«كيرة والجن» فيلم أكشن يهتف بحب الوطن
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

«كيرة والجن» فيلم أكشن يهتف بحب الوطن

المغرب اليوم -

«كيرة والجن» فيلم أكشن يهتف بحب الوطن

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

مؤكد صدفة أن يُعرض فيلم (كيرة والجن) لمروان حامد، يوم عيد ميلاد الكاتب الكبير وحيد حامد، 78 عامًا، وأن أقرأ على الشاشة الإهداء بتوقيع مروان حامد (إلى الذى لا أزال أتنفس كلماته).. جاء الفيلم فى توقيت سحرى، من صُنع القدر، وكأن مروان يبعث رسالة إلى وحيد، ويتلقى فى نفس اللحظة رسالة من وحيد.

تأخر العرض نحو ثلاث سنوات بسبب (كورونا) وتوابعها، ينطبق على الفيلم توصيف ضخم الإنتاج، ليس فقط بسبب أجور نجميه كريم عبدالعزيز وأحمد عز، ولكن لأن الشاشة فى القالب التاريخى التوثيقى تعتمد على التفاصيل الدقيقة فى الزمان والمكان والملابس والديكور، وهذا بطبعه يحتاج إلى ميزانية ضخمة، مغامرة غير مأمونة العواقب، تصدى لها المنتج تامر مرسى، يقينًا مثل هذه التجارب دائمًا نعتبرها مجازفة لا يجرؤ عليها القطاع الخاص، وعلى الدولة لو أرادت أن تنتج، ولكن بحسبة إنتاجية مغايرة، من الممكن أن تصبح مشروعًا مدرًا للأرباح، بدليل تلك الأرقام التى حققها الفيلم مع بداية انطلاقه.

الأحداث تبدأ بمذبحة دنشواى التى لاتزال تسكن ضميرنا منذ 1906، دلالة على قسوة الظلم الذى فجّر فى الضمير الجمعى المشاعر الوطنية؛ كل المفارقات تجدها فى هذا الحادث، حتى إن القاضى فتحى زغلول، الذى أصدر الحكم بالإعدام على الفلاحين الأبرياء، هو الشقيق الأصغر لمفجّر ثورة 19 سعد زغلول.

الفيلم مأخوذ عن رواية (1919) لأحمد مراد، الذى يشكل ثنائيًا رائعًا مع مروان حامد، هما على موجة واحدة، مثل (الفيل الأزرق) بجزأيه و(تراب الماس).

يكتب مراد بعين سينمائية، يعبر الحدود بين المقروء والمرئى، ورغم ذلك عندما تتابعه على الورق يظل محتفظًا بلياقته الأدبية.

المخرج مروان حامد ابن هذا الزمن، وتلك هى نقطة الانطلاق الحقيقية للمبدع، أن تسمع فى صوته نبض اللحظة، وترى على الشاشة إحساسه بلغة تتحدث أبجدية الزمن الذى نعيشه.

لدينا مجموعة من كبار المبدعين على موجة واحدة، أحمد المرسى التصوير، وناهد نصرالله الملابس، وهشام نزيه الموسيقى، وباسل حسام ديكور، وأحمد حافظ مونتاج، إبداع متعدد الزوايا، تنضح الشاشة بتفاصيله.

قدرة على تسكين الممثلين حتى من يؤدى مشهدًا واحدًا، الفيلم كان واضحًا من (التترات) التى تحدد بنود التعاقد مع المتفرج، فهو ليس وثيقة تاريخية، حتى لا يحاسبه أحد طبقًا لما هو مدون فى التاريخ، ورغم ذلك فلا حرية مطلقة أمام الكاتب والمخرج، هناك ما هو أعمق وأبعد من الوثيقة المدونة، إنه الالتزام بروح التاريخ، وهو ما لم يخرج عليه مروان حامد فى كل التفاصيل، لا تستطيع أن تجرح روح الوثيقة، ولكنك تضيف إليها ملمحًا من الخيال يؤكدها.

كل شىء محسوب بدقة، فى بداية الشريط نرى وثيقة دنشواى وكأنها بداية قوس مفتوح، وكان ينبغى أن تغلق بقوس آخر، وثائقى فى مشهد النهاية، عند إعلان الرئيس جمال عبدالناصر جلاء آخر جندى بريطانى عن أرض المحروسة، ومشيرًا إلى أنها رحلة كفاح طويلة سبقت ثورة 52.

مروان يعبر إلى منطقة مختلفة فى تناول الفيلم الوطنى، دنشواى كانت هى حجر الزاوية للعديد من الأعمال روائيًا ودراميًا إلا أن المخرج يقدم وثيقته من خلال قانونه الخاص، مثلًا رأينا أحمد كمال، الذى يؤدى دور أحد رجال الجيش المصرى المتقاعد، بينما ابنه أحمد عز يعمل مع الجيش البريطانى، عندما يرتدى كمال زيه العسكرى ويشارك فى مظاهرة ويُقتل لأنه لم يقبل أن يقدم التحية العسكرية للمحتل البريطانى، كان المخرج حريصًا وأحمد كمال فى النعش أن تظل ابتسامة التحدى تعلو وجهه، دلالة على استمرار المقاومة، بينما فى مشهد آخر كريم عبدالعزيز يصطحب ابنه ويضطر مجبرًا أن يطلب من ابنه الطفل أن يقدم التحية إلى الضابط البريطانى فى الشارع، ويظل مشهد رحيل كريم يرسم على وجهه ملامح استمرار المقاومة.

الفيلم كان حريصًا على أن المعركة هى الوطن، بكل أطيافه المسلم والمسيحى واليهودى، المرأة والرجل، المثقف والأُمّى، الفلاح والصعيدى، وهكذا فى خلية المقاومة رأينا كل هؤلاء فى رسالة ناعمة عن الوحدة الوطنية.

تؤدى هند صبرى دور امرأة صعيدية مسيحية تشارك فى المقاومة، ويحبها أحمد عز رغم اختلاف الديانة، وعندما تخبره بأن لقبها غبريال، لا يتحول الأمر إلى خط نهاية، يحيطه بقدر من الابتسام، وتأتى ذروة الحب عندما تسعى لإنقاذه، فتحكى عن علاقة عاطفية مُختَلَقَة بينهما، وهكذا يُقيم أهلها فى الصعيد الحدّ عليها بالقتل.

قال الفيلم كل شىء واستطاع أن يعبر شاطئ الممنوع رقابيًا، فى العلاقة العاطفية بين المسلم والمسيحية، وذهب إلى ذروة درامية أبعد، اخترقت سقف الممنوع دون أن تضع الرقابة ولا المتلقى فى حرج.

الشخصيات تقف فى منطقة تتجاوز حدود الواقع، فأنت لا تحاسبها طبقًا لدوافع ومحددات صارمة، لأن بناءها يتجاوز ذلك، وفى نفس الوقت نحن لسنا بصدد فانتازيا يلعب فيها الخيال دور البطولة.. ميزان حساس أمسك به مروان، ووجدنا أمامنا الكل يتحرك فى تلك المنطقة السحرية، وتابعنا على الشاشة ممثلين أبطالًا، حتى لو المطلوب مشهد واحد أو مشاهد معدودة، ووجدت أمامى هند صبرى وروبى وأحمد كمال وسيد رجب وأحمد مالك وعارفة عبدالرسول وأحمد عبدالله وهدى المفتى، وأتوقف أمام الوجه الجديد رزان جمال التى أدت دور ابنة الضابط البريطانى وقصة حب تربطها بكريم عبدالعزيز بتلقائية وطبيعية أمام الكاميرا، كما منح مروان دورا مهما للارا إسكندر التي كانت لافتة في غنائها بحفل افتتاح طريق الكباش.

ويبقى بطلا العمل كريم عبدالعزيز وأحمد عز، تجد فى السنوات الأخيرة عز مفتاحه العقل الذى يرسم التفاصيل ويمنح الشخصية ملمحًا خارجيًا لإثارة بسمة، حتى فى أكثر المشاهد دموية، عقل عز يقظ يحسبها بأن الجمهور على الجانب الآخر ينتظر ما تعوّد عليه من نجمه المفضل، بينما كريم قلب تتلبسه الشخصية الدرامية وتفرض قانونها عليه، ولهذا حقق على الشاشة عمقًا يرسخ بعد نهاية اللقطة فى الوجدان.

قدم مروان حامد فيلمه الاستثنائى خارج قاموس السينما المصرية السائد، وكأنه هذه المرة يرنو للسماء الثامنة!!

مروان دائمًا لديه رغبة فى الانطلاق بعيدًا عما هو متعارف عليه، يقرأ جمهوره بدقة، قرر أن يقدم له وثيقة تاريخية وطنية فى قالب أكشن، زادت مساحة المعارك على حساب الميزان الدقيق للعمق الذى تبناه الفيلم، إلا أن مروان وكأنه يجلس فى الصالة مع الجمهور، يعلم أن هذا هو المطلوب لدى الشريحة الأكبر، داخل غطاء سينمائى جاذب ومحبب وجماهيرى.. كانت الشاشة تهتف بحب الوطن، واستحق فى نهاية العرض تصفيق الجمهور فى الصالة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كيرة والجن» فيلم أكشن يهتف بحب الوطن «كيرة والجن» فيلم أكشن يهتف بحب الوطن



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة

GMT 14:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الجنية الاسترليني الاثنين

GMT 01:56 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

التشكيلة الأساسية للوداد امام الراسينغ البيضاوي

GMT 13:01 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تليفون مطلي بالذهب الخالص هدية للفنانة دنيا بطمة

GMT 08:49 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

لمسات بسيطة تحوّل أريكتك إلى قطعة فنية هائلة

GMT 09:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى شعبان يتألق بإطلالة كلاسيكية وتفضيل للكاجوال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib