تمرد «فاغنر» أضعف روسيا وأنقذ رئاسة بوتين
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

تمرد «فاغنر» أضعف روسيا وأنقذ رئاسة بوتين!

المغرب اليوم -

تمرد «فاغنر» أضعف روسيا وأنقذ رئاسة بوتين

هدى الحسيني
بقلم : هدى الحسيني

في مقابلة صحافية نشرتها صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية مع قائد ميليشيا «فاغنر» يفغيني بريغوجين، في 14 أبريل (نيسان) الماضي، قال إنه حامي الحمى الأول للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد غرّدت زوجة المعارض الروسي أليكسي نافالني بأن بريغوجين لا يكذب في قوله، فهو الطاهي الذي وثق به بوتين ليطعمه ويصبّ له الشراب، وهو المتذوق الأول من صحن الرئيس للتثبت من خلوّه من السم، ولهذا فقط كان حامي حمى بوتين. ولكن بعيداً عن تاريخ بريغوجين فإن قيادته قوات «فاغنر»، الميليشيا الضاربة التي أنشأها بوتين لتنفيذ العمليات القذرة، لم تكن سوى لثقة بوتين بولائه ومازوشيته القتالية حيث لا مكان فيها للرحمة أو الشفقة. ويبقى التساؤل عمّا حدث ليتحول الطاهي ذائق طعام الرئيس خائناً طاعناً في الظهر، وينتهي به المطاف ليصبح منبوذاً منفياً في بيلاروسيا، وإن كان الأمر غير مؤكد أنه صار هناك.

تتفاوت النظريات فيما حدث، فهناك من يقول إن إقدام قوات «فاغنر» على احتلال مدينة روستوف وبدء توجهها نحو موسكو بدا كأنه محاولة انقلابية للاستيلاء على السلطة، أو كان ما حصل أمراً مدبراً من بوتين بهدف إظهار نفسه كضحية لمن وثق بهم واعتمد عليهم لحسم العملية العسكرية في أوكرانيا فخانوا العهد وخذلوا الأمة، وبهذا يصبح المجرم ضحية وتنتقل مسؤولية الفشل إلى الخونة. وهناك نظرية أخرى تقول إن بريغوجين تم احتواؤه من الاستخبارات البريطانية والأميركية (ويليام بيرنز رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية قال في لندن الأسبوع الماضي إنه لا دخل لبلاده) التي أقنعته بخطة الهجوم على موسكو واحتلال وزارتَي الدفاع والداخلية وتطويق الكرملين مع قطع شامل لوسائل الاتصالات، مما سيؤدي إلى سقوط بوتين، وقد اقتنع قائد «فاغنر» بالخطة وأقدم على تنفيذها إلا أنه تردد وهو على بُعد 400 كلم من موسكو وأعلن عن التراجع لقاء موافقة بوتين على اقتراح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، إعطاءه لجوءاً سياسياً في مينسك. وأيضاً هناك نظريات أخرى وجميعها لا تتعدى التكهنات. إلا أن المؤكد أن نظام بوتين في مأزق كبير، وهناك تشكيك في مقدرته على الخروج منه سالماً، وسيبقى غارقاً في مستنقعات أوكرانيا لأشهر طويلة إذا لم يكن لسنوات.

أثارت مسيرة بريغوجين نحو موسكو في نهاية الأسبوع قبل الماضي دهشة حتى أكثر المراقبين المخضرمين في السياسة الأوروبية. على الرغم من أن التوترات بين بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية كانت واضحة لعدة أشهر، إلا أن الاستيلاء المفاجئ على مدينة روستوف الروسية الجنوبية من شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة في 24 يونيو (حزيران) أجبر الكثير من المحللين على إعادة تقييم افتراضاتهم حول استقرار الدولة الروسية.

في حين يبدو أن رسالة صوتية موجزة من بريغوجين والخطب العامة التي ألقاها بوتين تمثل نهاية هذه المرحلة من الأزمة، ولا يزال الكثير منها غير واضح.

أعلن لوكاشينكو أن بريغوجين اختار المنفى في مينسك، وعرض بوتين على قوات «فاغنر» الاختيار بين البقاء مع المجموعة والاندماج في الجيش الروسي. ولكن حتى الآن لم يكن هناك تأكيد بصري ملموس لأي شيء يتجاوز عودة قوات «فاغنر» إلى قواعدها. في حين أن المدعين العامين الروس قد أسقطوا اتهامات الخيانة ضد بريغوجين وغيره من قادة «فاغنر» كجزء من عملية المصالحة المفترضة، إلا أن فرص نجاح هذه العملية لا تزال غير واضحة.

أدى التناقض بين التكهنات المحمومة حول ما حدث في 24 يونيو (حزيران) والسرعة التي انحسرت بها الأزمة بعد ذلك، إلى رد فعل عنيف مناقض بين بعض المراقبين الذين يجادلون بأن الادعاءات أن بوتين قد ضعف بسبب موقف بريغوجين مبالَغ فيها إلى حد كبير. وإلى حد ما، أشارت قدرة بوتين على منع الانشقاقات داخل الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية وشبكات الأعمال، والانضمام إلى معسكر بريغوجين، إلى أن الكثير من النخبة الروسية يفضِّل تجنب المتاعب بدلاً من المخاطرة بمزيد من زعزعة الاستقرار في الوقت الحالي على الأقل. ومهما جرى التعبير عن الكثير من الانتقادات خلف الأبواب المغلقة بسبب أخطاء بوتين الكثيرة في الحرب ضد أوكرانيا، لم يكن أحد من بين النخب المحبطة بشدة في روسيا على استعداد للمخاطرة بدعم تحدي «فاغنر».

تشير نظرة فاحصة لتصريحات بريغوجين إلى أنه ركز اللوم في الإخفاقات العسكرية على عدم كفاءة وزارة الدفاع. في حين أن دوامة التصعيد سرعان ما حوّلت مناورة «فاغنر» إلى تحدٍّ مباشر لسلطة بوتين على مدار ذلك اليوم، خصوصاً في أثناء الاجتماع مع كبار شخصيات الجيش في روستوف، لكنّ بريغوجين أشار إلى أنه لم يكن يتحدى شرعية نظام بوتين. وفي أحدث تسجيل صوتي له، واصل ترديد الروايات التاريخية القديمة التي تؤكد كيف يمكن أن يُضَل «القياصرة» الجيدون -في هذه الحالة بوتين- من المستشارين «الأشرار» مثل سيرغي شويغو وزير الدفاع، أو رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف، كما تبين أن خطة بريغوجين الأولية هي الحصول على نفوذ كافٍ لمنع مخطط شويغو المعلن لاستيعاب «فاغنر» في وزارة الدفاع.

ومع ذلك، حتى مع مثل هذه المحاذير، لا يزال التمرد الذي كاد يصل إلى موسكو وأدى إلى إسقاط طائرات ومروحيات قتالية رمزاً صارخاً لنقاط الضعف الهيكلية المتزايدة في روسيا. إن قوة شبه حكومية مثل «فاغنر» يمكن أن تحصل على الاستقلالية والموارد للتخطيط لمسيرة إلى موسكو من دون جذب انتباه وكالة الاستخبارات المحلية التابعة لمجلس الأمن الفيدرالي أو الأجهزة الأمنية الأخرى، هو مؤشر على ضعف نهج بوتين في الحفاظ على أمن النظام والتوترات الخطيرة داخل النخبة الروسية.

بعبارة أخرى، قد لا تثبت الأزمة بالضرورة أن قبضة بوتين على السلطة قد ضعفت، ولكنها تثبت أن قوة الدولة الروسية التي يسيطر عليها قد ضعفت.

ولذلك، في حين أن مصير «فاغنر» وبريغوجين سيظل غير واضح خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وربما مصير بوتين لفترة أطول بكثير، لا يزال من الممكن استخلاص استنتاجات حول مسار روسيا على المدى الطويل من الفوضى التي أطلقتها أحداث نهاية ذلك الأسبوع. وتمكن بوتين من منع مقامرة بريغوجين ومن جلب المزيد من الانقسامات بين النخبة الروسية إلى السطح. ويشير ذلك إلى أن المخاوف واسعة النطاق بشأن التهديد الذي يمكن أن يشكّله عدم الاستقرار هذا على تماسك الدولة لا تزال تمكّن بوتين من تصوير نفسه على أنه الزعيم الذي لا غنى عنه في روسيا. ومع ذلك، فإن مدى شلل النظام عندما واجه أزمة متصاعدة يشير إلى أن مغامرة «فاغنر» هي أحد أعراض الاتجاهات الهيكلية طويلة الأجل التي ستستمر في الظهور.

في نظام أصبح يعتمد على زعيم فرديّ للعمل كحَكَم بين الفصائل المتنافسة، تشير قدرة قوة مكونة من بضعة آلاف من القوات على تهديد العاصمة إلى الفوضى التي يمكن أن تتكشف بمجرد رحيل بوتين. وعندما يتعلق الأمر بكيفية حدوث أزمة خلافة، فإن العامل الأكثر صعوبة في القراءة هي الاستجابة المحتملة للشعب الروسي.

اللامبالاة على نطاق واسع في موسكو حتى مع اقتراب قوات «فاغنر» من المدينة، هي مؤشر محتمل على أن جهود نظام بوتين لتفتيت السكان الأوسع وتجريدهم، من شأنها أن تضمن أن يجلس معظم الروس على الحافة ويتجنبوا المشاركة. فمدى إثبات المعارضة الليبرالية أنها غير ذات صلة خلال مسيرة بريغوجين إلى موسكو هو علامة على أن القمع والهجرة الجماعية قد حطّما قدرة حركات المعارضة المؤيدة للديمقراطية على التأثير في الأحداث داخل روسيا في أي وقت قريب.

ومع ذلك، فإن الحماس الذي أظهره بعض الناس في روستوف تجاه «فاغنر» يُلَمح إلى أن سيناريو الحرب الأهلية يمكن أن يحشد أعداداً أكبر بكثير مما يتوقعه الكثير من المحللين حالياً.

عَكَس صعود بريغوجين والزعيم الشيشاني رمضان قاديروف ضعف شويغو وغيراسيموف، اللذين فُضح عدم كفاءتهما في ساحات القتال الأوكرانية.

على الرغم من أنه يبدو أن بوتين قد واجه التحدي الذي قدمته «فاغنر» في الوقت الحالي، فإن الاضطرابات في أعقاب مقامرة بريغوجين توفر تلميحاً إلى كيفية تأجيج الاتجاهات الهيكلية الأوسع للتوترات في جميع أنحاء المجتمع الروسي. وإذا لم تتمكن القيادة الروسية التي ستخلف بوتين في نهاية المطاف من إصلاح الضرر الذي ألحقه بروسيا بسرعة، فإن المذبحة المجتمعية التي من المرجح أن تظهر بعد رحيله يمكن أن تدمّر الدولة التي أراد استعادة مجدها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمرد «فاغنر» أضعف روسيا وأنقذ رئاسة بوتين تمرد «فاغنر» أضعف روسيا وأنقذ رئاسة بوتين



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib