الصدق الإبداعى يتجاوز الحقيقة
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

الصدق الإبداعى يتجاوز الحقيقة!

المغرب اليوم -

الصدق الإبداعى يتجاوز الحقيقة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

مرت قبل أيام الذكرى الـ114 على ميلاد الشاعر والصحفى الكبير كامل الشناوى، عاش كامل الشناوى على هذه الأرض 57 عامًا، ولد فى 7 ديسمبر 1908م ورحل 30 نوفمبر 1965. لم يُصدر فى حياته سوى ديوان واحد (لا تكذبى)، بينما بعد الرحيل قرأنا عشرات من المقالات تغض الطرف عن كل شىء ولا يعنيها سوى (لا تكذبى)، بل إن الكاتب الروائى الكبير إحسان عبدالقدوس أحالها إلى رواية أطلق عليها (وعاشت بين أصابعه).

كان كامل الشناوى يشعر بأنه سيغادر الحياة مبكرًا، ولهذا كتب وصية لأحد أقرب تلاميذه إلى قلبه، وهو الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب، يقول له (يا أحمد أنت تصغرنى بعشرين عاما وسوف تعيش بعدى وأوصيك بأن تكتب مذكراتى)، ولم ينفذ وصية كامل الشناوى وكثيرًا ما كنت أسأله، فكان يقول لى: (قريبًا يا طارق ستقرأ)، ولم أقرأ شيئًا حتى رحيل الأستاذ الكبير قبل ثمانى سنوات.

ساخر كبير أيضًا، أحد أشهر وأخلص تلاميذه، محمود السعدنى، كتب عن كامل الشناوى فصلًا فى كتابه الممتع (الظرفاء)، وأصر أن يكتب المقدمة كامل الشناوى، ورحل كامل الشناوى قبل أن يقرأ الكتاب.

ذكر السعدنى العديد من الحقائق التى عاشها مع الشاعر الكبير، ولكن بعد الرحيل وجدنا الكل يأخذ كلمة من هنا وأخرى من هناك، ويدّعون أشياء لم تحدث، بعضهم استغل كتاب السعدنى وأضاف حكايات أخرى لا علاقة لها بالواقع، وأغلبهم اختصر حكاية كامل الشناوى فى قصة واحدة وقصيدة واحدة (لا تكذبى) مجرد خيال فى خيال فى خيال.

كامل الشناوى هو عمى، عرفته فقط بعيون الطفل، كنت أحفظ أشعاره، وأنا لا أدرك أغلب المعانى، كان أبى يقرؤها لى أولًا، وأنا أرددها بعده مثنى وثلاث ورباع.

وكان عمى بعدها يقول: (طارق ما عندوش الابتدائية ولا الإعدادية، عنده الأهم الاستعدادية)، ثم يمنحنى مكافأة، تعتبر ثروة، بمقياس تلك الأيام خمسة جنيهات تستطيع أن تضع أمام الرقم بعد التعويم الأخير للدولار أربعة أصفار، لتدرك كم كانت تساوى فى ذلك الزمان، وكم كنت أنا أساوى فى تقدير عمى.

كان كامل الشناوى يرفض أن يصدر كتابًا، لأنه أدرك حجم المسؤولية التى يعنيها أن يخترق حاجز الزمن كتاب يحمل اسمه، كثيرًا ما كنت أقرأ ما يكتب عنه بحكايات يرويها توفيق الحكيم وإحسان عبدالقدوس وأم كلثوم ومصطفى أمين ويوسف إدريس وموسى صبرى ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم وبليغ حمدى وكمال الطويل وفتحى غانم وسناء جميل ومفيد فوزى ومنير عامر وغيرهم من الكبار. بدأت أقرأ وأستعيد القصاصات الصحفية، بعض الكتب أصدرها عمى الشاعر والصحفى الكبير مأمون الشناوى، تضم بعض ما كتبه شقيقه الأكبر، ووجدت أمامى كنزًا لا ينفد من الإبداع الساخن بقدر ما هو ساحر.

أعترف لكم كم أنا مُقصر، ليس لأنه عمى، ولكن لأنه قامة وقيمة إبداعية فى الصحافة والشعر، حتى إنهم فى برنامج إذاعى يستضيفون فنانًا وصحفيًا ليتبادلا المواقع، سألته نجاة بأى صفة تدخل عالم الخلود الشاعر أم الصحفى؟ أجابها: (الشاعر وهناك أمارس الصحافة).

فى ذكرى ميلاد كامل الشناوى، استعدت كثيرًا من كتابته النثرية وأشعاره وازددت فخرًا واعتزازًا بها، وفى الوقت نفسه، شعرت بقدر كبير من التقصير، كم أنا مذنب فى حقه وحق القراء، لأننى لم أوثق كل ذلك فى كتاب يبحث ويدقق ويروى الكثير مما لم نحسن استيعابه أو حتى قراءته، وحتى يصبح ختامها مسكًا دعونا نستعد كلماته (ويشب فى قلبى حريق / ويضيع من قدمى الطريق / وتطل من رأسى الظنون / تلومنى / وتشد أذنى / فلطالما/ باركت كذبك كله / ولعنت ظنى)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصدق الإبداعى يتجاوز الحقيقة الصدق الإبداعى يتجاوز الحقيقة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 03:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
المغرب اليوم - حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib