رجال ومنعطفات وبصمات
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

رجال ومنعطفات وبصمات

المغرب اليوم -

رجال ومنعطفات وبصمات

غسان شربل
بقلم - غسان شربل

يترك الأقوياء بصماتِهم على حياة دولهم وشعوبهم. والبصمات أنواع. بعضها يستلزم حقباً كاملة من الجهد لتضميد جروح ضحايا أصحابها. والتاريخ ليس مستودعاً محايداً لبصمات الأقوياء. يستقبل الوافدين إلى أنفاقه ثم ينهض ليعيدَ محاكمتهم. يترك شرفة استثنائية لمن قادوا شعوبهم على طريق التقدم والعدالة وبناء الجسور.

التاريخ مشرحة تعيد فتح الملفات والجروح والمحاكمات وتفكك الروايات المطبوخة بالعطور الرسمية ومساحيق التجميل. وللبصمة علاقةٌ بالرجل وقدراته، وبالمنعطف وحساسيته، وبثقل المسرح الذي يتحرك عليه. هربَ الربع الأول من هذا القرن سريعاً. انفجرت فيه العلوم المتراكمة والأبحاث وفتحت أبواب التقدم العلمي والتكنولوجي على مصراعيها. نحن الآن في عهدة زائر كبير اسمه الذكاء الاصطناعي. سيغير هذا الزائر عالمنا وأسلوب حياتنا وسيغني تجربةَ الطبيب والمهندس والمدرس والجنرال ومدير المخابرات. سنترك مهمة إنصاف العلماء وصانعي اللقاحات ضد الأوبئة ورواد التقدم الفكري والفني والثقافي للخبراء في هذه الحقول. نحن تكفينا مهمة البحث عن بصمات ملاكمي السياسة وفنونها.

أسرف الرئيس بوريس يلتسين في كل شيء. ترنّح وترنّحت معه روسيا الخارجة بجروح كثيرة من الركام السوفياتي. اختار يلتسين المغادرة مع القرن. عشية القرن الجديد سلّم مفاتيح الكرملين للضابط الوافد من غموض الـ«كي جي بي» وخيبة جدار برلين. أنقذ فلاديمير بوتين الاتحاد الروسي من التفكك وروّض بارونات المناطق وأخضع حيتان المال. هادئ وبارد ولا تعوزه القسوة. لا يحقّ لك رفض كأس السم إذا كانت هدية من القيصر. خدع السيد الرئيس الغربَ وأعاد بناءَ الجيش الأحمر الذي يقاتل اليوم على أرض أوكرانيا مستعيناً بالرفاق الذين أوفدهم حفيد كيم إيل سونغ.

كان بوتين ينتظر هدايا دونالد ترمب حين هبّت عليه رياح الانتكاسة السورية. يبتسم. كان بشار الأسد صعباً. يستمع إلى النصائح ثم يتناساها متوهّماً القدرة على الرقص على حبال كثيرة. لا يمكن إنقاذ القارب نفسِه مرتين. أمضى العالم ربع قرن مع بوتين الذي روّض الدستور والجنرالات وحرص في الفترة الأخيرة على العزف ببراعة على قيثارة الترسانة النووية. يستطيع بوتين أن يراجعَ مع «ضيفه» بشار الأسد قصة ربع قرن من عمر العالم.

حمل الربع الأول أيضاً بصمات رجل أطل في العقد الثاني منه، اسمه شي جينبينغ. منذ عام 2013 تسلم قيادة السفينة الصينية. رجل قوي غيّر قواعد اللعبة. طوى صفحة القيادة الجماعية و«أقنع» الصين بعدم صوابية حصر الرئاسة بولايتين. حارب الفسادَ بقسوة وانتهج سياسة خارجية أكثر حزماً. ولأنَّ الأحزاب تعشق الأقوياء، حجز له الحزب موقعاً موازياً لموقع «الربان العظيم». الزعيم الصيني بارع. ماوتسي تونغ ينام مُكرّماً في قبره. لم يبقَ من كتابه الأحمر غير آلة صارمة لفرض النظام وكبح «المنشقين». يمارس شي القيادة بصبر وبراعة. من حسن حظ العالم أنَّه لم يتهوّر ولم يقفز إلى تايوان على غرار ما فعل بوتين مع أوكرانيا. زعيم الاقتصاد العالمي ليس محظوظاً. بعد أسابيع سيعود اسمُ سيد البيت الأبيض دونالد ترمب. ستعود أميركا إلى ملاكمة الشبح الصيني بالرسوم وإجراءات الحماية.

بعد عام من تولي شي الرئاسة في الصين، سلّمت الهند مكتب رئيس الوزراء لرجل قوي أيضاً اسمه ناريندرا مودي وهو لا يزال مقيماً. خفض مودي مخاطر الاشتباك مع الجار الصيني وأفاد إلى أقصى حد من روسيا الغارقة في أوكرانيا من دون أن ينسى أنّ زعامة العالم معقودة لأميركا حتى إشعار آخر. تحولت الهند حاجةً لكثيرين. تحتاج إليها روسيا كيلا تصبحَ مجردَ أسيرة لحليفها الصيني، وتحتاج إليها أميركا لموازنة الصعود الصيني آسيوياً ودولياً. أفاد مودي كثيراً من ثمار السياسات الاقتصادية التي انتهجها سلفه مانموهان سينغ والتي ساهمت في تحديث الاقتصاد وعصرنته والانخراط في التقدم التكنولوجي ومكافحة الفقر. إقامة مودي الطويلة تساعده على ترك بصماته على ملامح بلاده في الداخل والخارج. اعتدنا على الكتابة عن الشرق الأوسط عبر البصمات التي تركتها الانهيارات كما حصلَ لعراق صدام حسين، أو ليبيا معمر القذافي، أو سوريا بشار الأسد، أو بصمات الحروب التي يديرها بنيامين نتنياهو. ولطالما حلمنا بأن تطلَّ دول الشرق الأوسط ببصمات أخرى تفتح أبواب المستقبل بدلاً من أن تحك جروح الماضي.

في النصف الثاني من العقد الثاني أطلَّ من السعودية شابٌ اسمه محمد بن سلمان. استحقَّ الشَّاب ثقةَ والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي رأى فيه عراقةَ الماضي ولمعانَ المستقبل. القدرة على الاتصال بالناس موهبة تصنع الفوارق والمنعطفات والبصمات. شعر الجيلُ السعودي الشاب أنَّ سانحة تاريخية تطل فتقدم لملاقاتها. انعقدت أواصرُ الحبّ والولاء والودّ بين الطاقات المنتظرة ومهندس الأحلام والأرقام في «رؤية 2030». وهكذا انكسرتِ الأقفال التي كانت تحجب القدرات وتصادر المساحات والساحات. البلادُ ورشةٌ لا تنام والأحلام تُترجم وتفتح الباب لمزيد من الأحلام. إصلاحات تحولت نهضة شاملة وتغييرات عميقة في الاقتصاد ومناحي الحياة. سرى في عروق المجتمع أملٌ استقطب أجيالاً متعددة بعدما شعر الجميع أنَّ مستقبلاً زاهياً سيحرس عراقة الماضي.

التقدم والاستثمار والازدهار والشراكات والتعاون ومحاربة الفساد وتحسين مستوى حياة الناس. الصحة والتعليم والتقدم التكنولوجي والبيئة والابتكار والتدريب والإتقان والمسؤولية المحلية والإقليمية والدولية. مفردات يسمعُها زائرُ السعودية التي خرجت من نزاعات الماضي لتركز على قيم التلاقي والتعاون وبناء الجسور. وفي مقابل نهضة الداخل تعزّز حضور السعودية إقليمياً ودولياً وتقاطر الزوار لمعاينة التجربة الجديدة والبحث عن فرص استثمار ومصالح مشتركة.

سريعاً ظهرت بصمات محمد بن سلمان على حياة بلاده. تقدّم تجربته نموذجاً يخاطب عقول وقلوب كثيرين في العالم العربي والإسلامي. قدرنا ليس الاصطدام بالعالم بل امتلاك شروط الانخراط فيه والمشاركة في صنع مستقبل أفضل للأجيال المقبلة. يبدو محمد بن سلمان عنيداً في أحلامه. يدعو زائره إلى عدم اليأس من أحوال المنطقة. يذهب إلى حدّ الحلم بمستقبل للشرق الأوسط يشبه المشهدَ الأوروبي. وفي صناعة المستقبل لا بدَّ من علاقات متكافئة ومثمرة مع بكين وموسكو، وطبعاً مع واشنطن التي تستعد لعودة ترمب. في نهاية عامٍ وربع قرن يحقُّ للعالم أن يحلمَ بأيام أفضل ويحق لأهل الشرق الأوسط أن يرتكبوا مثل هذا الحلم رغم قسوةِ المشاهد الوافدة من مستشفيات غزة وسجونِ دمشق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجال ومنعطفات وبصمات رجال ومنعطفات وبصمات



GMT 20:11 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 20:09 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لا تنسوا 420 مليونًا عند “الكردي”

GMT 20:06 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 20:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 20:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 19:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 19:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

سلاح الغاز!

GMT 19:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

كان يحتال على الطبيب

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib