نجاة سيدة الضوء المسموع
الجيش الأردني ينفى ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام العبرية باجتياز أردنيين الحدود مع إسرائيل الكرملين يعلن أن مقتل يحيى السنوار أمر مثير للقلق ونخشى من تبعات محتملة على منطقة الشرق الأوسط إصابة جنديين إسرائيليين بإطلاق نار قرب البحر الميت ومقتل منفذي الهجوم ميقاتي يعتبر تصريح رئيس البرلمان الإيراني تدخلاً فاضحاً في الشأن اللبناني ومحاولة لفرض وصاية مرفوضة على لبنان الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد حسين رمال قائد منطقة الطيبة في حزب الله وسائل إعلام إسرائيلية تفيد بانطلاق صفارات الإنذار في منطقة رأس الناقورة وسط مخاوف من تسلل مسيرات من جنوب لبنان المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط بلدة عيتا الشعب بصلية صاروخية كبيرة جيش الاحتلال يعلن مقتل 5 عسكريين في معارك جنوبي لبنان وإصابة 9 آخرين بجروح خطيرة احتفالات في شوارع إسرائيل بمقتل يحيى السنوار حزب الله يعلن ‏استهدف تجمعات كبيرة لجنود الاحتلال في مستوطنة شتولا بصواريخ نوعية
أخر الأخبار

نجاة سيدة الضوء المسموع

المغرب اليوم -

نجاة سيدة الضوء المسموع

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

  منذ الخمسينيات وهى تقف على قمة الغناء العربى، على مدى نصف قرن لا تعرف نجاة، غير القمة، مهما واجهت من عواصف وأنواء وأمزجة وتيارات غنائية متعددة، الهمس هو أسلوبها فى الغناء وفى الحياة؛ ولهذا كانت تهمس إلينا فيصل صوتها شهاب نور قادمًا من السماء، بعد أن غادر موقعه بجوار النجوم.

ليست «نجاة» مجرد موهبة منحها الله صوتًا عبقريًّّا، أحاطت نجاة هذه الموهبة الربانية بذكاء فى الاختيار، لديها القدرة على انتقاء كلمات الأغانى بالعامية والفصحى، لو أنك مثلًا أحصيت عدد الأغنيات الفصحى التى رددها جيل «نجاة» مثل «وردة» و«شادية» و«فايزة» و«صباح» لاكتشفت أنهن جميعًا لم يتجاوزن فى القصائد المغناة عدد أصابع اليدين، بينما رصيد «نجاة» يصل إلى خمس عشرة قصيدة، منذ أن رددت للشاعر زكى الطويل والد الموسيقار كمال الطويل فى الخمسينيات (قل ادع الله إن يمسسك ضر)، وتتابعت بعد ذلك قصائدها لكامل الشناوى وسعاد الصباح، كان لنزار قبانى النصيب الأكبر منها.

«نجاة» و«عبدالحليم» وجهان لنفس العملة الغنائية، لا تبحث كثيرًا عن مساحات صوتية، إذا أردت كمال الصوت فأمامك «سعاد محمد» و«محمد قنديل» لا ينافسهما أحد، أما إذا أردت الإحساس فإن «نجاة» و«عبدالحليم» يصعدان للقمة، تملك «نجاة» من جمال الصوت أكثر مما تملك من كمال الصوت، ولا يوجد فى تاريخ الغناء العربى من استطاع أن يجمع بين الجمال والكمال سوى «أم كلثوم».

وتأتى بعد «أم كلثوم» فى المركز الثانى بمسافة «فايزة أحمد».. الأصوات الغنائية دائمًا ما يتنازعها إما الجمال الذى يفتح أمامها أجهزة استقبال الناس ومشاعرهم وآهات إعجابهم، أو الكمال الذى ندركه ونحصى درجاته بالعلم، «نجاة» امتلكت بمساحة صوتية محددة ولا أقول محدودة، تلك «الكاريزما»، التى يدعمها الجمال، إنها الجاذبية الخاصة التى تمنح للجمال حياة تضفى عليه شعاعًا من نور، لا تعرف بالضبط ما هو سرها ومفتاح شفرتها!.

مشوار «نجاة» الغنائى يقترب من 60 عامًا، بدأت منتصف الأربعينيات وهى طفلة تقف على كرسى حتى تطول الميكروفون، وتغنى لأم كلثوم عددًا من أغانيها مثل «يا ظالمنى» وتستمع لها بالصدفة «أم كلثوم» وتتوقع لهذه الطفلة مكانة مرموقة، ثم فى مطلع الخمسينيات يقدم لها «محمود الشريف» و«مأمون الشناوى» أول لحن خاص بها (أوصفولى الحب)، كان «مأمون الشناوى» يكتب عن مشاعر فتاة صغيرة فى مرحلة المراهقة تسأل عن الحب، بعد أشهر قلائل يتمكن «كمال الطويل» من أن ينطلق بها إلى ذروة جماهيرية مع كلمات «مأمون الشناوى» أيضًا فى (أسهر وأنشغل أنا).

حقق اللحن نجاحًا استثنائيًّا، ويكرر النجاح مع (ليه خلّتنى أحبك؟)، ثم يستوقف صوتها «محمد عبدالوهاب» ويقدم لها (كل ده كان ليه؟) أيضًا لمأمون الشناوى وبعد أن سجلتها بصوتها يغنيها «عبدالوهاب»، والناس تذكر عادة «كل ده كان ليه؟» بصوت عبدالوهاب، رغم أن مطربته الأولى هى «نجاة»، وبعد سنوات يواصل «عبدالوهاب» الطريق بـ«لا تكذبى»، «ساكن قصادى»، «أيظن»، «ألف أهواه» وغيرها، فهى و«عبدالحليم» كانا لهما النصيب الأكبر من ألحان «عبدالوهاب» فهما صوتان ينتميان «جينيًّا» للقبيلة الوهابية!.

الفنان الذى عانق القمة لا يمكن أن يغفر له جمهوره تنازله عن القمة، فابتعدت نجاة عن الغناء واحتفظت بالقمة، غنت قبل خمس سنوات (كل الكلام)، إلا أنها لا تعتبر عودة، فهى قد آثرت الانسحاب مكتفية بإشعاع صوتها الذى لا يخبو أبدًا.

وصف يومًا الكاتب والشاعر الكبير «كامل الشناوى» صوت «نجاة» قائلًا «إنه الضوء المسموع»، فهل رأيتم يومًا ضوءًا يعلن على الملأ وفى عز النهار اختفاءه، أمس كان عيد ميلادها، رغم أن كل أيام السنة تصلح لكى تصبح عيد ميلادها، نجاة تولد يوميًّا من جديد مع كل أغنية نعيد الاستماع إليها، وكأننا نسمعها لأول مرة!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاة سيدة الضوء المسموع نجاة سيدة الضوء المسموع



GMT 17:58 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الانتخابات الأميركية: خطر الآخر

GMT 17:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وباءات وطبيب واحد

GMT 17:53 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وماذا بعد قتل السنوار؟!

GMT 17:51 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

«لو كان... رجلاً لقتلته»

GMT 17:50 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ذاكرة لأسفارنا الأليمة

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:47 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية
المغرب اليوم - وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية

GMT 20:50 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ
المغرب اليوم - طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ

GMT 20:01 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

كواليس الاغتيال الذي هز لبنان بسبب قتل رفيق الحريري
المغرب اليوم - كواليس الاغتيال الذي هز لبنان بسبب قتل رفيق الحريري

GMT 10:23 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة لتجنب الجلطات الدموية وتصلب الشرايين
المغرب اليوم - تقنية جديدة لتجنب الجلطات الدموية وتصلب الشرايين

GMT 11:11 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية تضرب مدينتي فاس ومكناس تثير الرعب

GMT 06:26 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تعرف على أحدث هواتف شركة "شاومي" الصينية

GMT 19:45 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

زوجة تامر حسني تصدم متابعيها بإطلالة جديدة

GMT 10:46 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

يوسف القديوي يكشّف أسباب مغادرته "الجيش الملكي"

GMT 14:05 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

شباب الريف الحسيمي يفاوض لاعب غيني للتعاقد معه

GMT 08:18 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد السياح الوافدين على المغرب خلال عام 2018

GMT 10:28 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق تنسيق التنورة مع الحذاء في فصل الشتاء

GMT 06:06 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

باحثون يؤكدون أن عودة المراهقين لذويهم تؤدي إلى روابط أعمق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib