جعفر العمدة على موجة الناس

(جعفر العمدة) على موجة الناس!!

المغرب اليوم -

جعفر العمدة على موجة الناس

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

يجيد محمد سامى قراءة الجمهور، يضع الكثير من الحكايات التى تبدو نظريًا متنافرة، إلا أنه يملك الحرفة التى تجعل ما هو مستحيل نظريا يقع تحت مظلة قانون المنطق الشعبى الذى يتوق للجمع بين المتناقضات، دائما ستكتشف أن سامى يلغى المسافة الفاصلة بين الثلج والنار، الأبيض والأسود، الحلال والحرام.

الناس- أقصد قطعا قطاعًا كبيرًا منهم- تفضل- ولا تزال- الدراما الحراقة الساخنة (المشعوطة) وبنار الفرن، وهو يمنحهم بالضبط ما ينتظرونه وزيادة أيضا حتة، يجب ألا نتعالى على ذائقة الناس، لأن لديهم مفردات التواصل وهم يحددون المزاج العام.

العمل الفنى التجارى صفة لا تحمل تقليلًا ولكن فقط هى توصيف، وهو أن تجيد تحديد جمهورك وتقرأ الشفرة المطلوبة وتسعى لتقديمها من خلال نجم شباك، وأقرب هؤلاء إلى محمد سامى هو محمد رمضان.

والعكس أيضا صحيح، تجارب رمضان الدرامية بعيدًا عن سامى لا تحقق نفس الرواج، رمضان هو النموذج الصارخ للنجم الشعبى، ولو انتزعته من العمل الفنى فلن تجد كل هذا الإقبال الجماهيرى.

لو طبقنا القاعدة العلمية على المسلسل ستجد مثلًا كل هذا العدد الضخم من المشاهد التى ينفرد فيها الممثل بأداء (مونولوج درامى)، هذا تحديدًا أحد أهم عيوب الدراما، لأنك لو تأملت (الكادر) ستكتشف أن كل من يقف بجوار الممثل ينتظره حتى إكمال المشهد، وكأنه مطرب على المسرح ينتظر الكورال انتهاءه من أداء المقطع الغنائى.

كل ممثل مع سامى أتصوره يحصى عدد (المونولوجات الدرامية) التى سيؤديها وتصبح بعدها حديث الناس، وهو يجيد انتقاء الكلمات، لا يعنيه أن الشخصية تنطق فقط مفرداتها، ولكن الأهم هو أن تنطق الكلمات التى تحدث رواجًا فى الشارع بعد نهاية المشهد وتصبح حديث (السوشيال ميديا).

إنها توليفة أرى فيها يد الصانع ظاهرة جدا، ولكن الناس كما يبدو لا تستوقفها تلك التفاصيل، تبحث فقط عما يمتعها. مثلا أن تضع أربع سيدات على قسط وافر من الجمال مع اختلاف الدرجة يرتبطن برجل.

كل منهن تنتظر دورها فى الكشف لتصعد إلى غرفته، مثل هذه المشاهد مؤكد تغضب الجمعيات النسائية ومجالس المرأة المتخصصة، ولا أستبعد أن سامى لن يترك هذا القوس مفتوحًا، سيقدم فى النهاية مشهدًا أو أكثر يؤكد خطأ الجمع بين أربع زوجات.

ونتابع آخر زوجاته زينة وهى تحاول تحفيزهن على التحرر من تلك السطوة، وكأنها (سبارتاكوس) محررة العبيد، لا أستبعد من تتابع الأحداث أن تخضع له هى الأخرى، وبعدها تتحرر وتحررهم.

منح سامى لكل منهن (كاركتر) خاصًا بها، مثل مى كساب ومرض السرقة الذى ورثته عن أمها، ومنة فضالى وخضوعها لأهل السحر وأيضا أمها، وبالمناسبة أول مرة أراها تمثل وأقتنع أيضًا بها.

وهذا يتيح لسامى أن يقدم بين الحين والآخر مشاهد موازية لكل الشخصيات تحدث قدرا من الجاذبية، ولديه شخصية (صفصف) هالة صدقى التى تقدم بخفة ظل شخصية الملكة الشعبية.

دراما مباشرة فى تفاصيلها ولكنها على مقاس ومذاق الجمهور، كما أنه يراعى أيضًا القواعد الأخلاقية التى صارت تشكل المقياس الأهم فى تعاطى الجمهور مع العمل الفنى.

ليس من المنطقى أن نغفل نجاح عمل فنى أو التعامل بتعال على ذائقة الناس.

الحياة ليست كلها (قارئة الفنجان)، هناك أيضًا (تحت الشجر يا وهيبة)!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جعفر العمدة على موجة الناس جعفر العمدة على موجة الناس



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين

GMT 16:57 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاح كورونا سيكون مجانًا للجميع في المغرب تحت إشراف "الصحة"

GMT 23:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظر التجول في جميع الولايات التونسية ابتداء من الثلاثاء

GMT 12:59 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون آثار ماء على سطح كويكب "بينو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib