بقلم - طارق الشناوي
تبادل رواد (السوشيال ميديا) صوت محمد سعد فى الشارع وهو ينهال بالشتائم على فريق معاونيه، وكما هو واضح من (الكليب) لم يكن هناك صوت آخر، تحدى سعد معاونيه أن يسمع لأحدهم صوتا، الكل آثر السلامة ولاذ بالصمت، وكان هذا هو المشهد الوحيد فى مسلسل (الحاج إكسلانس) الذى حظى بالمتابعة الجماهيرية الواسعة.
مخرج المسلسل إبرام نشأت نفى أن يكون هو أو فريق العمل المقصودين بالشتائم، فى كل الأحوال مسلسل (إكسلانس) الذى يؤدى فيه محمد سعد شخصية الحاج حناوى التى لعبها من قبل فى فيلمه (كركر)، ولم يشعر أحد بحضوره أو انصرافه، بينما الكل سلى صيامه وسحوره على صوت صرخات سعد فى هذا الكليب.
سعد نموذج صارخ للموهبة التى لا يملك صاحبها فن إدارة الموهبة، وهكذا عانى كثيرا منذ انطلاقه المدوى فى اللمبى 2002.
عشنا زمن محمد سعد الذى امتدت به المقدمة الرقمية نحو خمس سنوات، وأدى الصراع إلى تناحر أكبر شركتى إنتاج وتوزيع، فى مصر، عندما دخلت الشركتان فى رهان على احتكاره، كانت أفلامه هى الفرخة التى تبيض ذهبا، وخريطة العروض السينمائية يتم التخطيط لها وفقا لموعد عرض فيلمه.
سعد تعود اختيار فريق العمل، ولايزال رغم أن اسمه فى السوق حاليا لم يعد يحقق الجذب، إلا أن ما ممكنه من البقاء على طاولة التفاوض أنه خليجيا لايزال يتمتع بقدر من الجاذبية، ومع زيادة سعر صرف الدينار والريال والدرهم بالقياس للجنيه صارت المعادلة الإنتاجية ممكنة. سعد ظل أسيرا لشخصية (اللمبى) بشكل مباشر أو غير مباشر وقبل نحو عشر سنوات ذهب للتليفزيون فى مسلسل (فيفا أطاطا)، مستعينا أيضا بتراثه القديم.
فى فيلم (الكنز) حاول مخرجه شريف عرفة أن يمنح الفرصة للممثل محمد سعد، كان مرشحا للدور فى البداية أحمد السقا، وعند اعتذاره توجه عرفة إلى سعد، الذى ظل فترة مترددا، حصل سعد على جائزة أفضل ممثل نحو أربع مرات من جمعيات سينمائية مختلفة، إلا أن كل ذلك لم يدفعه لكى يواصل التمثيل بعيدا عن (اللمبى) لأنه تابع إيرادات الشباك خاصة فى الجزء الثانى من (الكنز)، فلم يتحمس لتكرار التجربة، يومها كتبت تعليقا قلت فيه إن من أحضر العفريت يصرفه والذى جلب عفريت (اللمبى) هو المخرج شريف عرفة فى (الناظر) وهو من قرر صرفه فى (الكنز).
عندما عرض (اللمبى) كتبت عنه من فرط نجاحه التجارى ثلاث مقالات، حاولت فيها تحليل الموقف اجتماعيا، وعندما هوجم بضراوة من مجلس الشعب لأنه غنى (حب إيه) واعتبروه يسخر من أم كلثوم، دافعت عنه وعن هذا المشهد تحديدا، أما أطرف ما قيل عن (اللمبى) هو رأى مصطفى العقاد مخرج فيلمى (الرسالة) و(عمر المختار) عندما قال إن (اللمبى) أهم فنيا من فيلم يوسف شاهين (صلاح الدين).
سعد يعيش فى شرنقة تبعده عن الإعلام تماما، إلا أننى عندما كنت بصدد تقديم كتاب عن أستاذه حسن حسنى لتكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى، اخترقت الشرنقة، وأشاد سعد بأفضال أستاذه حسن حسنى، وعندما سألت حسن حسنى عن سعد قال لى إنه أحد أهم الموهوبين فى جيله، إلا أنه حاليا يركب (الزحليقة)، وكان يقصد تكراره لشخصيات قدمها من قبل، هل يستمع سعد إلى نصيحة حسن حسنى ويقفز بعيدا عن (الزحليقة)؟!.