السينما المصرية فى «22» تتنفس تحت الماء

السينما المصرية فى «22» تتنفس تحت الماء!

المغرب اليوم -

السينما المصرية فى «22» تتنفس تحت الماء

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

باستثناء فيلم (كيرة والجن)، الذى حقق نجاحًا استثنائيًا على المستويين التقنى والتجارى، لن تجد فى هذا الموسم سوى 24 فيلما، لأننى حتى كتابة هذه السطور لم أر الفيلم رقم 25 (نبيل الجميل أخصائى تجميل)، بطولة وإنتاج محمد هنيدى.

الحصيلة كمًا وكيفًا تدعو للأسف، هذا العام الذى نودعه بعد ساعات، شهد بدايات تعافى العالم من (كورونا) التى كانت أولى ضحاياها السينما، لأنها لا تنتعش إلا فى الزحام، بينما (كوفيد 19) لا ينتعش إلا أيضا فى الزحام!!.

(كيرة) يقف وراءه مخرج موهوب يحتل موقع الألفة حاليا بين جيله (مروان حامد)، وأيضا شركة إنتاج (سينرجى) قررت الخروج عن الصندوق ورصدت ميزانية ضخمة فى الديكور والتصوير خارج مصر، وجمعت لأول مرة بين أكبر نجمين يشكلان حافز جذب لشباك التذاكر كريم عبد العزيز وأحمد عز، الفيلم تاريخى فى قالب أكشن، مروان يجيد قراءة جيل الألفية الثالثة (زد)، وهكذا كانت الصورة على الشاشة شديدة الجاذبية مضبوطة على الموجة تماما.

120 مليون جنيه، إيرادات الفيلم، رقم استثنائى، إلا أننا لا نعزل الرقم عن زمن إنتاج الفيلم، وسعر التذكرة، وعدد السكان، وقبل ذلك القيمة الشرائية للجنيه، ومع الأخذ فى الاعتبار كل هذه العوامل سيوضع (كيرة) مع الزمن فى قائمة العشرين الأعلى تحقيقًا للإيرادات.

هناك أفلام أخرى حققت أرقاما، إلا أنها تبتعد كثيرا عن الطموح المرتقب، مثل أحمد حلمى فى (واحد تانى)، حلمى ينطبق عليه توصيف النجم الرقمى، يرتدى قميصا واقيا مصنوعا من الإيرادات، وبرغم أن حلمى موهبة يحيطها سور من الذكاء، إلا أن هذا السور تم اختراقه مؤخرا أكثر من مرة، يحتاج حلمى لالتقاط أنفاسه ليحدد الخطوة القادمة، فلقد قدم فى هذا الفيلم (إفيهات) غليظة تثير الاشمئزاز، متصورا أنها مضحكة.

لا يزال حلمى بالقياس لنجوم الكوميديا هو الوحيد الصامد رقميا، اخترق ما أطلقت أنا عليه (هرشة السنة الخامسة) تعودنا كل خمس سنوات أن يسقط نجم كوميدى ويأتى آخر، حدث ذلك مع هنيدى بعد خمس سنوات من القمة الرقمية التى بدأت من 97 وانتهت 2002، لينتزعها محمد سعد فى (اللمبى) حتى 2007، ليقتنصها بعدها أحمد حلمى فى (كده رضا)، وبرغم أنه لم يحافظ على تفوقه الرقمى إلا أنه لم يظهر بعد على الساحة نجم كوميدى جاذب للشباك، نجوم (مسرح مصر) و(مركز الإبداع) لم يحقق أى منهم ما يتيح له الوثوب للقمة، وهكذا لا يزال حلمى هو الكوميديان الأول رغم تراجعه.

هذا العام شهد أيضا انكماشا لأحمد السقا فى (العنكبوت)، فقدنا فى هذا الفيلم نجما يطلق عليه (سوبر ستار) متخصصا فى (الأكشن)، شهد الفيلم عودة منى زكى بقدرة استثنائية على التلون الدرامى.

تكتشف أن محمد إمام لا يزال مع المنتج أحمد السبكى يدرك تفاصيل اللعبة مع الجمهور، ويستطيع أن يقف والناس على موجة واحدة، يدرك محمد أنه ليس كوميديانا وتلك ميزة أن يعرف الفنان بالضبط إمكانياته، ويتعامل معها بواقعية، ولهذا يلاعب جمهوره بـ(الأكشن) ويستعين بنجم كوميدى يقف على عتبة البطولة المطلقة ولكنه لم يخط بعد العتبة، أقصد محمد سلام الذى يملك مفاتيح البهجة فى أدائه، بينما الجمهور ينتظر القوة العضلية لمحمد إمام، ونجحت تلك التوليفة التى قدمها حسين المنباوى، إلا أن إمام (الصغير) لا يزال يعيش فى جلباب أبيه، الكثير من اللمحات التى ارتبطت بعادل يعيد محمد تدويرها مجددا، ولأن عادل حالة استثنائية فى الضمير الجمعى المصرى والعربى، فالناس لا تزال ترضى بـ(تصبيرة)، طالما أن عادل إمام بات من الصعب رؤيته فى عمل فنى جديد، فلا بأس أن يجدوا فى محمد (رائحة الحبايب)، ولكن إلى حين.

أحمد عز قدم فيلمه الثانى (الجريمة) بعد (كيرة) مع شريف عرفة، وهو الوحيد من جيل كبار المخرجين لا يزال فى الملعب وعلى موجة الناس، رغم أن فيلم (الجريمة) ينطبق عليه توصيف جيد الصنع، طموحنا مع شريف عرفة أبعد من ذلك بكثير.

محاولات الرهان على نجمة شباك حققت نجاحا لا بأس به مع دنيا سمير غانم فى (تسليم أهالى)، شاركها البطولة هشام ماجد، لا تزال الفرصة سانحة للرهان عليها مجددا، حققت رقما من الممكن أن يحفز الآخرين على تكرار التجربة.

الرهان على كريم محمود عبد العزيز (من أجل زيكو) صحى وصحيح، فيلم خفيف، كريم كنت أراه فى البداية مجرد أحد توابع توريث النجوم لأبنائهم، إلا أنه فى (زيكو) رأيته ممثلا له شخصية وليس مجرد تنويعة على والده النجم الكبير محمود عبد العزيز، أغنية (الغزالة رايقة) لعبت دورا محوريا فى النجاح، حقق الفيلم أرقاما ليست هى الذروة، ولكنها تشير إلى أن كريم يمضى على الطريق، وبالقطع المخرج بيتر ميمى يثبت دائما أنه مخرج عصرى موهوب.

هذا العام تابعنا تامر حسنى كتب وأخرج ولحن وغنى وأنتج، الأرقام فى الداخل تراجعت عما كان يحققه من قبل، إلا أنه حقق أرقاما فى التوزيع الخارجى غير مسبوقة، والعهدة على الراوى، وتامر هو الراوى، فى كل الأحوال تامر هو أكثر مطرب بعد عبد الحليم حافظ سيترك رصيدا للسينما، عليه أن يستعين فى المرات القادمة بكاتب ومخرج يضيفا إليه.

محاولات خلق نجم لم تنجح مع كل من أحمد زاهر (فارس)، وباسم سمرة (لعبة الشيطان)، ولا أظن أن هناك من سيراهن عليهما مجددا فى البطولة، فهما نجمان فى الدور الثانى.

ويبقى الأفضل (كيرة والجن)، وأفضل نجم كريم عبد العزيز، وأفضل ممثلة منى زكى (العنكبوت)، ودنيا سمير غانم (تسليم أهالى)، وأفضل مخرج مروان حامد، وتحجب جائزة السيناريو، الموسيقى هشام نزيه، والتصوير أحمد المرسى، والمونتاج أحمد حافظ فى (كيرة والجن).

السينما المصرية فى خطر، بداية الخطر فى الرقابة التى يجب أن تتحلى بالمرونة لأنها تقتل خيال المبدعين بسبب تعدد الممنوعات وعدم امتلاك الرقيب الرحابة الفكرية، كما أن الدولة يجب أن تسعى لضبط أسعار التصوير فى الأماكن الخارجية، وبات ملحا عودة وزارة الثقافة لتقديم الدعم المتوقف منذ 6 سنوات، يكفى أن تقف الدولة داعمة لثلاثة أو خمسة أفلام كحد أقصى سنويا، الحالة أصبحت (جيم)، السينما المصرية تتنفس تحت الماء، فهل يسمع أحد أنفاسها اللاهثة؟!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السينما المصرية فى «22» تتنفس تحت الماء السينما المصرية فى «22» تتنفس تحت الماء



GMT 11:49 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

“التوجيهي المصري” آخر اختراعات البزنس الأردني

GMT 11:47 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رفع آثار الحادث

GMT 11:44 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

من صفحات التاريخ!

GMT 11:42 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

أدوية غيّرت تاريخ الطب

GMT 11:40 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

التكريم.. «جملة أم قطاعي»؟!

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:23 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة
المغرب اليوم - سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة

GMT 20:47 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية
المغرب اليوم - وجهات سياحية مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية

GMT 20:50 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ
المغرب اليوم - طرق تنسيق لوحات الفن التجريدي بديكور المنزل لخلق جوّ هادئ

GMT 10:23 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة لتجنب الجلطات الدموية وتصلب الشرايين
المغرب اليوم - تقنية جديدة لتجنب الجلطات الدموية وتصلب الشرايين

GMT 12:04 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

محمد ممدوح يكشف سبب ابتعاده عن البطولات المطلقة
المغرب اليوم - محمد ممدوح يكشف سبب ابتعاده عن البطولات المطلقة

GMT 07:08 2018 الإثنين ,05 آذار/ مارس

"مرسيدس" تكشف عن طرح سيارة " بنز E350d "

GMT 14:46 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

تراجع الأسهم الآسيوية والأوروبية وسط ترقب لقرارات الفائدة

GMT 20:14 2022 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المغربية تقبل 46 تعديلاً بمشروع قانون المالية

GMT 03:50 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز 7 مواصفات في مرسيدس "مايباخ" الفاخرة في 2021

GMT 15:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

سوق "الذبان" يتحوّل إلى قبلة الفقراء و المهمشين فى مراكش

GMT 08:02 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

تألق سكارليت جوهانسون في العرض الأول لـ "رف نايت"

GMT 19:27 2024 الخميس ,15 شباط / فبراير

مبابي يٌخطر باريس سان جيرمان بموقفه النهائي

GMT 22:14 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

قوة الدولار تعود لتضغط على أسعار الذهب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib