عجز في ميزانية البهجة
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

عجز في ميزانية البهجة

المغرب اليوم -

عجز في ميزانية البهجة

مأمون فندي
بقلم : مأمون فندي

كأس العالم في قطر كشفت أن العالم العربي يعاني عجزاً في ميزانية البهجة، وأن مزيداً من هذه الأحداث الكبرى المنتجة لفائض البهجة، أمر ضروري لشعوب منطقتنا.
غانم مفتاح، الشاب القطري الذي ظهر في افتتاح المونديال، منح الكثير من الأمل والبهجة لنا جميعاً، جماهير المملكة العربية السعودية بعد الفوز على الأرجنتين وفريقهم المتميز رسما ابتسامة على كل شفاه العرب، خصوصاً أهل المملكة، وما أحوجنا لهذه الابتسامة العفوية النابعة من القلب، لا من الشفاه فقط، وشتان بين الابتسامتين. أهازيج مشجعي منتخبات تونس والمغرب أيضاً تشير إلى رغبة ملحة في إنتاج البهجة، فهي تعيد إنتاج وطنيتها محلياً من غناء الحواري وأطراف المدن من أجل بهجة منتجة من القاع، لا مجرد إسقاط سطحي من أعلى. الرغبة في إنتاج بهجة حقيقية تخرج من القلوب وتترجمها ابتسامات الشفاه، توحي برغبة عارمة من أجل زراعة حبوب البهجة الحقيقية التي تروى من ماء محلي نابع من عصير القلوب، نباتات حقيقة، لا بلاستيكية كاذبة. رغبة دفينة في تغطية عجز البهجة.
من يتأمل الوجوه العربية في المونديال في الدوحة يري شيئاً جديداً، فبدلاً من ابتسامة زائفة كانت ترسم على الشفاه، نرى الابتسامة تخرج في وقت متزامن من العيون والشفاه في الوقت ذاته. مشهد صادق يكشف لنا الفرق بين الحقيقة والزيف، وبين السراب والماء.
أحسنت بعض الدول العربية، أولها الإمارات، في تعيين وزير للسعادة، وكذلك الترفيه في المملكة العربية السعودية، وذلك لأن شعوب منطقتنا بالفعل لديها عجز كبير في ميزانية الفرح والبهجة.
شعوب منطقتنا تحتاج إلى أنسنة خارج سياق السياسة الحزين دوماً. العرب يريدون التعرف على وجوههم، وجاء مونديال الدوحة ليرينا وجوه الشباب والشابات، بضة ومبتسمة، وبدل عرق الوجوه رأينا على محياها ندى البهجة، كذلك الذي تراه على الورود بعد الفجر.
وما أحوجنا إلى تلك الوجوه الحقيقة، لا وجوه المساحيق التي يمثلها المؤثرون والمؤثرات على «سناب شات» و«إنستغرام»، تلك المظاهر المنمقة الكاذبة. المونديال أرانا وجوهاً حقيقية تستحق أن نرنو إليها ونتأمل ابتساماتها.
حكاية التعرف على وجوه العرب الحقيقة خارج عالم السياسة والزيف هي أمر يحتاج إلى مزيد من التأمل وكثير من المقالات، وربما الكتب التي تبحث في مكامن الحزن والبؤس فينا، وكيف يمكن إعادة تدوير الحزن ليصبح بهجة كالهيدروجين الأخضر، بهجة غير ملوثة بالمساحيق ومؤثرات الكذب.
إذا كانت بعض دولنا غير قادرة على إنتاج التراضي من خلال السياسة والاقتصاد، فهناك طرق أخرى لإرضاء الشعوب، لن أقول ما كان يقوله الرومان بمنح الناس الخبز والسيرك أو الألعاب، كسياسة إلهاء، وما كان يقوله الإسبان عندما تتأزم عندهم السياسة، بمنح الشعب خبزاً ومزيداً من مصارعة الثيران، بل أقول ابحثوا عن كل الطرق المؤدية إلى البهجة. وجوه العرب في المونديال غير ما كانت عليه من قبل، وأتمنى أن تستمر البهجة.
كنت دوماً عندما أسير في شوارع لندن أو باريس أو نيويورك أستطيع أن أميز العرب من خطاهم وظهورهم من الخلف، أو من خلال وجوههم من الأمام. إذا مشيت خلف الأجساد العربية في هذه المدن لا تفوتك انحناءة الجسد الذي يعبر عن أرواح مكسورة، كذلك الوجوه التي طارت من على سطحها البهجة كما يفر الحمام من البرج، وجوهنا أبراج هجرها حمام الفرح. نغرد في «تويتر» ولا نغرد في الحياة.
مهمة دولنا الآن، كما قال عبد الرحمن الأبنودي، في سياق آخر ذات مرة، «أن تزرع ضل وتستمتع بأن ترى الضل التي زرعته مرمي على وشوش الناس في عز الحر».
لو استطاعت أن تفعل ذلك على الأقل، تستطيع دولنا سد عجز ميزانية البهجة.
يقال إن قطر صرفت أكثر من مائتي مليون دولار لكي تصنع لنا كل هذه البهجة، أعتقد أنها أموال أنفقت في مكانها الصحيح، فعجز البهجة عندنا يحتاج أكثر من ذلك. وإذا كنت تعيش في الغرب ستسمع كل يوم عبارة «الإنسان يعيش على هذه الدنيا مرة واحدة». وبالفعل هي كذلك فلنساعد الناس على رسم البهجة على الوجوه، وإن فعلنا فهذا إنجاز لو تعلمون عظيم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عجز في ميزانية البهجة عجز في ميزانية البهجة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib