السودان وكارثة سوء الفهم 2
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

السودان وكارثة سوء الفهم (2)

المغرب اليوم -

السودان وكارثة سوء الفهم 2

مأمون فندي
بقلم : مأمون فندي

حتى الآن لم نتحدث عن الضلع الثالث من المثلث وهو القوى المدنية، التي من المفروض أنها تمثل الحكومة الانتقالية على غرار حكومة عدلي منصور في مصر بعد نهاية حكم الرئيس محمد مرسي، وكما كانت الحال في مصر عندما انتقى الجيش مدنييه أو المدنيين الذين يوافقون مزاجه، فإن معظم المدنيين الذين مثلوا حكومة حمدوك كانوا على مزاج كل من حميدتي والبرهان. ولهذا كان المكون المدني دوماً منقوص الشرعية، فرغم أن المدنيين في السودان أكثر تنظيماً من الحالة المصرية فإن الحالتين شابهما الضعف والتبعية للمؤسسة العسكرية. الفارق بين الحالتين هو أن «الكيزان» كما يشير أهل السودان لـ«الإخوان» هم جزء أساسي من الجيش والوزارات المختلفة من الخارجية إلى المالية والمخابرات أيضاً، وهم من لديهم تواصل أقوى وأسرع مع قوى خارجية، هم الدولة العميقة، والحال في مصر كانت غير ذلك حتى في سنة «الإخوان». وليس «الكيزان» وحدهم من يتمتعون بدعم إقليمي، فحميدتي أيضاً يتمتع بدعم إقليمي ودولي. فالاتحاد الأوروبي مثلاً يدعم حميدتي، ومن يتابع إسهامات كل من فرنسا وإيطاليا يدرك أن هاتين الدولتين أسهمتا بكثير من التكنولوجيا المتقدمة لدعم حميدتي و«الدعم السريع»، كما أن الاتحاد الأوروبي لا يدعم نزوح السودانيين إلى مصر والدول المجاورة؛ لأنه يعرف أن هذه الموجات البشرية سينتهي بها المطاف على شواطئ أوروبا.

مهم جداً أيضاً أن نعلم أن هناك قوى كثيرة في دارفور وجبال النوبة يلعبون لعبة الانتظار؛ لأنهم يعرفون متى ما قضى البرهان أو حميدتي على منافسه، فإنه سيستدير ليغدر بهم، ولذلك هم يقفون على الحياد في هذه المعركة، هؤلاء الناس الذين تعوّدوا تاريخياً على حروب أفريقيا تحت غطاء الإفلاس أو الثراء السريع، فالنخب في هذا الجزء من العالم تعيش في مراكز النهب الاستعمارية القديمة، والخرطوم واحدة منها، فمتى ما أفلس هؤلاء أطلقوا أعيرة النار من أجل غزو وسلب جديد.

وهناك نظارة الهوية، وهذا حميدتي يقدّم نفسه من منظور خلدوني، فهو ليس عربياً قحاً من الرزيقات ومن فخذ (المهارة)، ولكنه رجل قادم من عالم البداوة ذات العصبية القادرة والممثلة في «الدعم السريع»، والتي ترى أن العمران الحضري في الخرطوم قد ترهل، وحانت لحظة عصبية فتية قادمة من الأطراف للسيطرة على المركز. لاحظ أن كل المتحدثين باسم البرهان أو حميدتي يتباهون بفكرة العروبة قبل فكرة الدولة الوطنية السودانية.

في ظل هذا التلوث المعلوماتي الذي يحجب عنّا رؤية المسألة السودانية لا بد من تفكير متجاوز لهذا التلوث. إذن بداية تصور الحل يمكن اختصارها بأن وجود حميدتي وقوة «الدعم السريع» ضرورة كعامل يوازن خطر «الإخوان» في الجيش والوزارات الأخرى، وأن التخلي عن حميدتي وميليشيته يخل بهذا التوازن. هنا نتحدث عن توازن الضعف بين حميدتي والبرهان لا توازن القوة. توازن الضعف لا توازن القوة. وتوازن الضعف هذا ربما هو الذي قد يؤدي إلى ميلاد حكومة مدنية قابلة للاستمرار. ولكن ميلاد الحكومة يحتاج إلى قابلة وحتى هذه اللحظة لا نرى قابلة واحدة. احتضان البرهان تماماً في ظل تغلغل «الإخوان» في مؤسسات الدولة في ظل مكون مدني ضعيف يعني أنه حتى لو تم تسليم السلطة للمدنيين كما يدعي الطرفان، فإن انقلاباً وشيكاً لا بد أن يحدث بعدها بعام أو أقل قليلاً.

إذن، ما هي الخلطة السحرية التي يمكن أن تنقذ المشهد مؤقتاً في السودان حتى نصل إلى مرحلة انتقالية تحفظ التوازنات على الأرض، وتقلل من شكوك أضلاع المثلث الثلاثة، الجيش و«الدعم السريع» والحركة المدنية، من أجل الوصول إلى استقرار قابل للاستدامة؟

قد يكون مفيداً أن يتم تطهير الجيش وبعض الوزارات من جماعة «الإخوان» مقابل إعادة تأهيل قوة «الدعم السريع»، ودمجها في الجيش بشروط مهنية، وليس كما طالب حميدتي في السابق، كما أنه يقبل حميدتي بصفقة أساسها الحفاظ على أمواله خارج السودان، شريطة أن يكون صانع ملوك وليس ملكاً، أي أنه يرشح من القوى المدنية من يريد، ولكنه يبقى في الخلفية ممسكاً بكل الخيوط، واثقاً أن البرهان يمكن استبداله، ولكن حميدتي باقٍ إلى الموت. ومع ذلك لا بد لحميدتي أن يعض الرصاصة ويقبل بفكرة أن الاتفاق المستدام لا يمكن أن يحدث إلا بخروج قوات «الدعم السريع» من المدن أولاً.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان وكارثة سوء الفهم 2 السودان وكارثة سوء الفهم 2



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib