شيرين قلب يغنى

شيرين قلب يغنى!

المغرب اليوم -

شيرين قلب يغنى

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

عندما يسألنى أحد مقدمى البرامج عن الصوت النسائى الأول فى مصر؟، بلا تردد أذكر اسم شيرين، مؤكد هى الأكثر حضورا ومصداقية، صوتها يدخل القلب مباشرة بلا طرقات على الباب، قلبها يسبق عقلها، هذا لو افترضنا أنها تراجع عقلها فى أى قرار تتخذه، عبدالوهاب كان يرى أن على المطرب إذا أراد الاستمرار أن يغنى بعقله، ولو أنه كان معنا الآن وتابع شيرين لتغير رأيه تماما، فهى تمنح عقلها إجازة وتستمع فقط إلى صوت قلبها.
نراها حليقة الرأس (ع الزيرو) ونكتشف بعدها أن الرأس الأملس (الزلبطة) يملك الكثير من السحر، ثم نتابعها وهى متجاوزة قدرة أى ميزان على الرصد لنتأكد أن سر الجمال يكمن فى تلك (الكلبظة) الزائدة عن كل المقاييس المتعارف عليها، لا تعرف غالبا ما الذى يقال علنا وما ينبغى أن يظل فى إطار الخصوصية، وما تفعله على الملأ وما ينبغى أن يظل داخل دائرة الأصدقاء.

وهكذا قبّلت يد طبيبها أمام الآلاف من حضور حفلها الأخير فى قرطاج، ورصد الملايين من خلال الشاشات تلك القبلة، الطبيب متخصص فى علاج السموم والإدمان، ومجرد إعلان اسمه سوف يثير عشرات من الأسئلة، فما بالكم بحضوره الحفل برفقتها وإعلانها الامتنان له، ولكنها لا تلقى بالًا لأى شائعة المهم أنها أرضت وجدانها.

شيرين مثل كل البشر تعيش بين الحين والآخر مشاكل عائلية، يتابع الناس التفاصيل، هى لا تدرك أن ما يجرى داخل البيت ليس مجاله الاستوديو، ربما كانت الفضفضة العلنية تعيد إليها شيئًا من التوازن.

عندما بدأت المشوار مع شروق الألفية الثالثة، كانت تتلقى ضربات تحت الحزام من عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين، وهناك فريق يُطلق عليها استخفافًا مطربة (بيئة)، وكان المقصود هو أن تتوجه الأنظار لمطربة أخرى (إيليت) تتشابه معها فى الاسم، أتذكر جيدا أن وردة كانت من عشاق صوتها، وفى أكثر من حوار تُثنى على طريقتها فى الأداء وتؤكد الاسم ثنائى شيرين عبد الوهاب، حتى لا يختلط الأمر على أحد.

(حبة فوق وحبة تحت) على رأى عدوية، فهى (زجزاجية) المشاعر، من الممكن أن تقرر فى لحظة الاعتزال، ليس من أجل لفت الأنظار، فهى دائمًا تستحوذ على كل الأنظار، ولكن لأنها تعيش حالة مزاجية متردية، كنت على الهواء فى أحد البرامج وطلب منى التعقيب على قرارها بالاعتزال، قلت لهم بعد أسبوع على أكثر تقدير ستتراجع، ولم يستغرق الأمر أكثر من 48 ساعة.

شيرين أحد أهم عناوين قوة مصر الناعمة، قدرتها على الجذب تجاوزت كل مطربات جيلها، لا تكذب ولا تتجمل فى حياتها ولا غنائها، عندما تعود للماضى وتغنى من التراث مثلما حدث فى (قرطاج)، تقدمه بإحساسها، هكذا أعادت (ودارت الأيام) لأم كلثوم، و(قلبه القاسى) لسعد عبد الوهاب، ولكن بأسلوب شيرين، إنه منهج أصحاب النبرة الصادقة فى استعادة القديم.

المطرب صاحب الطغيان يحيل كل التفاصيل إليه، عندما تقدم أغنيتها الخاصة، تشعر بأنها ملهمة للكلمة واللحن، وعندما تعيد تقديم شىء من الماضى تسمع فيه أيضا شيرين.

جمهور تونس بطبعه عاشق للإبداع، الشارع التونسى يعيش الفن 24 ساعة فى اليوم.

مهرجان قرطاج له هدف ورسالة، فهو يختار الأصدق ولم يضبط يومًا منحازًا لمطرب تونسى بسبب جواز السفر، ولكن لأنه أولًا يستحق، أطلت شيرين مجددًا، وسوف يواصل قلبها الغناء!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيرين قلب يغنى شيرين قلب يغنى



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 22:05 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يقول ما حصل في لبنان ليس هدنة بل اتفاق مستدام.
المغرب اليوم - هوكشتاين يقول ما حصل في لبنان  ليس هدنة بل اتفاق مستدام.

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib