بقلم - طارق الشناوي
هل عادل إمام هو السبب وراء تعثر خطوات رضا حامد؟ فى لقاء سابق له قبل نحو عامين مع الإعلامى أسامة كمال أشار إلى ذلك، وقبل نحو أسبوع مع ياسمين عز على قناة (إم بى سى) فى برنامجها (كلام الناس)، حاول التراجع وإلقاء اللوم على (السوشيال ميديا) واتهمها بالمبالغة، عندما أعدت المشاهدة أيقنت براءة (السوشيال ميديا)!!.
مسرحية (بودى جارد) عندما عرضت قبل عامين على منصة (شاهد) لم يجد الجمهور رضا حامد بين أبطالها، العرض استمر عشر سنوات، ومع ثورة 25 يناير توقف عادل إمام عن الوقوف على خشبة المسرح، المسرحية التى ستدخل التاريخ هى فقط تلك التى صورت بدون رضا.
قال رضا إنه بعد فيلم (أمير الظلام) بطولة عادل إمام، قالوا له لن يستعين بك فى أى فيلم قادم، لأنك أضحكت الجمهور، وأضاف أنه فى مسرحية (بودى جارد) كان يضحك الجمهور، قال له سعيد عبدالغنى (عادل ح يطردك، وأنا ح يتخصم منى 15 يوم).
وأضاف أنه فى كواليس المسرح سأل عادل إمام أن يشاركه فى أى عمل قادم سواء فيلم أو مسلسل؟ عادل قال له (أنا قدمتك وكمل أنت بعيد عنى)، لو سلمنا جدلا بصحة ذلك، فهل هذا هو سر تراجع رضا عن الدائرة؟ أم أن هناك عددا من المبدعين خاصة فى مجال الكوميديا، عليهم إعادة شحن البطارية؟ لا أنكر أننى لا زال يضحكنى رضا، الذى التقط نغمة متفردة فى الأداء الصوتى ارتبطت به.
إلا أن ما يعوق تدفق الضحك، هو التكرار، عندما يصل لمرحلة التشبع، مثلا محمد نجم وهو ما ينطبق عليه توصيف ممثل (الكاركتر) الأداء الواحد فى الصوت والحركة، كان مسرحه فى حى (الدقى) ينافس بقوة مسرح عادل إمام فى حى (الهرم)، حضور جماهيرى طاغ من المصريين والعرب، إلا أنها شخصية واحدة وهكذا مع الزمن تضاءل الضوء.
لا أحد يستطيع إطفاء موهبة، نعم (أهل مكة أدرى بشعابها) وهذا يعنى أن أبناء (الكار) هم أكثر من يستشعرون قيمة وعمق أصحاب المواهب التى تتحرك داخل نفس الدائرة، ومن الممكن أن يحاول بعضهم عرقلتها.
قال لى الكاتب الكبير أحمد الإبيارى إن إسماعيل ياسين اعترض على تواجد نبيل الهجرسى بجواره فى إحدى المسرحيات لأنه اكتشف أنه يسرق الضحكات، وأعاد تصوير المسرحية، ولم يوافق على عودته إلا بعد تدخل أبوالسعود الإبيارى شريك إسماعيل، وتعهد أن يلتزم الهجرسى بعدم إضحاك الجمهور!!، حكى المخرج الكبير نيازى مصطفى فى أحد البرامج أن نجيب الريحانى طلب إعادة تصوير نصف فيلم (سى عمر) مرة أخرى، عندما اكتشف فى المونتاج أن عبدالفتاح القصرى سرق الكاميرا.
عادل إمام حورب فى الستينيات من أكثر من نجم كبير مثل أمين هنيدى الذى كان يشترط إبعاده حتى يوافق على بطولة المسرحية، فهل توارى عادل إمام؟.
يجب أن نذكر إنصافا للتاريخ أن عادل صرح، أكثر من مرة، بأنه عندما استشعر موهبة محمد هنيدى فى (بخيت وعديلة) أضاف له مشاهد هو الذى كتبها، عادل أيضا قدم أحمد مكى فى (مرجان أحمد مرجان فى مشاهد تحسب قوتها الكوميدية لمكى، ولم يحذفها مثلا فى المونتاج؟.
لا أنكر قطعا الغيرة والخوف من سرقة الكاميرا خاصة على خشبة المسرح، لكنى أتحفظ فقط على أن نجعل نجاحنا أو توقفنا مرهونا برضا أو رفض النجم الكبير، رضا حامد ليس ضحية عادل إمام.. رضا حامد ضحية رضا حامد.