عقدان في عهدة القاتل الكبير
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

عقدان في عهدة القاتل الكبير

المغرب اليوم -

عقدان في عهدة القاتل الكبير

غسان شربل
غسان شربل

إذا كنت من أبناء «الشرق الأوسط الرهيب»، لا غرابة أنْ تشعرَ أنَّك أمضيت عقدين كاملين في عهدة قاتلٍ كبير اسمه 11 سبتمبر (أيلول) 2001. أعرف عزيزي القارئ أنْ لا أحد يريد ثبات هذا النوع من المواعيد المؤلمة في ذاكرته. لكنَّه يومٌ لا نستطيع أن نغسلَ أيديَنا منه أو أن نغسلَ مصائرَنا من شراراته.

يلتهم الوقت حرارة الأحداث. يحجّمها مقدمةً لإحالتها إلى النسيان. ذلك النهار الرهيب لا يزال يقاوم. أنجب جيشاً من الأرامل والثكالى والأيتام في الضربة الأولى. ثم أنجب نهراً من الجثث في عواصمَ وخرائطَ كانت بمعظمها في هذه المنطقة الشائكة المعروفة بالشرق الأوسط. لا تستطيع دولة الادعاء أنَّ دويّ تلك الهجمات لم يؤثر عليها وفي برنامجها ومخاوفها وخريطة الأصدقاء والأعداء.

نهر جثث وأكثر. كانَ من الصعب تصور الجيش الأميركي يطبق على تضاريس أفغانستان الصعبة من دون ذريعة، بحجم امتناع «طالبان» عن تسليم المرتكب المقيم في أراضيها. كان من الصعب تصوُّرُ رؤية دبابة أميركية تقتلعُ تمثالَ صدام حسين من ساحة الفردوس، من دون إصابة الإمبراطورية الأميركية بجرح كبير في كبريائها بفعل ذلك اليوم الرهيب. كان من الصعب تصور جسدِ صدام يتأرجحُ على حبل المشنقة وسط هتافات التشفي. لقد فتح ذلك النهار البابَ واسعاً لنهر من الجثث ما كانت لتكون لولاه. جثة رفيق الحريري. جثة معمر القذافي. جثة علي عبد الله صالح. جثة أبو بكر البغدادي. جثة قاسم سليماني. كأنَّ هجمات 11 سبتمبر فتحت أبوابَ الجحيم على مصراعيها. قصفٌ بلا رحمة. واغتيالاتٌ بدمٍ بارد. وأحزمة ناسفة. ومطالب محقة وغير محقة. وجماعات بريئة تطحنها القسوة. وجماعات تتوكأ الظلام لمحاربة الظلم، وتأتي النتيجة خرائط متصدعة وجيوشاً مشلعة وفصائلَ وميليشياتٍ ومقابرَ جماعية ومناطقَ نفوذ موزعة على أعلام الداخل والخارج.

كان الغرض من هجمات 11 سبتمبر اغتيال هيبة أميركا ورموز قوتها ونجاحها واستدراجها إلى نزفٍ قاتل كالذي أُصيب به الاتحاد السوفياتي في رحلته الأفغانية. وكان الغرض أيضاً إشعال خط التماس بين الغرب والعالم العربي والإسلامي وعلى أمل تكرار تجربة الجهاد التي حصلت ضد السوفيات. لم يتحقق هذا الغرض، إذ وقفت الدول الرئيسية في العالم الإسلامي في مواجهة الإرهاب، ومحاولات شطر العالم فسطاطين يستحيل التعايش بينهما. في المقابل ارتكبت أميركا خلال عمليتها الثأرية أخطاء قاتلة أدَّت إلى زعزعة توازنات تاريخية في الشرق الأوسط. وببساطة يمكن القول إنَّه لولا هجمات 11 سبتمبر لما رأينا العراق بلا صدام، ولما سمعنا جنرالاً إيرانياً يتحدث عن إدارة أربع عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء.
غيّرت هجمات ذلك اليوم الطويل ملامحَ إقليمية ودولية. غرقت أميركا في حربين صعبتين ومكلفتين. أتاح ذلك للرجل الذي دخل الكرملين عشية ولادة القرن، الإفادة من الوقت الضروري لترتيب أوراقه وتعزيز سيطرته وشحذ أدواته. لولا غرق أميركا في الحربين لما رأينا فلاديمير بوتين في وضعه الحالي بعدما هزَّ أوروبا في أكثر من مناسبة ورابط على المتوسط. سمح الانشغال الأميركي للرئيس الروسي بتنظيم رقصة معقدة على الأرض السورية مع الإيراني والتركي والإسرائيلي.

وما يقال عن روسيا في العقدين الماضيين يُمكن أن يُقال بالدرجة نفسها عن الصين، خصوصاً بعدما توّج الحزب زعيمه الحالي شي جينبينغ الذي طوى صفحة القيادة الجماعية. وبينما كانت أميركا تنفق الدم وتريليونات الدولارات في حروب بلا نهاية، كانت روسيا ترمم ترسانتها ودورها، وكانت الصين تحجز موقعها بوصفها «مصنع العالم» وتتقدم على طريق الحرير.
أثَّر عالم 11 سبتمبر على مصائر كثيرين. في ذلك النهار كانت طائرة الملك عبد الله الثاني في طريقها إلى واشنطن. لم يتوقع الرجل الذي تولَّى المقاليد قبل عام من إطلالة القرن الحالي أن تُمضي بلاده عقدين صعبين. عقدان وهي تحاول التعايش مع النار العراقية والنار السورية، فضلاً عن التوتر المزمن بفعل ترابط المصير مع الشعب الفلسطيني. هذا من دون أن ننسى النار التي كانت بين حين وآخر تخترق حدود البلد وسواء كان اسمها «القاعدة» أم «داعش».
بشار الأسد كان معنياً هو الآخر بذيول ذلك اليوم الطويل. أقلقه وجود القوات الأميركية على حدوده مع العراق، فتشارك مع إيران في إفشال محاولة أميركا دعم حكومة ديمقراطية موالية للغرب في بغداد. لكن بشار الذي نجح في تفادي النار الأميركية وذيول الانسحاب من لبنان بعد اغتيال الحريري، لم ينجح في منع الانفجار الكبير في الداخل السوري، وإن استطاع البقاء بفضل ولاء مؤيديه ودعم روسيا وإيران. في عالم 11 سبتمبر تحولت سوريا ملعباً بعدما كانت لاعباً. أما لبنان فتحول ركاماً يفتقر -لا إلى الدور- بل أيضاً إلى الحد الأدنى من شروط العيش. وكان للعالم الذي وُلد من هجمات نيويورك وواشنطن تأثير واضح على حجم الدور التركي ورهانات رجب طيب إردوغان وتدخلاته.

هل تعبت أميركا من الإقامة في عالم 11 سبتمبر بمعاركه وأخطاره وتكاليفه؟ هل قررت ترك جمر تلك الخرائط الصعبة بين أيدي أبنائها وجيرانها؟ ربما لم تعد لديها لا الرغبة ولا القدرة على بناء عالم يشبهها. هل تراها تعتقد أنَّها حين تنسحب تصبح بعيدة في حين أن إشعاعات مفاعل التطرف يمكن أن تصيبَ روسيا والصين أكثرَ مما تصيبها؟
لا يمكن إحصاء تكاليف الإقامة في عهدة قاتل اسمه 11 سبتمبر. إنَّه يومٌ باهظ لم يستطع أن ينافسه أي يومٍ آخر لجهة حجم أضراره وعدد ضحاياه. وحده «كورونا» يتقدَّم حالياً لحرمان «يوم الغزوتين» من هالة القاتل الكبير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقدان في عهدة القاتل الكبير عقدان في عهدة القاتل الكبير



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib