رمضان وفلسفة الجوع
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

رمضان وفلسفة الجوع

المغرب اليوم -

رمضان وفلسفة الجوع

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

الجوع قريب وليس بعيداً كما يتصور البعض، ما عليك إلا أن تمشي في لندن أو نيويورك لترى من كان يملك يوماً ما ملقى على قارعة الطريق دون مأوى. ربما في رمضان يتركز الذهن أكثر على فلسفة الجوع، وبعد سياسة التجويع بوصفها سلاحاً للقتل والتي تمارسه إسرائيل في غزة، يصبح سؤال فلسفة الجوع سؤالاً وجودياً، وأن الجوع قريب ولو جغرافياً.

الكتابة عن فلسفة الجوع قليلة في الدراسات الاجتماعية، ومعظمها يتمحور حول قلة الموارد من أرض خصبة ومياه، ولكن الجوع مرتبط بقضايا أكبر جوهرها أخلاقي، رغم أن أموراً كإدارة الموارد وسلاسل التوزيع والنظام الاقتصادي العالمي جملة.

ومع ذلك ظني، ورغم مرور أكثر من رمضان يتجاوز الآلاف إلا أن إنتاجنا الفكري حول دراسات الجوع كمسلمين يبقى محدوداً، والسؤال لماذا؟ أو بالأحرى لماذا نتذكر الجوع متقطعاً في شهر رمضان فقط.

حسب الإحصاءات يعد العالم العربي ربما المنطقة الوحيدة في العالم التي ارتفع فيها معدل الفقر (على أساس خط الفقر البالغ 3.65 دولار) خلال العقد الماضي، من نحو 12.3 في المائة في عام 2010 إلى 18.1 في المائة في عام 2023. وهناك دول كثيرة في عالمنا العربي نصف سكانها تقريباً يرزحون تحت خط الفقر؛ إذ ينهشهم الجوع نهشاً.

بالطبع لدينا واحات من الغنى قليلة، ومعظمها في منطقة الخليج العربي، ومع ذلك حتى في تلك الدول الغنية، ما زالت الطبقة الوسطى صغيرة جداً مقارنة بالدول الصناعية.

الجوع ليس في غزة وحدها، ولكن هناك المجاعة في السودان الذي كان يوصف بسلة غذاء أفريقيا والعالم، والجوع في اليمن.

وحتى ليبيا النفطية تحولت إلى بلاد فقر؛ إذ اتسع الفقر فيها باتساع صحرائها.

هذا دعك عن الصومال واليمن وسوريا وبقية البلدان المنكوبة.

نحن لا نحس بهذا الجوع نتيجة الفجوة الموجودة بين العالم العربي الفضائي الذي نشاهده على الشاشات وبين العالم العربي الحقيقي على الأرض. نتأمل الشاشات ووجوه المؤثرين على «السوشيال ميديا» فنظن أننا ضمن العالم المتقدم، وأنه لا فقر عندنا مع أن الحقيقة غير ذلك.

ما عليك إلا أن تتأمل ملابس المذيع والمذيعة الأنيقة حتى تنسى أننا فقراء، ومع ذلك لو تأملت ملابس الضيوف لعرفت أن معظمها من بري مارك، اللون زاهٍ أما الخامات فينقصها كثير، فلا تجعل ضوء الشاشات يبعدك عن معرفة الواقع.

من الملاحظات التي سجلتها وبناءً على الأخبار التي نسمعها كل يوم ما يخص اتساع موائد الرحمن في العواصم الكبرى في العالم العربي، ولكن الجديد في رمضان هو نوعية من يجلسون على موائد الرحمن، فتلك الموائد التي كانت تعج بالفقراء قديماً نراها اليوم مكتظة ممن كانوا يمثلون عصب الطبقة الوسطى من الأفندية والموظفين، كل يجلس ويخفي وجهه خلف صحيفة حتى يحين موعد الإفطار.

بكل أسف دراسات الجوع والفقر في منطقتنا لم تحظ بما تستحق، وذلك طبعاً لأن ثقافتنا ترى أن الاعتراف بالحاجة نوع من العار يمس الشرف والرجولة وغير ذلك من المفاهيم الثقافية التي تصعب على الباحث الوصول إلى معلومات دقيقة حول الفقر والعوز والحاجة، فمعظم البيانات فيها نسبة كبيرة من الخطأ نتيجة ثقافة الحفاظ على الشرف والستر.

مهم أن تتبنى دولنا مشاريع بحثية جادة للوصول إلى أفضل أنواع القياس لفهم الجوع والفقر في منطقتنا؛ فالجوع كافر كما يقولون، وإن سياسات الجوع والتجويع قد تفاجئنا في يوم من الأيام باضطرابات اجتماعية لا قبل لنا بمواجهتها.

نتذكر الجوع في رمضان، أي شهراً في السنة، ولكن خريطة الجوع باتت تتمدد جغرافياً بمساحة المكان كما أضحت زمانياً تتسع لكل شهور العام، ولذلك يجب أن نفطن لتبعات خريطة الجوع في منطقتنا، ونطور مفاهيم ومقاييس جديدة تجعلنا قادرين على قياس معدل الفقر في بلداننا بشكل أفضل.

ويبقى السؤال الأكبر الخاص بتطوير فلسفة للجوع ليس مجرد كليشيهات نكررها كل رمضان، بل فلسفة أعمق تأخذنا إلى فهم الأسس التي تقوم عليها مجتمعاتنا، فالمجتمعات بناءً، وما بُني على هشاشة ينهار في توقيت لا نتحسب له.

إن تذكُّرنا الجوع والفقر في رمضان أمر محمود، ولكنه لا يعفينا من تأمل الظاهرة في بقية شهور السنة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان وفلسفة الجوع رمضان وفلسفة الجوع



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib