حل الدولتين بين الدعاية والجدية
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

حل الدولتين: بين الدعاية والجدية

المغرب اليوم -

حل الدولتين بين الدعاية والجدية

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

ما الذي يجب أن يعرفه وزير الخارجية الأميركي توني بلينكن من الجانب العربي غير رؤية توماس فريدمان التي طرحها في مقاله في «نيويورك تايمز»، الأسبوع الماضي، التي أصنّفها هنا في إطار الدعاية لا الجديَّة، رغم ما يربطني بفريدمان من صداقة. يتلخَّص موضوع حل الدولتين في ثلاثة سيناريوهات محددة: السيناريو الأول إذا كنا جادين في البحث عن حل حقيقي ومعه استقرار إقليمي. أمَّا السيناريو الثاني فهو سيناريو الدعاية أو البحث عن يافطة تقول إنَّنا وصلنا للحل، أي حل. أما السيناريو الثالث فهو أقدم من قيام دولة إسرائيل نفسها أو الذي أنتج دولة إسرائيل في عهد الإمبراطورية البريطانية وهو ما يعرف بـ«تفكيك المستعمرات» (في الحالة الفلسطينية تفكيك المستوطنات وتفكيك الاحتلال) وهو ما يعرف بالإنجليزية بـ«decolonisation process»، وهذا له تجارب متعددة من الانسحاب من الهند، إلى الانسحاب من السويس وما بينهما، وهو سيناريو يدعم السيناريو الأول.

أولاً موضوع حل الدولتين ليس ابتكاراً جديداً، وإذا أرادت الدبلوماسية العربية أن تتحدَّث مع بلينكن أو مع الإسرائيليين حول الحل فهناك مرجعيات قديمة معروفة أساسها القانون الدولي واتفاقات إطارية مثل اتفاق جنيف أو محادثات طابا، وما عُرف على أنَّه «ورقة موراتينوس»، وهي الورقة الأوروبية التي أعدها الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية سلام الشرق الأوسط، السفير موراتينوس، وفريقه بعد مشاورات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الموجودين في طابا في يناير (كانون الثاني) 2001.

وهي ورقة تمثل وصفاً منصفاً لحصيلة المفاوضات بشأن قضايا الأرض، والمقدسات والمستوطنات، وترابط الدولتين الجغرافي بشكل يجعل الدولة الفلسطينية قابلة للحياة. هذا مقال ليس عن ورقة موراتينوس التي يعرفها الدبلوماسيون جيداً، ولكنَّه عن مجموعة السيناريوهات الجادة لحل الدولتين.

الفكرة هنا هي أنَّ البداية من حيث انتهى الآخرون، لأنَّ من قاموا على هذا العمل كانوا دبلوماسيين محترفين، فنفض الغبار عن نتائج المفاوضات القديمة والجادة يتطلب منَّا عملاً شاقاً؛ دبلوماسياً وأمنياً وقانونياً وسياسياً. وهذا يجعلنا ننغمس في أوراق عمرها أكثر من عشرين عاماً تتحدَّث عن القضايا الجوهرية للصراع، وأُولاها القدس، وعودة اللاجئين، وإنهاء المستوطنات الإسرائيلية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967.

هذا السيناريو لا يتطلَّب جلسة واحدة مع وزير الخارجية الأميركي، بل يتطلَّب منَّا فرق عمل متخصصة، ترتَّب هذه الأوراق في سياقاتها الأمنية والسياسية والثقافية والقانونية، ولدينا كثير من المتخصصين في هذه المجالات، التي يتحتم علينا انتقاؤهم حسب معايير صارمة حتى لا تنفلت الأمور عن السيناريو، ويتحوَّل الموضوع برمته إلى دعاية وإعلانات؛ من أجل التغطية على عجز إقليمي أظهرته حرب الإبادة الجماعية في غزة.

أنا مدرك تماماً أن جماعة الدعاية والإعلان لا يروق لها أن نشمر عن سواعدنا ونغرق لفترة طويلة لدراسة ما سبق والبناء عليه، فهذا أمر مرهق لهذه العقول الباحثة عن اللقطة والصورة و«الهاند شيك». ولكن هذا ما يمليه عليَّ ضميري بوصفه رسالةً إلى مَن يهمه الأمر.

السيناريو الثاني، كما ذكرت، هو سيناريو فريدمان وما سمّاه عقيدة بايدن أو «Biden doctrine»، وهو محاولة للوصول إلى اتفاق قبل نهاية إدارة بايدن الأولى أو نهاية مدته، حسب ما تأتي به نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية القريبة. جوهر هذه العقيدة هو الوصول إلى اتفاق على أنَّ ثمن الدولة الفلسطينية هو التطبيع مع إسرائيل مع بعض حديث عن الـ«de escalation» أو تخفيف التوتر الإقليمي مع إيران، وهو أمر فعلته المملكة دونما حاجة لوساطة أميركية أو دور أميركي فيها. صفقة بايدن هي التطبيع مقابل الدولة الفلسطينية، على غرار المفهوم السابق «النفط مقابل الغذاء».

المشكلة في هذا الطرح هي سذاجته فيما يخص تاريخ الدبلوماسية السعودية وتعاطيها مع الملفات الإقليمية الجادة، وأولها القضية الفلسطينية، ويتناسى فريدمان وجماعة الدعاية أنَّ الدولة السعودية ليست مجرد ذاكرة مؤسسات الدولة التاريخية، وآخرها فترة تولي الأمير سعود الفيصل رحمه الله وزارة الخارجية وإدارة الملفات باحتراف كبير، بل أيضاً نحن أمام قيادة سعودية جديدة وجادة وترى في نفسها نداً، ولديها إحساس وفهم لقدرات الدولة ومتطلباتها، وهي ليست قيادة تنطلي عليها أساليب الدعاية.

حتى لا ينزلق الحوار مع الوزير الأميركي إلى عالم الدعاية، لا بد أن نذكّر المسؤول الأميركي بثلاثة أمور؛ أولهما أنَّ حل الدولتين ليس من بنات أفكار الرئيس بايدن، بل هناك تاريخ طويل في أحاديث مفصلة عن طبيعة هذه الدولة، وعن السيادة، وعن شرعيتها وقدرتها على الدفاع عن نفسها، وعن اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم، وتعويض مَن لا يريد العودة. هذا هو الأمر الأول. أما الأمر الثاني فهو أنَّ إسرائيل ليست أول دولة احتلت أراضي الغير وتركتها لأهلها، فتاريخ فك المستعمرات الذي أصبح مكلفاً لإمبراطوريات أكبر من إسرائيل مئات المرات؛ نتيجة لحركات التحرر التي سادت دول المستعمرات في الأربعينات والخمسينات حتى ستينات القرن الماضي، يمكن استخدام نماذج منه لطريقة تفكيك المستوطنات الإسرائيلية. أما الأمر الثالث فهو واقع الحرب في غزة، إذ لا يمكن أن تدعي إسرائيل، بأي شكل من الأشكال، أنها انتصرت في هذه الحرب، فالتطبيع مع إسرائيل الوهم قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) له ثمن مختلف عن التطبيع مع إسرائيل الواقع بعد السابع من أكتوبر.

ومن هنا نبدأ الحديث الجاد.

مدرك أنا لأحاديث بعض الخارجيات العربية وأولوياتها فيما يخص إصلاح السلطة الفلسطينية وتحسين الأوضاع في غزة كيفاً وكماً. ومدرك أيضاً لمطالب «ضرورة قيام حكومة جديدة غير حزبية أو فصائلية وذات مهنية مع صلاحيات كاملة ودون تدخلات من الضفة»، وذلك لإنعاش الضفة والاستفادة بعدها لوضع مزيد من الضغط لوقف إطلاق النار في غزة، ودعم موقف المملكة العربية السعودية للوصول لحل الدولتين، الذي أتصور أن المملكة قادرة على فرض قيام الدولة الفلسطينية على المجتمع الدولي وعلى إسرائيل في الوقت ذاته.

المهم في نهاية هذا المقال، أقول إنَّ هذه رؤيتي الشخصية وإنَّها رسالة إلى مَن يهمه الأمر من أجل إنقاذ شعب عانى طويلاً تحت الاحتلال وتحت القصف، ومن أجل استقرار إقليمي شامل. هذا ما علينا أن نتأمله نحن العرب. أما الوزير بلينكن فعليه التخلي عن دعاية فريدمان وعقيدة بايدن، وأن يستبدل بهما مفهوماً جديداً للأمن الإقليمي يأخذ في الاعتبار الأمن القومي العربي ومتطلبات أمن المملكة، وبعدها نتحدث عن أمن إسرائيل ضمن هذا المفهوم الجديد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل الدولتين بين الدعاية والجدية حل الدولتين بين الدعاية والجدية



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود

GMT 13:23 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات آيفون 5S بتقنية 4G في المغرب

GMT 02:09 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المتطرف عبد الرؤوف الشايب بالحبس خمسة أعوام

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أهمية اتّباع إتيكيت مواقع التواصل الاجتماعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib