قانون القوة يقهر قوة القانون

قانون القوة يقهر قوة القانون!

المغرب اليوم -

قانون القوة يقهر قوة القانون

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

العلاقة بين الشريط السينمائى والجمهور تتخطى معادلة مرسل ومستقبل، المخرج الموهوب يترك مساحات بين اللقطات تسمح لك بأن تكملها أنت، إجابات عن أسئلة، فى تلك المساحة البيضاء تملأ أنت الفراغ، مسافة محسوبة بدقة وإلا أصبح الفيلم أشبه بكلمات متقاطعة، يمنحك حرفين لتكمل أنت الكلمة، السينما أبدًا لم ولن ترتكن إلى حسبة عقلية. تطور كثيرًا أسلوب السرد فى العالم، بينما قطاع من مخرجينا لم يستوعبوا تلك الأبجدية الجديدة، على الجانب الآخر الجمهور ومن خلال تعدد منافذ العرض المختلفة بات أكثر تفهما وتقبلا لتلك الأبجدية.

القيمة التى اتكأ عليها الكاتب والمخرج أحمد عبدالله السيد هى أننا عقدنا معاهدة صلح مع اختراق القانون، حارس العقار المتهالك، سيد رجب يعيش خارج الزمن وخارج الأوراق الرسمية وعلى مشارف الشاطئ الآخر من الحياة، لا شىء يقينيًّا يحميه القانون، حتى العقار الذى يقيم فيه بلا أوراق موثقة وبلا ورثة يستطيع التواصل معهم وأيضا بلا محام.

القانون فى إجازة ولهذا يفرض البلطجى أحمد خالد صالح إتاوات على الجميع، فهو (سايس) السيارات فى الشارع، ويعتبر أن الشارع ملكه والعقار أيضا من بين ممتلكاته، بين الحين والآخر نرى ظلا للقانون المنتهك، تنكيس البيت، والأعمدة الداعمة للمبنى، والكلاب والقطط التى يؤويها سيد رجب ليصبحوا هم عائلته، مخالفات وشكاوى ضد حارس العقار، واتهام حتى للكلاب بالحق أو بالباطل، ويظهر المحامى صبرى عبد المنعم، وهو الذى يطلب من حارس العقار أن يحاول استغلال الموقف الحالى لصالحه، قبل أن تتغير الأوضاع، أى أنه يحفزه على مخالفة القانون، ونكتشف أنه يمنح للحارس من جيبه الخاص المكافأة على مدى عشرين عاما، على اعتبار أنه من أصحاب العقار، المحامى أدى دوره عبد المنعم صبرى لقبه (دوس)، لا حظ هنا الإشارة العابرة للديانة بدون أن يضع تحتها خطا يفسدها، أمر طبيعى أن يمنح المسيحى الثرى تبرعا لمسلم، والعكس قطعا صحيح، عبقرية هذا المشهد فى نعومته.

العطف على الكائنات الحية، بشر وكلاب وقطط، هو العمق الساكن تحت الأعماق، وهكذا نجد الجارة التى تساهم مع سيد رجب فى إطعام الحيوانات الضالة، كما أن على الجانب الآخر محاولات فرض الأمر الواقع لا تتوقف من جانب الشقى أحمد خالد صالح، يقتل الكلب الأقرب إلى قلب سيد رجب، حتى يظهر له (العين الحمراء)، ونرى رجب وهو يدفن الكلب، لا يستسلم تماما سيد رجب يحاول المواجهة، من خلال إغراق البضاعة التى وضعها الشقى عنوة فى المنزل، وشاهدنا صراعا عند اقتراب النهاية، بين البلطجى والحارس، ينتهى بمقتل البلطجى بعد أن يتدخل القدر وينهار حجر من أعلى لينهى حياة البلطجى، وفى الحوار مع بواب العمارة المقابلة مجدى عطوان يقدم لنا معلومة أنه قد مر يومان على تلك الجريمة، ولا أحد يعنيه حياة أو اختفاء هذا الشقى.

إبداعات للمخرج أحمد عبدالله فى قيادة ممثليه، قطعا سيد رجب أحد أهم الممثلين الذين عرفناهم فى الألفية الثالثة، ونجح المخرج فى اقتناص أجمل وأعمق لمحات عطائه. وأتوقف كثيرا أمام أحمد خالد صالح، تقدم خطوات بعيدة بهذا الفيلم، فهو أهم نقلة فى مشواره، أعجبنى أيضا مجدى عطوان وفدوى عابد، وازدادت ناهد السباعى رسوخا، وقدم المخرج أيضا مدير تصوير جديدا موهوبا مصطفى الكاشف، استخدام عبقرى لشريط الصوت بأغان قديمة مثل (فى قلبى غرام) لمحمد عبد المطلب، وأيضا لمحات ناهد نصرالله فى الأزياء.

وبعد نهاية العرض تأكدت أن (فى قلبى غرام) مع هذا الفيلم، ويوم الثلاثاء القادم وعند إعلان النتائج سيتكرر اسم (19 ب) بجائزتين الأولى للمخرج وكاتب السيناريو أحمد عبد الله، والثانية تمثيل بين سيدر رجب وأحمد خالد صالح!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون القوة يقهر قوة القانون قانون القوة يقهر قوة القانون



GMT 11:49 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

“التوجيهي المصري” آخر اختراعات البزنس الأردني

GMT 11:47 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رفع آثار الحادث

GMT 11:44 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

من صفحات التاريخ!

GMT 11:42 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

أدوية غيّرت تاريخ الطب

GMT 11:40 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

التكريم.. «جملة أم قطاعي»؟!

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:47 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية
المغرب اليوم - وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية

GMT 20:50 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ
المغرب اليوم - طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ

GMT 10:23 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة لتجنب الجلطات الدموية وتصلب الشرايين
المغرب اليوم - تقنية جديدة لتجنب الجلطات الدموية وتصلب الشرايين

GMT 12:04 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

محمد ممدوح يكشف سبب ابتعاده عن البطولات المطلقة
المغرب اليوم - محمد ممدوح يكشف سبب ابتعاده عن البطولات المطلقة

GMT 07:08 2018 الإثنين ,05 آذار/ مارس

"مرسيدس" تكشف عن طرح سيارة " بنز E350d "

GMT 14:46 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

تراجع الأسهم الآسيوية والأوروبية وسط ترقب لقرارات الفائدة

GMT 20:14 2022 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المغربية تقبل 46 تعديلاً بمشروع قانون المالية

GMT 03:50 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز 7 مواصفات في مرسيدس "مايباخ" الفاخرة في 2021

GMT 15:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

سوق "الذبان" يتحوّل إلى قبلة الفقراء و المهمشين فى مراكش

GMT 08:02 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

تألق سكارليت جوهانسون في العرض الأول لـ "رف نايت"

GMT 19:27 2024 الخميس ,15 شباط / فبراير

مبابي يٌخطر باريس سان جيرمان بموقفه النهائي

GMT 22:14 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

قوة الدولار تعود لتضغط على أسعار الذهب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib