البوابة الوهمية والأزمة المركبة في تونس
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

البوابة الوهمية والأزمة المركبة في تونس

المغرب اليوم -

البوابة الوهمية والأزمة المركبة في تونس

مأمون فندي
بقلم : مأمون فندي

مظاهرات تونس الأخيرة، وبهذا الزخم، لا بد أنها تذكّر أول ما تذكّر برحيل زين العابدين بن علي ونظامه نهاية عام 2010 وبداية 2011، لكن الأمر ليس كذلك. أزمة بن علي ونظامه كانت أزمة شرعية نظام طال أجله، حكم بالقمع رغم متنفس بسيط كان يقلل من درجات الغليان، ومع ذلك فالأزمة السياسية وأزمة الشرعية وحدها (unidimensional crisis) أدت في النهاية إلى سقوط النظام وهروب بن علي ووفاته خارج بلاده. اليوم تعاني تونس من أزمة اقتصادية خانقة مصيرها في يد المؤسسات الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والدول التي هي كما غنى عبد الحليم أيام السد العالي «الدول اللي بتساعد وتدّي».

زيادة نسبة التضخم والغلاء وقلة العملة الصعبة، جعلت وزير الاقتصاد التونسي يخرج ليطمئن التونسيين بأن بلادهم ليست مثل لبنان، وليست مهددة بالإفلاس. هذا الحديث في ذاته لم يكن مصدر طمأنينة، ولكنه زاد من حدة القلق في الشارع التونسي.
وخرجت الأعداد الغفيرة التي رأيناها في شوارع تونس العاصمة في ذكرى ثورتهم؛ أعداد وأصوات ووجوه لا تبعث على الطمأنينة تجاه البلد الشقيق. ولا أدري هل كانت زيارة الحصيف والمتخصص في الشأن العربي ورئيس وكالة الاستخبارات الأميركية السفير وليام بيرنز، إلى ليبيا؛ هل كانت زيارة إلى ليبيا فقط، أو هي أيضاً زيارة إلى تونس. وليام بيرنز الذي عمل في المنطقة سفيراً ومساعداً لوزير الخارجية، يعرف المنطقة كما يعرف خطوط أصابع يده، وزيارته هذه المرة لشمال أفريقيا في تقديري ليست زيارة عادية. وفي الأوساط الغربية اليوم، وليس في أميركا وحدها، هناك قلق شديد فيما يخص الأزمة المركبة (the compounded crisis)، وهي أزمة لا تخص تونس وحدها، بل الجوار أيضاً، وربما الشمال الأفريقي كله.
الذين استخفوا بتبعات أزمة الشرعية؛ تلك الأزمة الأحادية التي أدت إلى ما عُرف بالربيع العربي في عام 2011، وما تبعه من ارتباك في المنطقة أوصلها إلى ما نراه اليوم، ربما تفاجئهم تبعات الأزمة متعددة الأوجه، أو الأزمة المركبة التي نشهدها الآن في تونس وبقية دول الشمال الأفريقي.ما بعد ألفين وأحد عشر كانت الخزائن العربية لديها بعض الفائض من المال ما يعوض خسائر بلدان مثل تونس ومصر، أما اليوم فظني أن الأموال لا تكفي لضبط أي انهيار في دول شمال أفريقيا. وكما كان يقال إن الشعوب ملّت الثورات، أو لديها تعب منها (revolution fatigue)، كذلك الدول الداعمة لاقتصادات انهيار ما بعد الثورات، لديها تعب المانحين الذي وصل إلى حد الإنهاك (donor fatigue).
بعد الربيع العربي سألت أحد وزراء الدول المانحة: إلى أي مدى ستقفون من بعض الدول المدينة في المنطقة؟ قال: «سنقف معهم إلى آخر سنت، ولكن أتمنى ألا يأخذونا إلى آخر سنت»، ولما سألته منذ أكثر من ثلاثة أعوام؛ أعلن أن بلاده وصلت إلى آخر سنت. إذن، حتى العلاج المؤقت للأزمة متعددة الأوجه هذه المرة، ربما لا يكون موجوداً، وخصوصاً أن الدول المانحة لديها مشاريعها الوطنية، وأولويات إنفاق لا تسمح بهامش كبير من الدعم الخارجي.
الأزمة متعددة الأوجه ليست فقط تونسية، أو حتى شمال أفريقية، ولكنها تمتد إلى المشرق العربي كله، مما يجعل منطقتنا أمام حالة أشد تعقيداً مما شهدناه عام 2011 وما تلاه.
هذا المشهد يتطلب من المنطقة إعادة نظر، وكذلك إعادة تفكير في المفاهيم الحاكمة لدراسات الثورات، أو تبعات الانهيار الاقتصادي والإفلاس في بعض دول المنطقة. هذا الأمر لا تحله الشعارات الوطنية، أو الصوت العالي للهتافات، أو حتى حملة الدعاية والتبرير التي تغطي فضاءات الإعلام؛ مطلوب تفكير مختلف.
كنت في رأس السنة في معبد الأقصر، وكذلك في وادي الملوك، ولفت نظري مفهوم البوابة الوهمية التي كان يرسمها المصري القديم على جدران المعابد، تذكّرت حديث مجتمعاتنا عن بوابات الخروج من هذه الأزمة متعددة الأوجه بالتكاتف والهتافات الوطنية، ولم أرَ أمامي سوى تلك البوابة الوهمية على جدران معبد الأقصر السميكة جداً؛ مجرد رسم على الجدار، ولكنها بوابة وهمية لا تؤدي إلى شيء!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البوابة الوهمية والأزمة المركبة في تونس البوابة الوهمية والأزمة المركبة في تونس



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 15:20 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد العلمي يُفجِّر فضيحة مدوية تطال وزراء سابقين

GMT 23:56 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علماء "ناسا" يؤكدون وجود نوع من الحياة على كوكب المريخ

GMT 14:50 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سرير من خشب الجوز المتوهج يحكي تاريخ النحت

GMT 14:42 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الدولار يرتفع مع استمرار الضغوط التضخمية في أميركا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib