المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله

المغرب اليوم -

المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله

هدى الحسيني
هدى الحسيني

الأسبوع الماضي فقد الإيرانيون واحداً من أهم موسيقييهم ومطربيهم؛ محمد رضا شجريان، وخيّم الحزن على إيرانيي الداخل لفقدان رجل في الثمانين من العمر مثّل قوة فارسية عملاقة، وكان رمزاً للوحدة الوطنية والأمل في أكثر الأوقات التي يشعر بها الشعب الإيراني بالتشرذم. من الصعب تصور ساحة من الحياة العامة الإيرانية لم تتأثر على مدى عقود بنغمات شجريان المرتعشة والحادة والألحان الشعبية التي رافقتها.

كانوا يسمونه «المايسترو»، وكان يكره السياسة؛ لكن السياسة وجدته. عام 2009 انضم إلى صفوف «الحركة الخضراء»، وعندما لاحق رجال الأمن المتظاهرين الذين احتجوا على تزوير الانتخابات التي أتت بمحمود أحمدي نجاد، ووصفوهم بـ«الأوساخ والغبار» رد شجريان: «أنا، وبشكل قاطع، أطلب من كل وسائل الإعلام الرسمية عدم بث صوتي، لأنه صوت الأوساخ والغبار، وسيبقى كذلك». خلال الأيام الأخيرة من حياته، تجمع الإيرانيون خارج المستشفى الذي كان يرقد فيه وظلوا ينشدون مقاطع من أغنية: «عصفور الفجر»، وهي أغنية فارسية عن عصفور ظل ينشد لوضع نهاية لليل القمع ومن أجل إطلالة يوم التحرير.

عند مدخل مقبرة بهشت الزهراء اصطف أفراد أمن مسلحون لإبعاد الحشود يوم الجمعة الماضي، لكن دون رادع، وظلوا ينشدون أغنية «عصفور الفجر» التي تعود إلى عام 1927 والحركة الدستورية، وعلى أنغامها أسدل الستار على حياة المايسترو، لكن كما قال أحد الإيرانيين: «روحه التقدمية ستظل تعيش فينا جميعاً».

كشفت وفاة شجريان عن مواقف بائسة يتخذها آية الله خامنئي تجاه الشخصيات السياسية والدينية والثقافية البارزة التي انتقدته في حياتها، وكشفت عن حقده الدفين على كل من يكتشف حقيقته.
لقد قدم عدد لا يحصى من الشخصيات الثقافية والسياسية البارزة تعازيهم وأشادوا بشجريان، لكن خامنئي ظل ساكتاً. ويذّكر هذا بموقف قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» في لبنان، حيث لم تأتِ على ذكر 3 من عمالقة لبنان عندما توفوا؛ هم: الشاعر الكبير سعيد عقل، والمطربة الرائعة صباح، وصاحب الصوت النادر وديع الصافي.

سلوك خامنئي له سوابق فيما يتعلق بوفاة كثير من الإيرانيين البارزين الذين تحدثوا ضده أو أساءوا إليه، فكان إما لا يعترف بموتهم كأنهم لم يكونوا، وإما يصدر تعليقاً مغلفاً بالسخرية.
يقول أحد الإيرانيين إن عدم قول أي شيء على الإطلاق يكشف عن أن خامنئي رجل يؤمن بالانتقام. بالنسبة إلى شجريان، تعامل مع موته بالصمت.

في السنوات الأولى بعد الثورة كانت لخامنئي علاقة أفضل مع شجريان مقارنة بمسؤولين آخرين؛ لأن كليهما يتحدر من مدينة مشهد. وفي تعزيته؛ قال الرئيس حسن روحاني إن خامنئي هو من قدمه إلى شجريان، لكن حُذف هذا الجزء من الفيديو لاحقاً. وقبل وفاة المايسترو، قرر مجلس بلدية طهران إعادة تسمية شارع في العاصمة الإيرانية باسمه تكريماً لشجريان، لكن الأمر لم يحدث، لأن المرشد عارض ذلك بقوة.

هذا الموقف الانتقامي ورثه خامنئي عن آية الله الخميني المؤسس الفعلي للجمهورية الإسلامية. كانت القيود المفروضة على مراسم الدفن والحداد ومنع تقديم التعازي هي طريقة عمل الجمهورية الإسلامية منذ البداية. منع الخميني مراسم تشييع كثير من رجال الدين البارزين الذين تحدثوا ضده. ومن أبرز الأمثلة على ذلك وفاة آية الله العظمى محمد كاظم شريعتمداري عام 1986، وكان طلب في وصيته أن يقرأ الصلاة على جسده آية الله رضا صدر، لكن الخميني أصدر أمراً باعتقاله، وأدى ذلك إلى احتجاجات من قبل السلطات الدينية ورجال الدين البارزين.
في بعض الحالات كان خامنئي يحاول أن يتجاوز حقده فتأتي تعزيته جوفاء. ففي عام 2002 بعد وفاة آية الله يد الله الصحابي؛ العضو البارز في حركة الحرية والبطل القومي بنظر الإيرانيين في حملة تأميم النفط الإيراني عام 1953، كان كل ما فعله خامنئي في التعزية أنه أشاد بقتاله ضد الشاه، رغم أن الصحابي بعد ثورة 1979 عمل وزيراً بلا حقيبة وكان نائباً لأربع سنوات، لكن دفاعه عن الديمقراطية والتعددية أدى إلى قطيعة بينه وبين النظام. كتب خامنئي: «بعد أن خرج من السلطتين التنفيذية والتشريعية لم تؤد خلافاته في الرأي مع النظام إلى جره إلى حفرة الحقد والانحياز». كانت رسالته موجهة إلى أبناء يد الله الصحابي بشكل عام، في حين أن نجل الصحابي؛ عزت الله الصحابي، وهو سياسي معارض ومعروف، تقدم معظم المسؤولين بتعازيهم إليه تحديداً. وفي الواقع؛ قضى يد الله الصحابي العام الأخير قبل وفاته وهو يحاول تأمين إطلاق سراح ابنه من السجن، وعندما توفي عزت الله الصحابي عام 2011 التزم خامنئي الصمت.
وعندما توفي آية الله حسين علي منتظري؛ الوريث المعين للخميني عام 2009، قال خامنئي في رسالة مصوغة بعبارات مزخرفة إنه يأمل أن يخضع منتظري لـ«تساهل الله بعد فشله في الاختبار»، وكان يشير إلى الانتقادات التي وجهها منتظري ضد عمليات القتل الجماعي للسجناء السياسيين عام 1988. لكن هذه الإشارة انقلبت غضباً على خامنئي وسارت مظاهرات في الشوارع منددة به.

وفقاً لتفسير في «ولاية الفقيه»؛ المبدأ التأسيسي للجمهورية الإيرانية، فإن «المرشد الأعلى ليس الوصي على الحياة فحسب؛ بل أيضاً على الموت، وليس فقط على المنزل في هذا العالم، ولكن أيضاً على مكان الراحة الأخير. ومثل أي شيء آخر في الحياة أو الموت؛ من يتم دفنه، وأين، ومن يهتم بالجثة، وأين يقع القبر... كلها تقع تحت سلطة المرشد الأعلى».
في السنوات الأخيرة، بدا الإيرانيون كأنهم ينتظرون وفاة مسؤول كبير كرجل دين ليلاحقوا رسائل تعزية خامنئي التي صارت تأخذ كثيراً من الاهتمام. ففي عام 2015 عندما توفيت شقيقة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، قدم خامنئي تعازيه لوالدتهما، ولكن ليس لخاتمي نفسه، وعندما توفيت والدة خاتمي أصدر المرشد رسائل مماثلة، لكن وجهها للعائلة ولم يوجهها إلى الرئيس الأسبق.

كما لم يقدم خامنئي تعازيه بعد وفاة عزت الله الصحابي عام 2011 وإبراهيم يزدي أول وزير خارجية للجمهورية الإسلامية في حكومة مهدي بازركان عام 2017؛ لا بل أطلق رجال الأمن الحصار على الجنازة، وتوفيت هالة الصحابي ابنة عزت الله بذبحة قلبية بسبب اشتباكات قوات الأمن مع المعزين. وهكذا يكون خامنئي تخلص من آية الله يد الله الصحابي، وابنه عزت، وحفيدته هالة، من دون تعزية.

مع السنين؛ إنما تدريجياً، تعلم الإيرانيون بشكل أفضل ما يفكر فيه خامنئي حول منتقديه، ومتى وكيف وما إذا كان يزعج نفسه في تقديم التعازي بعد وفاة من انتقده.
في شهر ديسمبر (كانون الأول) 1979، بعد أقل من سنة على انتصار الثورة، هدر صوت شجريان: «يا إيران يا أرض الأمل، لقد بزغ عليك صباح جديد». كانت الكلمات لهوشنغ ابتهاج؛ الشاعر الذي كانت تربطه علاقات وثيقة بحزب «توده» الشيوعي. كلمات ابتهاج التي غناها شجريان ببراعة ارتكزت على مبادئ: «طريقنا هي طريق الحقيقة، طريق السعادة، الوحدة هي سر النصر».

في عام 2016، قال شجريان: «لم أرغب في دخول الأحزاب السياسية والسياسة. أريد أن أبقى فناناً وأعمل من أجل الناس وأخبر الناس بالحقيقة».

عندما وافته المنية يوم الخميس الماضي كان شجريان قد أثبت نفسه بصفته أهم فنان حي في إيران. لم يكن يُعدّ المايسترو الحقيقي للموسيقى الإيرانية فحسب؛ بلأصبح رمزاً وطنياً نادراً للوحدة، محبوباً من قبل الإيرانيين عبر جميع الخطوط التي فرقتهم. صار معارضاً مريراً وشرساً للجمهورية الإسلامية، بعد أن وجد أن النفور من السياسة ليس خياراً في بلاده. لذلك أرسل النظام شرطة مكافحة الشغب ضد أنصاره الذين تجمعوا أمام المستشفى الذي أسلم فيه الروح، وجددوا شعاراً ردده هو بفخر في شوارع طهران: «الموت للديكتاتور». ونتساءل: لماذا الديكتاتور لم يعزِّ به؟!

نقل جثمانه إلى مقاطعة خراسان رضوي شمال شرقي إيران، وهي موطن لبعض أفضل المواهب الموسيقية الإيرانية. ودفن بالقرب من مدينة مشهد، إلى جانب الشاعر الإيراني الكبير في القرن الحادي عشر: أبو القاسم الفردوسي.

كِبَرُ شجريان في حياته ككبره في مماته، لا تؤثر فيه رسالة تعزية، وصلت أم لم تصل من خامنئي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله المايسترو شجريان واجه خامنئي حتى رحيله



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib