حين يرجع العراق
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

حين يرجع العراق

المغرب اليوم -

حين يرجع العراق

غسان شربل
غسان شربل

العراق الذي استضاف قمة «التعاون والشراكة» قبل يومين هو بالتأكيد غير العراق الذي استضاف القمة العربية في 2012. أشياءُ كثيرة تغيَّرت في العراق وحوله وفي المشهد الدولي أيضاً. لكن أبرزَ ما تغيَّر في بغداد هو انطلاق عملية هادئة وجريئة تهدف إلى إعادة العراق إلى العراق. وشاءت الصدفة أن تنعقد القمة في بغداد فيما تسابق أميركا الوقت للخروج من قفص مطار كابل، ما أكدَ الحاجة إلى تبريد التشاحن الإقليمي.

من عايش عن قرب السنوات الشائكة التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق وبعدها غزو «داعش» لقسم من أراضيه يعرف حجم الأخطار التي كانت محدقة بهذا البلد. قبل سنوات كان يمكن للمتابع أن يسمعَ أن العراق غرق في مستنقع لا خروجَ منه، وأنَ الحرب بين مكوناته طبيعية، وأن الزواج كان قسرياً والودَّ كان مزيفاً. وكان يمكن أيضاً سماع أن إقامة الأكراد في العراق الاتحادي لن تطول على رغم ما رسمه الدستور وأنهم سيختارون الابتعاد عن العراق «المريض». وقبل ذلك بسنوات كان هناك من يقول إنَّ الآلة الأميركية الهائلة أطبقت على بغداد، وإن العراق سيدور في فلكها لعقود طويلة. وبعدها كان هناك من يقول إن ملامحَ الدولة العراقية آخذة في الإمحاء لمصلحة إدارة إيرانية مباشرة وإن تغطَّت بالفصائل.
الذين خافوا من العراق الأميركي سرعان ما تنفسوا الصعداء بعدما ظهر جلياً أنَّ النفوذ الأميركي غادر قبل مغادرة الجنود الأميركيين. والذين سلموا بالمصير الإيراني للدولة العراقية يكتشفون في الآونة الأخيرة أنَّ العراق التابع لإيران ليس جذاباً لأهله، وليس مقبولاً في المنطقة وليس مرحباً به في العالم. في المقابل بدا واضحاً أن لا مكاسب يجنيها العراق من الانزلاق إلى خانة العداء لأميركا. وبالمنطق نفسه بدا أن لا مكاسب يجنيها من الانزلاق إلى خانة العداء لإيران وإيقاظ كل الذكريات المؤلمة. وتزايدت القناعة أن العراق الأميركي مشروع مشكلة، وليس مشروع حل، وأنَّ العراق الإيراني مشروع اشتباك طويل يطيح فرص الاستقرار والازدهار.

في ظلّ هذه القناعات التي أكدتها تجارب باهظة، تبلورت في السنة الأخيرة ملامح مشروع يقوم على استعادة العراق العراقي ومن دون أن يكونَ جندياً في هذا المعسكر أو ذاك. العراق الذي عانى الأمرين من الصراعات على أرضه، وخصوصاً من الاشتباك الإيراني - الأميركي، راح يحلم بأن يكونَ أرضَ حوار بين أهل الإقليم وبينهم وبين القوى الكبرى الحاضرة في المنطقة. وهكذا تبلور ما يشبه الصيغة التي تقوم على نهج التعايش والاعتدال والرهان على الدولة ومؤسساتها في الداخل وعلى الحوار واحترام المصالح المتبادلة في الخارج والتعامل بمنطق الدول السيدة لا بمنطق الإملاء والإكراه. وأظهر مسؤولون عراقيون رغبة أكيدة في أن يصب أي تقليص لأي نفوذ خارجي في رصيد الدولة العراقية لا في رصيد قوى الأمر الواقع.

كان على مؤسسات الدولة العراقية أن تستعيدَ صدقيتها لدى المواطن ولدى العالم أيضاً. لا يستطيع العالم الوثوق بدولة إذا كان قرارها موزعاً على الفصائل التي يدير بعضها صواريخ جاهزة للاستخدام ومسدسات كاتمة مستعدة لاصطياد الناشطين. ولم يكن أمام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي غير التمسك بسلاحي الصبر والإصرار في المبارزة الطويلة بين منطق الدولة ومنطق الفصائل. وأفاد الكاظمي في هذا المجال من شوق العراقيين إلى الدولة، وشعور أهل الإقليم والعالم بأن عودة العراق العراقي حاجة عراقية وإقليمية ودولية.

كانت ملامح «العراق الجديد» واضحة في خطب برهم صالح ومصطفى الكاظمي وتصريحاته. الدولة. الدستور. المؤسسات. احترام إرادة الناخبين. وسيادة العراق. ورفضه أن يكون ساحة لحروب الآخرين. ورفضه أن يكونَ مصدر تهديدات لجيرانه. ورفضه الانزلاق إلى المحاور. ورغبة العراق في بناء الجسور في كل الاتجاهات. وأن يكونَ أرضَ حوارٍ لا مسرحَ صِدامٍ.
لا يستطيع أحد الادعاء أنَّ الصورة ورديةٌ وأنَّ المهمة أنجزت. لكن يمكن القول إن العراق استطاع تحقيقَ خطوات بارزة في إعادة إعمار علاقاته داخل الإقليم وخارجه. هذا لم يحدث مثلاً في سوريا. ولا يبدو وارداً في لبنان بسبب الغيبوبة المطلقة لسلطاته التي تنشغل بالمساحيق فيما البلد مندفع نحو النار.

من التسرع القول إنَّ «العراق الجديد» حسم المعركة لصالحه. ثمة من لا يزال يصر على التعامل مع «الساحة العراقية» بدلاً من الدولة العراقية. والساحات تعني السلاح المنفلت ومواسم الاغتيالات والاستقواء على الدولة وتقاسم الخرائط ومن عليها.

وعلى رغم المخاض الصعب الذي ستكون الانتخابات القريبة علامة فارقة فيه يواصل العراق تقدمه لتحسين صورته في الداخل والخارج. في رحاب مشروع «العراق الجديد» استضافت بغداد قمة «التعاون والشراكة» التي شملت دول الجوار وتعدتهم. تمكن العراق من جمع خصوم تحت سقف واحد لتشجيعهم على التحاور كي يكون متنافسين لا أعداء. وأتاح المناخ الفرصة للقاءات عربية - عربية كانت تبدو متعذرة قبل عام. وكانت بغداد سجلت نقطة في دبلوماسية التسهيل حين ساعدت على انعقاد اتصالات سعودية - إيرانية واستضافتها. ولا مبالغة في القول إنَّ القمة كانت مهمة بمكان انعقادها ومستوى المشاركة وما دار على هامش جلساتها. أما «الخطأ» البروتوكولي الذي ارتكبه الوزير حسين أمير عبد اللهيان فهو من الأسباب التي تزيد الحاجة إلى القمة، سواء كان خطأ أم رسالة تغطت بخطأ.

عودة العراق العراقي حقٌ لأبنائه ومكسبٌ لأمته. عودة سوريا السورية من القماشة نفسها. ويمكن قول الشيء نفسه عن لبنان واليمن. تعبت المنطقة من الساحات المستباحة والجيوش الصغيرة. الدولة وحدها توفر وسادة استقرار وفرصة ازدهار. كانت بغداد قبل عقدين بداية دورة من الانهيار. يأمل العربي أن تكونَ عودة العراق بداية أيام مختلفة في دول الجوار وأبعد منها. والأكيد أن عودة العراق إلى دوره تعيد قدراً من التوازن الذي اختل في غيابه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يرجع العراق حين يرجع العراق



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib