حِوار إستباقي حول الحياد
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

حِوار إستباقي حول "الحياد"

المغرب اليوم -

حِوار إستباقي حول الحياد

بقلم - محمد عبيد


إنطلاقاً من أن طرح "الحياد" كان نداءً صريحاً، وليس موجّهاً ضد أي جهة أو فئة كما قيل، أرجو اعتبار هذه المقاربة قراءة صريحة، وليست موجّهة ضدّ غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، أو أي جهة أو فئة أخرى مؤيّدة لهذا الطرح.

إستوقفني توقيت هذا الطرح لسببين أساسيين، الأول: بالرغم من حملات التشويه والترهيب التي مارسها بعض من تبقّى من قوى 8 آذار ضدّ إنتفاضة 17 تشرين الأول من العام الماضي، وفي المُقابل محاولات ما تبقّى من قوى 14 آذار ركوب موجة هذه الإنتفاضة، وتوجيهها ضدّ "حزب الله"، إلا أنّ الإنتفاضة الشعبية المطلبية المُحقّة، نجحت على الأقلّ في وضع الشؤون الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية والمواطنية على رأس الأولويّات والإهتمامات السياسية والإعلامية بالأخصّ، والأهمّ، أنّها أوجدت مُشتركاً وطنياً حقيقياً بين اللبنانيين، يقفز فوق إصطفافاتهم المعهودة، والممجوجة الجاهلية.

وقد نتج عن ذلك تغييرات معقولة في الخطاب السياسي والإعلامي لدى العديد من الأطراف العاملة في الشأن العام، وإن كان بعضها كاذباً وبهدف المُسايرة، إلا أنّ الإحراج والهروب من مواجهة الناس، حكم تصرّفات الكثير من القوى والمرجعيات السياسية والطائفية الحاكمة، كذلك أجبرها على البحث في الإصلاحات التي لطالما تهرّبت من مُقاربتها، بالرغم من الضغوط الدولية التي مورست عليها.

كان من المُفترض أن يبقى الهمّ المطلبي الشعبي المُحقّ أولوية لا يُجاريها شيء، خصوصاً وأنّ الطبقة الحاكمة، التقليدي منها والمُستجدّ، بدأت تتلمّس نهايتها، أو على الأقلّ فقدان ثقة الناس بها، بعدما كانوا قد تجرّأوا على مواجهتها وتسمية الفاسد والفاشل منها باسمه ومن دون مواربة. وإذا بطرح "الحياد" يُعيد الإهتمام السياسي والإعلامي الى تقديم سؤال كياني، من دون الإجابة عليه منذ عقود من السنين والصراعات، كما يقودنا الى البحث في ماهية هذا الكيان، ودوره، وموقعه خارج توصيف ما سُمّي وثيقة الوفاق الوطني التي تكرّست دستوراً، والتي كان لِزاماً على من تولّى تطبيقها من مجالس نيابية وحكومات، أن يرتقوا الى مستوى الإحتكام إليها، بدل تهشيم معناها وتشويه تطبيقها، والأنكى، التشاطر في الإجتهاد "غبّ الطلب" لمواد الدستور المُنبثق منها.

هو فعلاً أمر غريب، أن ينبري غبطة البطريرك، الكلّي الإحترام، في لحظة إكتمال وعي وطني، وفي واقع إقتصادي مالي ونقدي ومعيشي ميؤوس من إمكانية معالجته، في ظلّ تشبّث هذه الطبقة الحاكمة بامتيازاتها وحِصصها، ورفضها لأي إصلاح جذري ومُحاسبة فعلية، أن ينبري الى إشغال اللبنانيين بطرحٍ عقيم، يقع خارج إهتماماتهم وإحتياجاتهم وهواجسهم الحياتية والمعيشية الآنية والمستقبلية.

أما الثاني، فيتعلّق بفرضية براءة هذا الطرح، خصوصاً وأنّ لبنان مَرَّ منذ العام 2005، أي من لحظة إغتيال الرئيس المرحوم رفيق الحريري وما تبعها من إنقسام بين مكوّناته، بمحطّات هدّدت وحدته الداخلية وكان يُمكن أن تقوده الى التقسيم، أو على الأقلّ الى إحتلال عدوين خطيرين: إسرائيل والإرهاب التكفيري لبعضٍ من أراضيه. لذا، كان الأَولى أن تُشكّل بعض هذه المحطّات فرصة لأصحاب فكرة "الحياد" أن يطرحوه للنقاش والحوار بين اللبنانيين، خصوصاً وأنّ الطرف المُستهدف اليوم، أي "حزب الله" كان مُشاركاً على أكثر من جبهة في حروب إقليمية ودولية كبرى، الى جانب أنه كان يتصدّر الحرب على الإرهاب في سوريا وعلى أبواب لبنان.

بصراحة مُطلقة، كما طرحكم أيها الكلّي الإحترام، يحقّ لي ولأمثالي مِمّن نشأوا وتربّوا في مدرسة مؤسّس المقاومة الإمام السيد موسى الصدر أن يتساءلوا عن خلفيات التوقيت السياسي لهذا الطرح، خصوصاً وأنه يطال قوة وطنية أثبتت فعاليتها كما قدرتها في الدفاع عن لبنان، كلّ لبنان واللبنانيين كافة اللبنانيين.

لـ"حزب الله" قيادته وماكينته السياسية والإعلامية التي تؤهّله الدفاع عن نفسه، والتصدّي لأي محاولة لإستهدافه. لكن شأن المقاومة لا يتعلّق بالحزب حصراً، ولا بتضحياته وخياراته السياسية الداخلية والخارجية، إتّفقنا أم لم نتّفق معه حولها، إنما هي خيار لدى الكثير من اللبنانيين، مبني على قراءة واقعية للتوازنات السياسية الإقليمية والدولية التي تمنع إخراج لبنان من دائرة الإستهداف الإسرائيلي المُباشر، حتّى لو أراد أهله ذلك، لأنّ هذا الإخراج مشروط بجملة من التنازلات السيادية التي لم يتمكّن لبنان المهزوم من تحمّل تَبِعاتها في إتفاق 17 أيار العام 1983، فكيف به اليوم، وهو المُنتصر والقادر، على ردع أي إعتداء يُمكن أن يطاله؟

 محمد عبيد *
*مدير عام سابق لوزارة الاعلام اللبنانية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حِوار إستباقي حول الحياد حِوار إستباقي حول الحياد



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib