أميركا وسياسة الموظفين
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أميركا وسياسة الموظفين

المغرب اليوم -

أميركا وسياسة الموظفين

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

ماذا يحدث عندما تكون السياسة الخارجية لأقوى دولة في العالم مِن صناعة موظفين؟ يحاول كثيرون في منطقتنا فَهْم السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، من منظورات مختلفة، أساسها عناصر القوة الأميركية وقدرتها على التدخل في المنطقة أو الانسحاب منها، ولكن الأمر في إدارة بايدن أبسط من ذلك بكثير، وما يجب أن يلتفت إليه صانع القرار في منطقتنا أننا أمام سياسة خارجية تديرها وتصنعها مجموعة من الموظفين.

ولكي تكون نقطتي واضحة من البداية، فقط لك أن تتخيل اجتماعاً في البيت الأبيض (وليس لديَّ شك أنه كذلك) حول الشرق الأوسط، يكون الحضور فيه الرئيس بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن، ثم مدير «سي آي إيه»، ويليام بيرنز. ترى ما نوعية الحوار والنقاش الذي يمكن أن يحدث بين هؤلاء؟

لكي أجيب عن هذا السؤال، علينا أولاً أن نتعرف على اللاعبين الموجودين في هذا الاجتماع المغلَق، ونفهم تاريخهم المهني، وهل لهؤلاء اللاعبين، ومن خلال فهمنا لشخصيّاتهم، القدرة على طرح أفكار خلّاقة أو مختلفة في أمر مصيري وشديد الخطورة على الاستقرار في الشرق الأوسط كله، وهو ما تمارسه إسرائيل في غزة من إبادة جماعية؟

لنبدأ من مستشار الأمن القومي جيك سوليفان؛ هو موظف عند جو بايدن، وكان يشغل في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما منصب مستشار نائب الرئيس للأمن القومي، وهو منصب في حالة نائب الرئيس يعني أنه مجرد موظف يسمع كلام سيده ويطيع، شيء أشبه بمنصب سكرتير بدرجة مستشار أمن قومي. فكم شخصاً في العالم اليوم يعرف مثلاً فيليب جوردون مستشار الأمن القومي لباميلا هارس، النائبة الحالية للرئيس الأميركي؟

وزير الدفاع لويد أوستين يعدّ نفسه رجلاً تنفيذياً، ولن يقول أكثر مِن أن القوات جاهزة وقادرة على تنفيذ المهام المنوطة بها.

أما أنتوني بلينكن، فهو موظف قديم عند بايدن (staffer)، منذ أن كان بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ولن أسهب في تاريخ بلينكن منذ كان باحثاً في «معهد الدراسات الاستراتيجية في واشنطن (csis)» (أو «سايس»)، ولكن النقطة أنه عمل في مساحات أرادها له بايدن، حتى عندما كان نائباً لهيلاري كلينتون في الخارجية، كان هناك بصفته رجل بايدن المخلص الذي يدير الوزارة بطريقة سيده، حتى لا تأخذ الوزارة مساراً مختلفاً تحت إدارة هيلاري. بلينكن ينفّذ ما يُملى عليه، وليس لديه أي إبداع في الأمر، خصوصاً إذا عرفنا أن رئيسه (بايدن) رجل عنيد عندما تتملك فكرة من رأسه، وهو رجل لن أقول إن فيه عنصرية تجاه منطقتنا، ولكنه يرى أنه يعرف أفضل من هؤلاء القادمين من أجناس أقل وحضارات أقل بنظره. هذا هو انطباعي الشخصي عنه عندما قابلتُه في عام 2000 حينما كنت أعمل أستاذاً للعلوم السياسية بجامعة جورجتاون، في واشنطن دي سي، وطلب منى أن أشرح له طبيعة مجتمعات منطقتنا وسياساتها، عندما كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. ذهبتُ وزميلي في جامعة فيرمونت أيامها، الدكتور جريجوري جوز، وقضينا معه أكثر من ساعة، وكان الرجل يتكلم أكثر مما يسمع، رغم أن الاجتماع معه كان الغرض منه أن يستمع إلينا بوصفنا مختصين في المنطقة، وكانت لديه مواقف يتعنَّت فيها ولا يحيد عنها، لذلك يقلقني عندما يردد، وهو رئيس للدولة الكبرى، أنه صهيوني، ومنذ النشأة.

لا أظن أن موظفَيْن مثل جيك سوليفان وتوني بلينكن لديهما الجرأة أو القدرة على إقناع بايدن بفكرة جديدة؛ فهما ينفذان ما يريده، وهو ينفذ (بدرجة ما) ما يقوله له نتنياهو عن الشرق الأوسط.

الشخصية القادرة في اجتماع مثل الذي ذكرته على فرملة الحوار أو إيقاف القطار هو ويليام بيرنز، مدير «سي آي إيه»، الذي لديه خبرة طويلة وعميقة بالشرق الأوسط حيث عمل سفيراً لأميركا لدى بلدان عدة، ومنها مصر، كما أنه يتحدث العربية بإتقان، ويفهم التلميحات قبل التصريحات. هو رجل هادئ، ولكنه صارم، وسيجادل حتماً في الأفكار السيئة، ومع ذلك يبقى القرار النهائي للرئيس الذي يرى نفسه أكثر فهماً مِن كل مَن حوله في ملف السياسة الخارجية، وبهذا يكون اعتراض بيرنز في الاجتماع مجرد محاولة لفرملة قطار بايدن المندفع، حسب أجندة نتنياهو، مع أن نتنياهو على الأغلب لا يهتم كثيراً بإدارة بايدن الآن؛ فهو في انتظار دونالد ترمب، وسيطيل الحرب حتى يأتي ترمب حسبما يتوقع، الذي هو بمثابة المنقذ له، وتلك نقطة تحتاج إلى شرح وإسهاب، ولكنها خارج تركيز هذا المقال. كنا نقول إن إدارة ترمب هي «one man show»، أو إدارة ديكتاتورية في اتخاذ القرار، ولكن إدارة بايدن أكثر ديكتاتورية، ليس لأن الرئيس لديه ديكتاتورية اتخاذ القرار، بل لأن مَن حوله مجموعة من الموظفين لا يعرفون أكثر من «yes sir»، ويقومون بتنفيذ ما يُطلب منهم.

الحقيقة التي يجب أن تشغلنا أننا أمام سياسة خارجية يصنعها الموظفون وهم جماعة ممن يسمعون ما يقوله بايدن، وبايدن نفسه يسمع ما يقوله نتنياهو.

مهم أن ندرك أن نتنياهو (رغم تأثيره) سيطيل الحرب، في انتظار ترمب، وأنه يدرك أنه يتعامل مع موظفين من نوعية بلينكن وجيك سوليفان؛ هو يشم رائحة الدم، ولا ينقذه إلا ترمب.

في إدارة يحكمها الموظفون، ويديرها رجل في سن متقدمة، لا يبقى لدينا إلا أن نعوِّل على رئيس «سي آي إيه»، بيل بيرنز، ليضيف شيئاً من العقلانية، أو يفرمل هذا القطار الذي يتجه نحو الهاوية.

الكارثة الكبرى أن الأميركان بشكل عام ليسوا مستعمِرين بشكل جيد، فقط انظر إلى أفغانستان وفيتنام، لذلك لا أرى أفقاً في حل الدولتين المطروح ولا في نهاية الحرب، فقط في انتظار ترمب.

ومن هنا يكون دور القوى المحلية، دولاً وحركات، أساسياً في تشكيل السلوك الأميركي، في ظل إدارة الموظفين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وسياسة الموظفين أميركا وسياسة الموظفين



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib