قصاصات الموتى مشاع للجميع
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

قصاصات الموتى مشاع للجميع

المغرب اليوم -

قصاصات الموتى مشاع للجميع

بقلم -طارق الشناوي

قرأت مؤخراً رسالة قاسية جداً يتم تداولها، موجهة من أحمد زكي إلى صديقه المخرج محمد خان، تستطيع أن تقرأ بين السطور، أنه كان يرد على رسالة عنيفة من خان، فقرر أن يوجه له الكلمة كلمتين واللكمة لكمتين، تاريخ الرسالة هو بالضبط مطلع الألفية الثالثة، حيث كانا يعدان معاً فيلم «أيام السادات»، الذي أنتجه ولعب بطولته أحمد وأخرجه في نهاية الأمر خان، الذي كان واحداً من أوائل المخرجين الذين راهنوا في البدايات على موهبة أحمد زكي، عندما كانت السوق السينمائية ترى في لون بشرته الأسمر ما يحول بينه وأداء أدوار البطولة، ربما كان خان يعتبر نفسه صاحب فضل على ما وصل إليه أحمد من نجومية، وهو ما أدى بين الحين والآخر لتوتر العلاقة بينهما، كيف أصبح ما هو خاص مباحاً على هذا النحو؟
بعد رحيل الفنان الشاب هيثم أحمد زكي، باع أخوه - من الأم - ووريثه الوحيد شقته التي كانت في الأساس شقة أحمد، ومن اشترى الشقة ألقى بتلك القصاصات على الأرض فتم التقاطها ونشرها.
لمن نوجه اللوم؟ لا تستطيع مثلاً أن تقول إن من باع هو المسؤول لأنه في النهاية غير ملزم بشيء، أغلب الورثة ينتظرون أن تهبط عليهم بسرعة الأموال، ولهذا يبيعون كل ما كان لدى موروثهم، كما أن من اشترى لا تعنيه هذا المخطوطات، ليست لدينا ثقافة إقامة متاحف عامة في البيوت التي عاش فيها كبار المبدعين لتضم بقاياهم، لقد زرت مثلاً قبل أقل من عامين وفي مئوية المخرج السويدي الشهير إنجمار بيرجمان، الفيلا التي كان يقطن بها، في جزيرة (فارو) ببحر البلطيق، والتزمنا جميعاً بكل الطقوس عند الدخول، التي تبدأ بخلع الحذاء، كل الأوراق الخاصة به تصفحتها، حتى «الشخبطة» على الحائط وعلى الأبواب، كما كان يحلو لبيرجمان أن يفعل مثل الأطفال، ودخلنا دار العرض الصغيرة التي أنشأها في الحديقة، وكان له طقس يحرص عليه في يوم مولده، يشاهد فيلم «السيرك» لشارلي شابلن، وهذا هو بالضبط ما فعلناه في هذا اليوم، كأننا نستعيد كل تفاصيل حياته، وبالطبع الفيلا ودار السينما مفتوحتان طول العام لعشاق بيرجمان.
يرحل مبدعونا ولا نفكر في أن أبسط حقوقهم علينا الحفاظ على الأماكن التي عاشوا فيها ولا تزال تحتفظ ببقايا أنفاسهم.
سبق أن فرطنا في فيلا أم كلثوم، بعد رحيلها عام 1975، طالبت كل الأقلام بتحويلها إلى متحف، وتقاعست الأجهزة الرسمية، فما كان من الورثة سوى أنهم باعوها لمستثمر هدمها وأحالها إلى فندق أطلق عليه اسم «أم كلثوم»، وكل ما فعله أنه استبدل بأرقام الغرف أسماء أغانيها، هذه «أنت عمري» وتلك «بعيد عنك» والثالثة «أنساك»... وهكذا.
الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان يقطن بشقة تبعد قليلاً عن فيلا أم كلثوم، ورحل عام 1991 وأيضاً طالب الإعلام بتحويل الشقة إلى متحف، ولم يتقدم أحد، وباعها الورثة، وحرمت الأجيال الجديدة من رؤية أين وكيف كان يعيش هؤلاء العمالقة. لم تنشر قصاصات خاصة لعبد الوهاب، لأن أبناءه كانوا حريصين على الاحتفاظ بها، بينما هناك، من لا يدرك أنه يبيع ما لا يجوز عرضه ولا التفريط فيه، فصارت خطابات أحمد زكي الخاصة والسرية مشاعاً للجميع، فمن ينقذ الموتى من الأحياء؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصاصات الموتى مشاع للجميع قصاصات الموتى مشاع للجميع



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 01:50 1970 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يوجه رسالة من غزة
المغرب اليوم - مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يوجه رسالة من غزة

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib