كعكتى المفضلة يثير كالعادة غضب إيران
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

(كعكتى المفضلة) يثير كالعادة غضب إيران!!

المغرب اليوم -

كعكتى المفضلة يثير كالعادة غضب إيران

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

يستحق هذا الفيلم الإيرانى (كعكتى المفضلة) الكثير من التأمل، كشريط سينمائى ملىء بالشحنات الفنية، رغم أنه حاليا تحت مرمى السلطات الإيرانية، وهى حكاية تبدو متكررة خاصة فى مهرجان (برلين)، ولا أتصور أن إدارة المهرجان تتعمد اختيار المخرجين المعادين للنظام، بقدر ما يقع الاختيار على العمل الفنى الذى يستحق الحفاوة ويصادف أنه ممنوع من العرض أو أن صناعه ممنوعون من السفر خارج الحدود لأسباب سياسية. السينما الإيرانية كثيرا ما تصاحب عرض أفلامها معارك فى (برلين) وعدد من المهرجانات الأخرى مثل (كان) و(فينسيا).

المخرجون الكبار عندما تختار أفلامهم للعرض الرسمى بالمهرجان وتوجه لهم الدعوة للحضور، نكتشف أنهم مغضوب عليهم رسميا، ولا ينتهى الأمر عادة عند تلك النقطة الشائكة، بل يمتد إلى غضب إيرانى رسمى يزداد شراسة ضد المخرجين الذين يمثلون البلد لأنهم فى عرف الدولة متهمون رسميا بانتهاك القانون، أسماء مثل جعفر بناهى ومحمد رسولوف وأصغر فرهدى وغيرهم، تثير لدى النظام الإيرانى تحفظات على أفلامهم، وبعضهم ممنوعون أساسا من ممارسة المهنة كمخرجين للسينما، وآخرون سحبوا جوازات سفرهم.

المهرجان لديه هدف استراتيجى يفرض عليه الدفاع عن كل هؤلاء وغيرهم، انضم للقائمة هذا العام المخرجان الإيرانيان بيهتاش سانيها ومريم مقدم اللذان يتنافسان بفيلمهما (كعكتى المفضلة) على جوائز الدب الذهبى داخل المسابقة الرسمية فى المهرجان.

دافع مديرا المهرجان مارييته ريسينبيك وكارلو شاتريان عن الموقف الذى تتبناه الإدارة المنظمة فى الدفاع عن حرية التعبير، وكان المخرجان فى شهر أكتوبر الماضى قد احتجزا على يد الشرطة فى المطار عندما كانا فى طريقهما لباريس. ولم تكن المرة الأولى التى يجد فيها المخرجان أنهما يشاركان فى برلين، فقد سبق قبل نحو ثلاثة أعوام أن عرض لهما فيلم (أغنية البقرة البيضاء) الذى تناول عقوبة الإعدام فى إيران، ولكن لم يثر الفيلم ضجة لأننا كنا فى عز سطوة فيروس كورونا على الحياة.

على الجانب الآخر دافع اتحاد المخرجين فى إيران على حقهما فى السفر وممارسة المهنة، وهكذا سيطرت على الفيلم قبل عرضه الحالة السياسية التى أثارها، وهذا يظلم الشريط السينمائى الذى أراه واحدا من أجرأ الأفلام فى التعبير عن الموقف الرافض للعديد من (التابوهات)، وفى نفس الوقت حاول صناعه بقدر كبير أن يقدموا فيلما سينمائيا جريئا.

وأن يظل فى كل تفاصيل التعبير الدرامى مراعيا للحالة الإيرانية الرقابية بكل قيودها التى تفرض على المخرجين الابتعاد عن العنف والقبلات والعرى، إلا أن هذا الفيلم يحسب له قدرته الفكرية التى تحمل شغبا مع الدولة فى هامش مفروض أنه متاح فيه الأخذ والرد، إلا أنه عمليا، هناك من يقف شاهرا سيفا بحجة أنه ممنوع الاقتراب.

المرأة السبعينية تقابل رجلا فى نفس مرحلتها العمرية، كل منهما يعيش وحيدا، وتجمعهما ليلة فى شقة المرأة. قبل ذلك يقدم لنا الفيلم تفاصيل عن تلك المرأة خفيفة الظل التى تضع على رأسها نصف حجاب يظهر جزءا من مقدمة شعر رأسها، وهذا ممنوع بحكم القانون هناك.

نرى المرأة فى السوبر ماركت تتعامل ببساطة وبخفة ظل مع البائع، تحب الاستماع إلى الموسيقى، لا تنسى أن تطيل النظر فى المرآة وتضع بعض مساحيق التجميل، تنام على الكنبة فى الصالة، بدلا من السرير، فى لمحة تمنح ظلالا عن شخصيتها المتمردة، يأتى لها تليفون من ابنها نفهم من خلاله أنها تعانى الإحساس بالوحدة حتى مع أبنائها المسافرين خارج الحدود.

فى الشارع تصطدم برجل الشرطة يعترض عليها وهى فى طريقها للركوب فى الميكروباص، يمارس ضدها قدرا من العنف، وتنبهه إلى الخطأ ولكنه لا يكترث باحتجاجها، ندرك فى هذا المشهد أن هناك تمردا على الحجاب، فى الشارع، ويعلن عن نفسه مجددا بفتاة صغيرة نراها فى الشارع أيضا تغطى رأسها بنصف حجاب وتلتقى مع شاب فى الحديقة.

التفاصيل التى نراها تشير إلى ارتفاع منسوب الرفض الذى سبق أن تابعناه عمليا من خلال المظاهرات قبل نحو عام بسبب الحجاب.

تلك ليست هى قضية الفيلم، ولكن إحساس الوحدة الذى تعيشه هذه المرأة وهى تشعر باقتراب النهاية، تقرر الذهاب إلى الكافيتريا، تسمع حوارا مع سائق تاكسى تدرك أنه وحيد وتقرر أنه هو الجدير بأن يصبح أنيسا لها وتصبح هى كذلك بالنسبة له، وفى طريقهما لمنزلها، تبدو له الصفقة فى البداية مريبة ثم يطمئن إليها وهو فى طريقه لمنزلها، يطلب أولا الذهاب للصيدلية وندرك أنه يبحث عن (فياجرا).

الموسيقى العصرية الممنوعة، خاصة تلك التى يصاحبها الرقص، نستمع إليها. الإيرانيون، أقصد قطاعا منهم، لم تغادرهم أبدا تلك الأحاسيس فى عشق الموسيقى، تحتفظ المرأة بقنينة ضخمة من الخمر عمرها عقود من الزمن لم يقترب منها أحد، يتبادلان الكؤوس وتصنع له كعكة مفضلة لديها ونراه مستلقيا على السرير وندرك أنه لبى نداء ربه، ولم تكن تلك أبدا هى النهاية، موته كان منتظرا لأنه أسرف فى الحديث عن خوفه من الموت وحيدا، ما جاء بعد ذلك هو الأهم، وهى تضع قطعة من التورتة فى فمه قبل أن تحيك له كفنا من (اللحاف) الذى كان يتغطى به وتدفنه فى حديقة منزلها الصغيرة.

لن تسأل قطعا بعدها عن شىء متعلق بالموت، ولكن بالحياة، المؤكد أنها عاشت ليلة بعد ثلاثين عاما مع رفيق لها لم تكن بينهما مشاعر جنسية بقدر ما يجمعهما الاحتياج الإنسانى للآخر، ونراها فى لقطة ختامية فى الحديقة المدفون بها الرجل الذى آنس وحدتها. هناك مراعاة لكل التفاصيل التى تفرضها الرقابة هناك، مثلا فى الحمام وجدناهما فى مشهد كوميدى وبكامل ملابسهما تحت (الدش).

الإطار الخارجى ليس فى الحكاية بقدر ما هو فى الدعوة المبطنة لكشف مشاعر المجتمع الرافض للقيود، وأيضا الرغبة للتحرر من خلال سيدة ورجل طاعنين فى السن، إلا أن الرسالة فى النهاية وصلت. وبعيدا عن كل الملابسات المصاحبة لفيلم (كعكتى المفضلة)، فهو من الأعمال الفنية التى لا أتصور أنها من الممكن أن تغيب عن الجوائز عند إعلانها مساء السبت القادم!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كعكتى المفضلة يثير كالعادة غضب إيران كعكتى المفضلة يثير كالعادة غضب إيران



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 02:06 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يقود أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:16 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة تحرم نادي الرجاء من الزنيتي

GMT 02:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الصناعة السعودية تطرح 7 رخص كشف تعديني للمنافسة

GMT 09:21 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليزي بطرس تطرح منزلها للبيع بمبلغ 4 مليون دولار

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 05:52 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

وزير الداخلية يكشف تفاصيل خطة مساعدة المتضررين من البرد

GMT 23:46 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إندونيسيات يتدربن على الرماية للدفاع عن ارتداء النقاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib