هل شفي الغرب من معاداة السامية
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

هل شفي الغرب من معاداة السامية؟

المغرب اليوم -

هل شفي الغرب من معاداة السامية

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

عشت في الغرب حتى الآن ما يقرب من 40 عاماً في أروقة الأكاديمية والحياة العامة، وحتى الآن ليست لدي إجابة واضحة لسؤال: هل شفي الغرب فعلاً من معاداة السامية التي أدت في أعلى درجاتها إلى المحرقة «الهولوكوست» التي أحرق فيها النازيون اليهود في الأفران؟

ظهر هذا السؤال بوضوح أمامي في بداية معرفتي بالبروفسور جاك شاهين (أميركي عربي من أصل لبناني) أستاذ الإعلام في جامعة إلينوي، الذي رحل عن عالمنا في 2017، تحدثت معه أيامها عن كتابه الشهير «العربي في الإعلام التلفزيوني (the tv Arab)» والذي تناول فيه صورة العربي في الإعلام الأميركي. أذكر أنني قلت له يومها بناءً على صور الكاريكاتير التي تناولها كتابه وكذلك الأفلام والمسلسلات التي كان يظهر فيها العربي تقريباً بشكل اليهودي، قلت له إن الموضوع أبسط كثيراً مما طرحه من فكرة الصور النمطية، فهو ببساطة إزاحة واستبدال. كان الرجل يسمع لي بعناية بصفتي من جيل الأكاديميين الأصغر الذين تعرفوا على الفلسفة الفرنسية والنظرية النقدية، حيث شب بعضنا عن الطوق الأكاديمي بعد كتاب «الاستشراق» لإدوارد سعيد. قلت له إنه وبعد تعريف معاداة السامية على أنها معاداة لليهود وحدهم دونما بقية الساميين، وتجريم مشاعر الكراهية تلك في المجتمعات الغربية، لم يعرف الغرب ماذا يفعل بما لديه من مخزون الكراهية، فقرر أن يحولها تجاه ساميّين آخرين هم العرب، بنفس الأنف المعقوف والملامح نفسها، العربي هو اليهودي بالنسبة لهم والذي يمكن كراهيته دونما دفع ثمن، فكراهية الساميين العرب ليست جريمة في أميركا وأوروبا، وبهذا يمارس الإنسان الغربي المشاعر نفسها من الكراهية، ولكن تجاه ساميين آخرين. إذن لا يجب أن يذهب إلى مصحة كي يتعالج من هذه الكراهية أو يتخلص منها، فقط ينقل هذه المشاعر إلى شعب آخر سامٍ أيضاً بالملامح نفسها وفيه من ثراء اليهود وسيطرته على الأموال، خصوصاً أيام الطفرة النفطية، التي أصبحت أيضاً مصدر عداوة بعد المقاطعة النفطية للغرب أثناء حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، يمكنك أن تكره العرب الذين يتحكمون في النفط، ويعقدون حياتك بنفس كراهيتك لليهود ولكن دونما محاسبة.

جاك شاهين رأى فيما قلته وجاهة، وضمَّنها في كتابه الثاني «العربي السينمائي وكيف نزعت هوليوود الإنسانية عن شعب»، والذي طبع في عام 2012 بمقدمة جديدة. الفكرة هي أن الغرب لم يبرأ من مرض معاداة السامية فقد نقلها إلى شعب آخر لا يشبه اليهود فقط في الملامح بل حتى في طريقة كتابته للغته، فكلانا يكتب من اليمين إلى الشمال عكس الغرب الذي يكتب من الشمال إلى اليمين، صورة طبق الأصل، ولكنها غير محرمة أو مجرمة في المجتمعات الغربية، وتكون في أمان تام وأنت تمارس كراهيتك نحوهم.

عايشت هذه التجربة بشكل مباشر على المستويين الاجتماعي والأكاديمي، وكان من الصعب جداً أن تقنع الغربيين بأن عداوتهم لليهود لم تنتهِ، وأن الذي أنقذهم هو وجود الإنسان العربي بديلاً سهلاً ومناسباً لتفريغ ذات مشاعر العدوانية والكراهية ودون تكلفة تُذكر.

حتى اليهود أنفسهم شاركوا في فعل الإحلال والإزاحة هذا، وكان يروقهم أن الوصمة السامية ابتعدت عن جلدهم، وأصبحت كما وشم أي «تاتو» على الجسد العربي.

رغم أن هناك يهوداً كثراً شاركوا في حركة الحقوق المدنية ولديهم حساسية خاصة تجاه الأقليات، فإنهم في حالة العرب كانوا يعانون من العمى.

أذكر أن أحد كتّاب «النيويوركر» المهتمين بالشرق الأوسط وهو يهودي دعاني إلى الغداء للتعرف على ما يجري في مصر وتحدثنا حول الغداء عن الأدب الأميركي والسينما والفنون قبل الحديث عن الشرق الأوسط، وقبل أن ندخل في موضوع الشرق الأوسط علق على ما قلت بقوله: «أنت ذكي يا مأمون مقارنة ببقية العرب (you are smart for an Arab)،» هكذا أذكرها كما لو كان قالها اليوم، فرأيت في ذلك إهانة عنصرية، وحملت حقيبتي، ومشيت دون وداع، ودون أن ينتهي الغداء، ومن بعدها لم يتصل بي مرة أخرى. كانت العنصرية متمكنة من الرجل رغم أنه يصنف ليبرالياً في الأوساط الأميركية.

قابلت معاداة السامية في الجامعة ولكنها ضدّ الساميين العرب، وعندما كنت أقول لزملائي إننا ساميون حسب التصنيف الأنثروبولوجي كان ردهم أنت تعرف ماذا نقصد بمعاداة السامية فنحن لا نقصد العرق الخاص بالمحرقة. وكان دوماً ردي ولماذا كرهتموهم قبل المحرقة بقرون؟ ولماذا تنقلون هذا العداء لخانة العرب اليوم؟ ولماذا تتفننون في إنتاج صورة العربي في السينما والرواية والمسلسلات كما لو كان هو اليهودي الذين تكرهونه، ولا تريدون الاعتراف بتلك الكراهية بعد تحويلها للضفة السامية الأخرى. كنت غالباً لا أجد إجابة.

النقطة التي أريد إثارتها هنا هي أن الغربي لم يبرأ من معاداة السامية، هو فقط حولها إلى شعب آخر. وتتضاعف معاداة السامية في حالات الحروب بين اليهود والعرب، وتصبح الكراهية مضاعفة فهو لا يكره اليهود فقط، هو يكره العرب أيضاً، وبما أنه يريد أن يعلن عن شفائه من مرض معاداة السامية فيضاعف عداواته للعرب كأنها وقوف مع اليهود، ولذلك انضم الألمان إلى فريق إسرائيل في محكمة العدل الدولية في الأسبوع الماضي، ولهذا أيضاً يعلن جون بايدن صهيونيته.

الغرب لا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، ولا يحرك موت الأطفال فيه شعرة من مشاعر إنسانية كالإحساس بمعاناة الآخر، يتعاطف مع وزير نتنياهو بن غفير الذي يريد إحراق غزة. كلها محرقة ولكنّ المحرقة اليوم جاهزة لساميين آخر.

ترى ذلك على الشاشات، وعلى صفحات الصحف والمؤتمرات الصحافية يمكن أن تعلن عداءك للسامية بكل ما تملك من قوة لتنفس عن كراهيتك، ولكن بدلاً من توجيهها الكراهية هذه لليهود، توجهها نحو العرب، ولن يصيبك أذًى أو تحاكَم أو حتى تحس بالخجل الاجتماعي. الغرب لم يبرأ بعد من معاداة السامية فقط حول مجرى النهر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل شفي الغرب من معاداة السامية هل شفي الغرب من معاداة السامية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib