نقطة انقلاب في واشنطن
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

نقطة انقلاب في واشنطن

المغرب اليوم -

نقطة انقلاب في واشنطن

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

وعدتُ بأن أكمل حديث غزة والأمن الإقليمي، ولكن ثمة حدثاً جديراً بالتعليق في واشنطن، متمثلاً في كلمة السيناتور الديمقراطي تشارلز (تشك) شومر، لا بد من التوقف عنده؛ حيث يمثل ما هو معروف في علم السياسة بنقطة الانقلاب أو التحول (tipping point).

تشك شومر هو عميد أعضاء الكونغرس عن ولاية نيويورك؛ إذ خدم في مجلس النواب الأميركي منذ عام 1981، نائباً عن الدائرة السادسة عشرة، ثم الدائرة العاشرة، حتى عام 1999، ثم انتقل إلى مجلس الشيوخ ممثلاً لنيويورك منذ عام 1999 حتى الآن. ويعد تشك شومر من أكثر مؤيدي إسرائيل في الكونغرس خلال أربعة عقود، ودونما مواربة؛ خصوصاً أنه يهودي ويدافع عن يهوديته بوضوح لا لبس فيه.

حديث تشك شومر الطويل من فوق منصة مجلس الشيوخ، الذي دعا فيه الإسرائيليين إلى انتخابات جديدة، والتخلي عن حكومة نتنياهو المتطرفة، كان بمثابة زلزال وصلت هزاته من واشنطن إلى تل أبيب، واستدعى ردوداً عاجلة من إسرائيل ومن كل أنصار اللوبي الإسرائيلي في واشنطن وخارجها. وشومر هو قائد الأغلبية في مجلس الشيوخ، وعمود خيمة اليهود في واشنطن، والحارس الأمين لمصالح إسرائيل في مجلسي النواب والشيوخ، ومع ذلك هو الرجل ذاته الذي اتهم نتنياهو بأنه حوَّل إسرائيل إلى دولة مارقة في نظر العالم، وأن حكومته لم تعد تعمل لصالح إسرائيل؛ بل لصالح فئة متطرفة في المجتمع الإسرائيلي.

هذه الكلمات -بالنسبة لي بوصفي دارساً لواشنطن ومعايشاً لسياستها- تمثل نقطة فارقة في العلاقات الإسرائيلية الأميركية، ولم أسمع هذا النوع من النقد لإسرائيل في واشنطن، ومن يهود، منذ عقود مضت.

مهم أن ندرك أن حالة الاشمئزاز والقرف من سلوك نتنياهو وحكومته داخل التيار الرئيسي في المجتمع اليهودي الأميركي لم تبدأ من تشك شومر؛ بل كان حديثه قمة هذا الغضب الذي بدأ منذ أربعة أشهر، بأحاديث علنية من المحترفين السابقين في الخارجية الأميركية، مثل دانييل كيرتزر الذي عمل سفيراً لأميركا لدى كل من إسرائيل ومصر، ويعد كيرتزر من المتدينين اليهود. ولم يكن كيرتزر وحده هو من انتقد حكومة نتنياهو على صفحات مجلة «فورين بوليسي»، فقد رأينا نقداً واضحاً من مارتن إنديك الذي كان مسؤولاً أساسياً في ملف السلام العربي الإسرائيلي، وعمل أيضاً سفيراً لأميركا لدى إسرائيل. إذن النخبة اليهودية الوسطية داخل أميركا ترفض نتنياهو وحكومته، وترى أنهما يضران مصالح إسرائيل.

وهذه نقطة تحول كبرى أوصلت الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن يقول إنه طلب من نتنياهو أن يواجه المسيح (come to Jesus moment)، وهو تعبير أميركي يعني أن يواجه الإنسان الحقيقة، ويدرك ضرورة الحاجة إلى تغيير المسار والمنهج.

ربما لم يعلن بايدن حتى الآن المطالبة بتغيير حكومة نتنياهو، ولم يأمر إسرائيل بإيقاف الحرب، وهو قادر على ذلك لأسباب انتخابية، ولكن بعد حديث تشك شومر الذي أرى أنه كان منسقاً مع بايدن، سيجد الرئيس الأميركي الشجاعة في أن يقول ذلك.

لقد أحدثت سياسة الإبادة الجماعية والتجويع التي تبنتها حكومة إسرائيل المتطرفة، تحولاً في الرأي العام العالمي تجاه الحق الفلسطيني، ولم أكن أتصور أبداً أن هذا التحول يحدث في واشنطن، قلب قلعة اللوبي الإسرائيلي الحصينة.

كنت أتصور مقالاً من توماس فريدمان، أو تقريراً في مجلة «ذا نيشان» (مجلة اليسار اليهودي الأميركي)، ولكن لم أكن لأتصور أن تشك شومر ينتقد إسرائيل في يوم من الأيام. ومن هنا أقول إنها نقطة تحول جذرية في واشنطن، ستؤدي حتماً إلى لحظة تغير المسار، أو «لحظة مواجهة المسيح» كما قال جو بايدن.

السياسة في نهاية المطاف لا تصنعها أروقة الدبلوماسية؛ بل إن مادتها الخام تُصنع في الميدان، ثم تحولها الدبلوماسية أو تترجمها إلى عمل سياسي. ولولا صمود المقاومة الفلسطينية على الأرض لما تحول تشك شومر.

السؤال الآن هو: كيف يترجم الفلسطينيون هذا التحول، وينقلونه إلى مستوى جديد من الخيال السياسي؟ حتى اللحظة، هناك فجوة بين السلوك السياسي في رام الله وطبيعة الميدان في غزة، ومن قرأ التصريحات القادمة من رام الله يدرك أن السلطة ما زالت «على قديمه» كما نقول في مصر.

لكي يكون التحول في واشنطن أو نقطة الانقلاب التي تمثلت في خطاب شومر، فعالة، لصالح الحق الفلسطيني، لا بد من أن يقابلها تحول فلسطيني.

ليس نتنياهو وحده المطالب بتغيير المسار وإدراك لحظة الحقيقة ومواجهة المسيح؛ بل إن على محمود عباس الوصول أيضاً إلى لحظة المواجهة مع المسيح، وإدراك معنى اللحظة، ويغير المسار.

فقط؛ عندما يغير الفلسطينيون المسار، فسيساعدون دولاً عربية أخرى لمساندتهم والوقوف إلى جانبهم، لترجمة الواقع الميداني إلى عمل سياسي. أما حالة النرجسية وضيق الأفق والتركيز على المصالح الضيقة، فهي كارثة فلسطين منذ النكبة الأولى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقطة انقلاب في واشنطن نقطة انقلاب في واشنطن



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 01:41 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
المغرب اليوم - أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 06:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة " X3" الأنجح في سلسلة منتجات "بي ام دبليو"

GMT 06:01 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"أولتراس الوداد" يطالب بدعم المدرب الجديد دوسابر

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الجيش الملكي محمد كمال يعود بعد تعافيه من الإصابة

GMT 13:14 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

الكلاسيكية والعصرية تحت سقف قصر آدم ليفين

GMT 20:27 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

اتحاد السلة يقصي الحسيمة والكوكب من كأس العرش

GMT 13:50 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مطعم مبني على طراز كنسي في اليابان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib