إعادة إعمار العقول والقلوب
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

إعادة إعمار العقول والقلوب

المغرب اليوم -

إعادة إعمار العقول والقلوب

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

والحرب ما زالت تستعر في غزة، تدمر البيوت وتقطع الأشلاء، بيننا اليوم من ينشغل بما يُعرف في أدبيات السياسة بـ«اليوم التالي للحرب»، وكيف نعيد إعمار شوارع غزة وبيوتها التي تهدمت، ولا ضير، فهذه رؤية جديرة بالتأمل، وهي واقع لا بد من أن نتعامل معه بشكل عاجل وآني، وقد مرت غزة بالتجربة مراراً وتكراراً. فمنذ عشر سنوات قدّر المجلس الفلسطيني للتنمية أن تكلفة إعادة إعمار غزة يومها بلغت 8.4 مليار دولار في حرب استمرت شهرين، ونحن الآن أمام حرب بلغت تسعة أشهر وقد تزيد، ويحتاج مشروع إعادة الإعمار هذه المرة إلى أضعاف هذا المبلغ، لإعادة بناء المدارس والمستشفيات والبيوت والشوارع. تقديرات إعادة إعمار غزة بعد هذه الحرب تتجاوز 40 مليار دولار.

وبما أن هذه الحرب لن تكون الأخيرة، وستأتي بعدها حروب أخرى ودمار من نوع آخر يحتاج إلى إعمار، فلا بد من تفكير مختلف، وذلك لأن خراب غزة يحدث تقريباً كل عشر سنوات أو أقل، لكي ندخل في مشروع آخر لإعادة الإعمار.

ومن هنا تأتي أطروحة هذا المقال التي تقول بأن إعمار العقول والقلوب يجب أن يأتي أولاً.

إعادة إعمار العقول والقلوب في الشرق الأوسط -أعني «سوفت وير» السلام- تتطلب إعادة تركيب المنظومة القيمية الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط برمتها. وبكلام أكثر جدية: إن العقول والقلوب التي تحتاج إلى إعادة إعمار هي قلوب وعقول الإسرائيليين أولاً، فقد طرح العرب أكثر من مبادرة سلام منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، كانت آخرها مبادرة السلام العربية، ولم تطرح إسرائيل مبادرة سلام واحدة. فكيف ننقل المجتمع الإسرائيلي من مجتمع مُتلقٍّ لمبادرات السلام؛ سواء في حالة مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات أو مبادرة الملك حسين بن طلال، اللتين أدّتا إلى اتفاقي سلام بين إسرائيل وكل من مصر والأردن، وكذلك مبادرة المقاومة الأخيرة التي تحاول وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب؛ كيف نحول هذا المجتمع من مُتلقٍّ للمبادرات العربية إلى مجتمع مبادر للسلام؟

هذا يحتاج إلى إعادة إعمار العقل الإسرائيلي، ومعها أيضاً إعادة إعمار العقل الغربي، من حيث رؤيته لطبيعة المشكلة، وطبيعة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل.

في وجه حرب إبادة جماعية -باعتراف المجتمع الدولي متمثلاً في قبول محكمة العدل الدولية دعوى جمهورية جنوب أفريقيا التي تتهم فيها إسرائيل بممارسة الإبادة والتطهير العرقي- نجد أن جُل حوار الإسرائيليين وأنصارهم في الغرب ينصبّ على الصهيونية ومعاداة السامية! وهل معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية؟ وهذه بداية سيئة للحديث عن عدوان إسرائيل على غزة.

لا تريد إسرائيل ولا أصدقاؤها في الكونغرس تحمل أي مسؤولية، فهم أجرموا في حق الآخرين، هم فقط مغرمون بسردية الضحية الخاصة بهم ومظلوميتهم التاريخية. من وجهة نظرهم أن أي نقد لهم في أي ركن من أركان العالم هو معاداة للسامية، وبذلك تكون كل سياسات إسرائيل؛ من الاحتلال، إلى الفصل العنصري، إلى الإبادة والتطهير العرقي، ليست منافية للقانون الدولي؛ بل إن ردة فعل العالم على هذه الجرائم هي فقط معاداة للسامية. ملخص ذلك هو أن كل العالم على خطأ، وإسرائيل وحدها على صواب. إسرائيل وسياساتها مقدسة وغير قابلة للنقد. هذه العقلية المريضة هي التي تحتاج إلى إعادة إعمار، إعادة بناء وتركيب.

ليس لدي تفسير لهذه العقلية، غير المثل الشعبي القائل بأن من «لسعته الشربة ينفخ في الزبادي»، واليهود بالفعل لُسعوا من أوروبا ومن هتلر، ولكننا في الشرق لسنا أوروبا ولسنا هتلر. ونُقَدّر خوفهم وفزعهم من تكرار المحرقة، ومع ذلك لا بد من أن ننتقد إسرائيل عندما تمارس سياسات الإبادة في غزة، ونذكرهم بأنهم في حالة عمى أخلاقي، وبأنهم غير قادرين على رؤية جرائمهم أو تحمل المسؤولية تجاه ما يفعلونه بغيرهم، وهم بذلك مرضى يحتاجون -بوصفهم مجتمعاً- إلى إعادة تأهيل. يحتاجون إلى إعادة إعمار العقول والقلوب، يحتاجون أن ينظروا لأنفسهم في المرآة، ليروا بشاعة ما يفعلونه بأهل غزة.

إن أي حديث جاد عن إعادة الإعمار، يجب أن يبدأ من قبول مسؤولية إسرائيل عمّا حدث للشعب الفلسطيني من مجازر، منذ النكبة وحتى الآن. تعرف أن الإسرائيلي الذي أمامك غير جاد إذا بدأ حديثه عن السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بالحديث عن يحيى السنوار، وعما جرى يوم السابع من أكتوبر، دونما الحديث عن عمل كان يجري في الخامس من أكتوبر، والسادس من أكتوبر، تراجعاً إلى الوراء حتى دير ياسين. تعرف أنه غير جاد إذا لم يتحدث عن الحادي عشر من أكتوبر 2023، ولم يتحدث عن الإبادة التي جاءت بعده حتى اليوم. إذا تجاهل محدثك كل هذا، فاعلم أن هذا عقل نرجسي مريض، لا يمكن أن تقيم معه سلاماً، وعقل غير طبيعي، ولا يمكن التطبيع مع عقل غير طبيعي.

منطقتنا ومجتمعاتنا تحتاج إلى إعمار العقول والقلوب. تحتاج إلى اعتداد بالنفس العربية وقيمتها وقيمة الحياة فيها. فالقبول بأن حياتنا أقل هو أمر استبطنّاه من مناهج مدارسنا ومن إعلامنا، ومن عدم قدرتنا على بناء عقل نقدي ندّ للذهنية الغربية التي ترى أن أرواحنا أقل وحياتنا أقل. بداية أي حديث دبلوماسي مع إسرائيل وحلفائها اليوم، لا بد من أن يبدأ من نقطة أن الجلاد مريض، وأن الضحية هي التي تحتاج إلى الاعتذار والتعويض.

إعادة إعمار العقول والقلوب على ضفتَي الصراع هي بداية الحل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة إعمار العقول والقلوب إعادة إعمار العقول والقلوب



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib