المثلّث السنّي وبدّالة داعش
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

المثلّث السنّي وبدّالة داعش

المغرب اليوم -

المثلّث السنّي وبدّالة داعش

علي شندب
بقلم : علي شندب

شكّل إعلان فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي عن تفكيكه نحو 17 شبكة تجسّس إسرائيلية في لبنان، مفاجأة لافتة، لاسيّما أن هذه الخبطة التجسّسية الضخمة تأتي من خارج سياق التطورات التي تعصف بلبنان واللبنانيين.

جهد فرع المعلومات والأجهزة الاستخبارية اللبنانية في مكافحة الاختراق التجسّسي للمجتمع والدولة، ورغم أنه يدخل في صلب مهامه يستحق التنويه والإشادة بنفس القدر الذي تطرح فيه الأسئلة الملحة حيال عدم الكشف عن قتلة لقمان سليم، وأيضاً عدم الكشف عن حقيقة كارتيلات تهريب الكابتغون والمخدرات رغم كشف الكثير منها.

وقد ضاعف من حجم الأسئلة المكثّفة حيال دور الأجهزة الأمنية والعسكرية، صمتها أو عجزها حيال نجاح تنظيم داعش في تجنيد بعض شباب طرابلس وعكار والضنيّة والذين ضاعفت الأخبار الغامضة حول مقتل بعضهم من تعقيدات شبح داعش الذي عاد ليخيّم من جديد فوق مناطق "المثلث السني" في شمالي لبنان.

واذا ما أمعنّا النظر في الواقع الجيواسراتيجي للمثلّث السنّي (طرابلس، الضنية وعكار) الذي يلحظ نشاطا مكثفاً ولافتاً للسفارة الأميركية في بيروت باتجاه نواب عكار، فنجده يقع ضمن مدارات نفوذ روسيا التي تعتبر دولة حدودية مع شمالي لبنان من جهة، وضمن أجندة ايران ومشاريع تغولّها لمزيد من الهيمنة باتجاه "المثلث" الذي يعتبر المنطقة الوحيدة التي تقع خارج نطاق السيطرة الإيرانية من طهران الى جنوب لبنان من جهة أخرى.

دافع إيران وذراعها حزب الله للسيطرة على "المثلث"، أنّ قمم جبال الضنّية ابتداء من جرد مربّين، وأيضاً قمم جبال عكار ابتداء من جرد "القمّوعة" المتصلتان جغرافياً ودينوغرافياً والمتموضعتان على السلسلة الغربية شمالاً، فضلاً عن الشريط الحدودي لعكار مع الهرمل وسوريا من وادي خالد شرقاً الى مطار القليعات بحراً. بهذا المعنى فالضنية وعكار بحسب عقيدة التغوّل الإيرانية مصدر تهديد وجودي ليس لمعاقل إيران في البقاع الشمالي وصولاً الى الدواخل السورية ابتداءً من القصير وريفها فحسب، وإنما لتمدّدها الاستراتيجي باتجاه طرابلس التي تقع للمناسبة ضمن مدارات نفوذ روسيا معزّزة بعقود سرية وقعها لبنان مع موسكو ظاهرها تشغيل منشآة مصفاة النفط ومرافقها المختلفة، وباطنها مشاريع تتضمّن وجود قطع بحرية روسية في مرفأ طرابلس لتعزيز وحماية اسطولها في قاعدتي طرطوس وحميميم جارتي المثلث السني وطرابلس.

الكلام عن سعي ايران الحثيث للتواجد على المتوسط يأخذنا مباشرة الى حيث سيطرة حزب الله جنوباً، لكن التواجد الايراني جنوباً دونه الفيتو الأميركي فضلاً عن الاعتبارات والغارات الإسرائيلية غير الغامضة. ما يعني أن سعي ايران للتواجد متوسطياً يقتضي وفق مندرجات عقيدة الصبر الاستراتيجي إحكام السيطرة على المثلّث السني وعاصمته طرابلس.

ولهذا فطرابلس التي أشرنا أعلاه بأنها المدينة الوحيدة خارج قوس السيطرة الايرانية من طهران الى جنوب لبنان، عادت لتكون تحت مجاهر الميكروسكوبات الاقليمية والدولية ومربط فرس ترسيم مواقع النفوذ والهيمنة في المنطقة وهذه المرة من عناوين داعش الجاذبة لكل عناصر التحريض واثارة النعرات بين المشاريع الاستراتيجية وليس الطائفية فقط.

شيطنة طرابلس بعد تألقها في حراكات 17 تشرين كانت البداية لمحاولة اعادة تنميطها وإسقاط الصبغة الارهابية عليها، ألهذا السبب سوّق وزير دفاع العهد القوي السابق أن "طرابلس قندهار لبنان"؟. بهذا الخبث والخفة اللامسؤولة يؤبلسون طرابلس المقيمة اليوم على جبال من الفقر محاذية لجبال النفايات التي تعلوها "مزهريات" من الثراء بحسب مجلة فوربس.

أثناء تظاهرات 17 تشرين تداعى متنفذو المدينة لاجتماع في معرضها العاطل عن العمل، واتخذوا مقررات كبيرة، وأطلق كبيرهم مقولته الخالدة "طرابلس لن تجوع". لكن طرابلس تعيش ما بعد الجوع. ومن الجوع والإفقار الممنهج إياه ركبت بعض عوائلها قوارب الموت طلباً لحياة أفضل، وهاجر كل من واتتهم الفرص، وبقي شباب بعمر الزهور أسرى عروض عمل مفخّخة وغامضة تبين أن ربّ العمل هو داعش.

داعش، لمن يهمه الامر، بات أشبه ببدالة هواتف، تملك الكثير من القوى الإقليمية والدولية قدرة الدخول على هذه البدالة واستخدامها وادارة بعض أقسامها وتشغيلها وفقاً لمصالحها التي تتطلب عنفاً دموياً. لا داع لتعداد القوى والدول المتهمة بتشغيل داعش والوقوف خلفه. لكن يفيد التذكير أن ايران وذراعها اللبناني حزب الله هم أحد أهم تلك القوى التي تتقن التخادم مع داعش توازياً مع ادعاء محاربته، بشهادة باصات حزب الله المكيّفة في جرود القاع.

خلال الحرب والتخادم مع داعش، اعتقل حزب الله عدداً من مسؤولي وعناصر داعش، واعتقل معهم حساباتهم الفيسبوكية والتويترية والتلغرامية، وبواسطة مثل هذه الحسابات يتم التواصل مع الشباب المغرّر بهم وتجنيدهم، ليتولى أهلهم الاعلان عن اختفائهم، ومن ثم وجودهم في العراق.

رغم نجاحات فرع المعلومات بما يمتلك من امكانيات بشرية وتقنية ومعلوماتية أفضت الى تفكيك شبكات الجوسسة الموسادية، فإنه لم يتمكن حتى اللحظة من تفكيك شيفرة هروب الشباب من جهنم الى داعش. ويرجح أن انجازات الفرع والاجهزة الأمنية الاخرى لم تسمح لوزير الداخلية ومعه رئيس الحكومة سوى بالتزام الصمت حيال شبكات الهجرة الى داعش، والاكتفاء بتقديم توقعات بأعداد المهاجرين والمبالغ المالية التي يتقاضوها. تماما كما يفعلون حيال شبكات تهريب المخدرات المكتشفة. ثمة من يقول، فقط الجرائم التي لحزب الله مصلحة في كشفها، هي التي تكتشفها الاجهزة الأمنية.

آل سيف في وادي النحلة في طرابلس، نعوا شهيدين من أبنائهم بعدما تبلغوا مقتلهما في العراق، ودعوا الى تقبل التهاني باستشهادهم في ساحة البلدة. آل سيف عشيرة من عشائر العرب الذين لهم مع حزب الله صراع دام في خلدة، نجم عنه توقيف عشرات من شباب عرب خلدة دونما توقيف مطلق عنصر من حزب الله. الظلم معطوفاً على القهر والاستضعاف والجوع والإفقار الممنهج هو البيئة التي ينمو فيها داعش، انها البيئة التي عبّرت عنها أحداث سجن الحسكة في سوريا، تماما كما هي البيئة التي يعبر عنها سجن رومية وغيره من السجون اللبنانية التي تعجّ بالموقوفين الإسلاميين الذين يقبع غالبيتهم دونما محاكمات ودون أحكام، بل وفقاً لشبهات ووثائق اتصال، يضع الأهالي تحت أغلبها الكثير من الخطوط الحمراء.

انها السجون التي ترفد داعش بما يحتاجه من الشباب والمقاتلين. ومن هذه السجون وفيها يتم تجنيد الشباب لمصلحة داعش، ومنهم "بكر سيف" الذي قتل في العراق. وبحسب محامي الموقوفين الاسلاميين محمد صبلوح، فإن بكر سيف الذي خرج من السجن بعد تعرضه للضرب والتعذيب العنيف، اندمج في المجتمع وعقد قرانه على قريبته وحدد موعد زفافه بتاريخ 25 كانون أول الماضي ثم اختفى حتى تبلّغ أهله من مخفر شرطة المنطقة أن ابنهم موقوف لدى الأجهزة الأمنية بناء على "وثيقة اتصال" أي تقرير أمني. وبقي بكر سيف موقوفاً نحو 20 يوماً باعتراف الاجهزة الامنية، الى أن تفاجأ أهله باتصال ابنهم من العراق يقول لهم "الله يظلم الذي ظلمني".

وحدها "بدالة داعش" من يجعل موقوفاً لدى الأجهزة الأمنية الرسمية، ينتقل من سجون الدولة اللبنانية الى دولة داعش. لهذا الغرض وغرضيات أخرى ربما علينا أن نفهم لماذا ممنوع ضبط الحدود ومكافحة شبكات تهريب المخدرات والمازوت والدواء والبشر من سوريا واليها.

الأسئلة لا تقف عند بدالة داعش، بل تتوقف عند حقيقة وكيفية مقتلة شباب الشمال في العراق، ثمة سؤال يلح في طرح نفسه، هل أن شباب الشمال ذهبوا فعلاً الى داعش، أي الى "داعش الأصلي"؟

أغلب الظن، أن شباب طرابلس والشمال استدرجوا الى نسخة مفبركة عن داعش وليس الى داعش الأصلي. وان التأخر في كشف الغموض عن ملابسات ما حصل ويحصل ويرجح بأنه لم يزل يحصل، يشي وكأنّ هناك ملفاً كبيراً يجري تحضيره وتركيبه باتقان للمثّلث السنّي عامة وطرابلس منه خاصة وذلك بهدف ألّا يبقوا خارج قوس السيطرة الإيرانية من طهران الى جنوب لبنان.
وربما للحديث بقية..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المثلّث السنّي وبدّالة داعش المثلّث السنّي وبدّالة داعش



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib