دهشة الموت
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

دهشة الموت !

المغرب اليوم -

دهشة الموت

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لا يزال يدهشنى الموت، فى كل مرة أفقد عزيزًا أكتشف أننى أتعرف على الموت لأول مرة، أعلم أنه سر استمرار الحياة، لولاه ما كانت هناك حياة، النهاية تخلق البداية.

كلما مضت بنا الأيام ندرك أن من يغادرنا يأخذ جزءًا منا للعالم الآخر، نرحل بالتقسيط، ولهذا فى البداية لا نتعامل مع الخبر باعتباره نهاية حياة، ولكن بداية رحلة، وننتظر أن يتجدد اللقاء بعد نهاية الرحلة.

فى الجامع وقبل صلاة الجمعة، وجدت أخى عمر الشناوى، خبير مصرفى ويحاضر فى الاقتصاد فى العديد من الجامعات، كان طوال الأيام الماضية لا يكف الحديث عن الجنيه وعلاقته بالدولار، وكان يرى ضوءًا أبيض فى نهاية النفق المظلم.

أخى بالجينات وصديقى بالمشاعر بجوارى، إلا أنه فى صندوق بنى اللون، يطلقون عليه (نعش)، رغم أنه أحد أهم مظاهر الموت، حروف الكلمة تعنى الحياة، هل يشعر عمر بشىء الآن؟ هل هو يحب اللون البنى الغامق؟، أعلم أنه يهتم كثيرًا بالتفاصيل، لا أتصور سوى أنه اختار هذا اللون وعن سبق إصرار، أكيد كانت هناك اختيارات أخرى، أطيل النظر إلى النعش وعلى الفور أرى أخى بابتسامته الساخرة يمسح دموعى ويطبطب على كتفى.

إنهم يدركون كل التفاصيل، بل يختارون من يريدون توديعهم، إرادتهم لا تنتهى بمجرد الموت، يمنحونها لأقرب الناس إليهم لينفذوها فورًا.

هل يدرك الإنسان موعد رحيله؟ البعض يحكى أن هناك مثلًا من حدد بالدقيقة والثانية الموعد، وهو موقن من كل شىء وتعددت القصص، وهناك على العكس ما يؤكد أن فلانًا كان يخطط لعشرين سنة قادمة، ثم فاجأه الموت وهو فى عز الحياة.

يظل درس الموت ماثلًا أمامنا ولكننا عادة لا نتعلم، وأنا وعمر كثيرًا ما نختلف فكريًا، ولهذا لم أكن أتوقف عن مشاغبته وهو يبادلنى مشاغبة بمشاغبة، لا أتصوره كان يدرك مثلًا أن تلك كانت ليلته الأخيرة، بل ذهب فجرًا للمستشفى القريب من منزله، عندما شعر بضيق فى التنفس، وهو موقن أنه سيعود للمنزل؛ ثم فاضت روحه بعد لحظات إلى بارئها.. جاءنى تليفون فى الصباح الباكر ينعينى (البقاء لله)، ولم أدرك معنى الكلمة بالضبط، فلم تكن هناك أبدًا إرهاصات توحى بذلك أو تمهد له.

هل هو أيضًا فوجئ بملاك الموت؟ ربما كان هذا ما اعتقدته أنا، أو ما تصوره أقرب الناس إليه، ولكنه كان يعلم، هناك رسائل تصل إلينا من السماء، نحن لا نغادر القطار فجأة، ولكن ليس كلنا قادرين على فك شفرة الرسالة، ممكن أن تصبح تلك هى الإجابة النموذجية، ولدىّ إجابة أخرى أن البعض منا يحتفظ بالرسالة ولا يبوح بها حتى للدائرة القريبة، ترقب الرحيل أشق على النفس من الرحيل المفاجئ، ولهذا لا يبوحون أبدًا بالميعاد.

آخر رسالة تلقيتها من أخى، كان يطلب منى أن أستمع إلى تسجيل إذاعى من الأرشيف لعمى الشاعر الكبير كامل الشناوى، عثر عليه مؤخرًا، وأنا استمعت إلى كل أحاديث عمى، ولهذا لم أفتح (الرابط)، وسألنى برسالة (واتس آب) هل استمعت إليه؟ رددت: سمعته 20 مرة، وقرأت إجابته بعد خبر الرحيل: استمع إليه للمرة الـ21، واستمعت إليه قبل ساعات، وبالفعل كان عنده حق، المرة الحادية والعشرين تأملتها ببهجة ووميض مختلف.. وداعًا يا أخى والسلام أمانة على جميع من سبقونا!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دهشة الموت دهشة الموت



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib