميركا وروسيا، ومن بعد ذلك الصين أمر مفروغ منه، ولكن إدارة التفاوض وإدارة الشراكات مع هذه الدول بما يحقق مصالح المنطقة هو ما تفعله المملكة اليوم دونما صدامات أو عنتريات.

من قبل، حدثت أزمة بين المملكة العربية السعودية وكندا، وكانت للمملكة عقود سلاح ودبابات مع كندا. لم تتشنج المملكة، بل طلبت إعادة طلابها، خصوصاً الأطباء، من كندا إلى المملكة. والذين لا يعرفون، كان الطلاب السعوديون يملأون مستشفيات كندا باعتبارهم طلاب امتياز، وخروج هذه الآلاف من النظام الصحي الكندي كان يمكن أن يتسبب في كارثة. ولم تطلب السعودية إلغاء الصفقة العسكرية مع كندا، فقط طالبتها بدفع الشرط الجزائي، وتراجعت كندا، ولم تلجأ المملكة إلى العنتريات في تلك المواجهة.

إذن، نحن أمام دبلوماسية ناضجة ومرنة وواثقة تعرف أبعاد قوتها بوصفها قوةً إقليميةً، ومدى الدعم التي تحظى به في العالمين العربي والإسلامي، مما يساعدها على أن تستضيف زيلينسكي والأسد في قمة واحدة، لأنها واثقة من أن ذلك هو الطريق نحو حلحلة النزاعات، وذلك لأنها قادرة على إدارة مساحات الاختلاف مع الدول العظمى، وأيضاً قادرة على الحفاظ على مساحات الاتفاق، التي هي رصيد قوة المملكة عالمياً.

«قمة جدة» عكست لنا سعودية لم نكن نعرفها من قبل. أظهرت لنا قوة دولة إقليمية، ووضحت أيضاً أننا أمام خط بياني متصاعد لقوة هذه الدولة. مهم للعالم العربي أن يكون له مركز ثقل، ويبدو أن العالم العربي اتفق تقريباً على أننا نعيش لحظة الرياض.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظة الرياض وقمة إدارة الاختلاف لحظة الرياض وقمة إدارة الاختلاف



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib