الناتو يضع خريطة الطريق لحرب باردة جديدة
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

الناتو يضع خريطة الطريق لحرب باردة جديدة!

المغرب اليوم -

الناتو يضع خريطة الطريق لحرب باردة جديدة

بقلم - هدى الحسيني

قمة الناتو الأخيرة في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، كانت، رغم بيانها الموسع والشامل، ذروة حسابات المصالح الفردية للدول الأعضاء، وليست تضامن هذه الدول للدفاع عن المبادئ والقيم والأهداف المشتركة وتحقيقها. ورغم طغيان الموضوع الأوكراني على جدول أعمال المؤتمر، والتكهنات عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بإجراءات سيُقبل عليها الحلف ضد روسيا، وتحديد موعد قبول أوكرانيا في الناتو، فإن واقع الأمر لم يكن كذلك. فالدول الأعضاء بغالبيتها لديها الكثير من المشكلات والأزمات الداخلية بسبب التضخم العالمي وهي لا تريد تَحّمل مزيد من الأعباء حمايةً لمجتمعاتها. أما الولايات المتحدة، عراب الحلف، فهي ترغب في استمرار حرب الاستنزاف التي تخوضها روسيا في أوكرانيا مع منع توسعها وتطورها إلى حرب شاملة. لذلك تَوافق المجتمعون على استمرار الدعم العسكري اللوجيستي للقوات الأوكرانية من دون القوة الجوية، وتأجيل دخول أوكرانيا في حلف الناتو لِما يُشكل ذلك من تحدٍّ لروسيا سيؤدي حتماً إلى تصعيد عسكري لا مصلحة للحلف فيه. وقد أعلن البيان الختامي للقمة عن قبول عضوية فنلندا بعد رفع الفيتو التركي ومن بعدها السويد بعد إتمام شروط انضمامها وأولها رفع الفيتو التركي أيضاً.

وقد يكون أكثر مَن أدرك سعي دول الناتو وراء مصالحها الفردية، هو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي كان بارزاً ومحط أنظار المجتمعين والمراقبين. فالرئيس التركي الذي أُعيد انتخابه للتوّ بعد معركة حامية مع معارضيه، استغل قمة الناتو للحصول على مكتسبات لقاء المطالب، وقد قالها بوضوح في مؤتمر صحافي عقده في مطار فيلنيوس: إن الطريق باتجاهين، فإذا وافقت تركيا على رفع الفيتو لدخول السويد إلى الناتو فعلى الاتحاد الأوروبي أن يرفع القيود عن تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي. وقد رد المستشار الألماني أولاف شولتز، بأنْ لا علاقة بين الأمرين. على كلٍّ، تشير كل التوقعات إلى أن تلعب تركيا دوراً كبيراً في مستقبل الناتو.

جون كيربي الناطق باسم البيت الأبيض، قال إن الرئيس جو بايدن أجرى محادثة هاتفية مطوَّلة مع الرئيس التركي من على متن طائرته الرئاسية في أثناء توجهه إلى فيلنيوس من لندن، وتواعد الرجلان على لقاء ثنائي خلال القمة لبت مواضيع جوهرية عالقة. وأكمل كيربي أن جوهر المكالمة كان حول رفع الفيتو التركي لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو والذي تمسكت به أنقرة بحجة إيواء البلدين مجموعات كردية معارضة تصفهم بالإرهابيين. وفي لقاء ثنائي مع الرئيس الأميركي على هامش المؤتمر نُقل أن إردوغان طلب من بايدن الموافقة على حصول بلاده على طائرات «إف-16» المتطورة لقاء رفع الفيتو التركي، وكان وعد بايدن بالسعي لإتمام صفقة الطائرات.

بالملخص المفيد دلَّت قمة الناتو الأسبوع الماضي على أن الحرب في أوكرانيا ستستمر إلى أمد طويل، حرب استنزاف قاسية مدمِّرة لشعب بأكمله، إنها دوماً لعبة الأمم، تتغلب فيها المصالح على المبادئ وتدفع الثمن شعوب مغلوب على أمرها.

وكانت قمة فيلنيوس قد اختتمت أعمالها بإصدار بيان مستفيض كأنه خريطة طريق استراتيجية تحدد الاتجاه المستقبلي للحلف في ظل نظام عالمي دائم التطور وبدا كأنه يعطي صورة تعاضد الأعضاء وتفهمهم بعضهم لبعض، وأيضاً الدور الجديد للحلف في حرب باردة جديدة. وكان هناك تجاوز للحساسيات في البيان الذي طرح ما جاء فيه كأهداف جماعية.

ويلخص البيان المفصل في معرضه الاتجاهات السياسية المحورية والمبادرات الاستراتيجية والرؤية الجماعية لأعضاء الناتو، حيث يبدو أن هناك تحولاً كبيراً في دوره وموقفه الاستراتيجي.

والمثير إشارة البيان إلى بروز حرب باردة جديدة، مما يدل على تحوُّلٍ في ديناميات القوة العالمية مع وضع حلف شمال الأطلسي نفسه ضد المنافسين الاستراتيجيين، لا سيما روسيا والصين. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يوسّع المفهوم التقليدي للأمن ليشمل المشاعات العالمية، بما في ذلك المحيطات والفضاء والتكنولوجيا والعالم الإلكتروني ويبشِّر بعصر جديد في السياسة الدولية.

بدايةً شُكِّل الحلف في الأصل كتحالف دفاعي ضد الاتحاد السوفياتي، وبمرور الوقت، اضطر إلى إعادة تعريف دوره في نظام عالمي سريع التطور، لا سيما في حقبة ما بعد الحرب الباردة. وشككت هذه الفترة في هوية حلف شمال الأطلسي والغرض منه في عالم يبدو أنه تجاوز ديناميات القوة ثنائية القطب في الحرب الباردة.

ويصف البيان الحلف بأنه «المنتدى الفريد والأساسي الذي لا غنى عنه للتشاور والتنسيق والتصرف بشأن جميع المسائل المتعلقة بأمننا الفردي والجماعي». ويعني هذا، التأكيد القوي على الدور المركزي لحلف الناتو في الحفاظ على السلام والاستقرار عبر المحيط الأطلسي. علاوة على ذلك، يؤكد في نص الكلمات، التزام أعضاء الناتو بالدفاع بعضهم عن بعض وعن كل شبر من أراضي الحلفاء في جميع الأوقات، وبالتالي ضمان حماية مواطنيه البالغ عددهم مليار نسمة وحماية الحرية والديمقراطية.

ووفقاً للبيان «يستند ردع الناتو وموقفه الدفاعي إلى مزيج مناسب من القدرات الدفاعية النووية والتقليدية والصاروخية، تكملها القدرات الفضائية والإلكترونية والبحرية». ويشير هذا إلى توسع كبير في التركيز الاستراتيجي لحلف شمال الأطلسي إلى ما هو أبعد من اختصاصه التقليدي، ويمتد إلى مجالات الفضاء العادي والفضاء الإلكتروني والمجال البحري.

ويكشف تركيز البيان على المشاعات العالمية، عن اعتراف الناتو بالطبيعة المتطورة للتهديدات الأمنية وتصميمه على معالجتها، مع الاستعداد لتوسيع التركيز الاستراتيجي إلى ما هو أبعد من المجالات التقليدية على ظهور حرب باردة جديدة، تتميز بالمنافسة المتعددة الأبعاد والتنافس عبر مختلف المجالات.

ويشير تحول حلف شمال الأطلسي، كما هو واضح في بيان القمة، إلى استجابة للتهديدات المتصورة، في المقام الأول من روسيا والصين. ويؤكد البيان توسع الناتو في مجالات جديدة، إلى جانب توجهه الاستراتيجي نحو هاتين القوتين العالميتين. ويقول: «إن هذه العائلة من الخطط تشير إلى تحسين قدرتنا واستعدادنا لردع أي تهديدات والدفاع عنها، بما في ذلك تلك التي مع إشعار قصير أو من دون إشعار، وضمان تعزيز جميع الحلفاء في الوقت المناسب». ويدل هذا على شعور متزايد باليقظة ودورة تصعيد مقبلة من التوتر، بخاصة مع روسيا والصين.

ولا يخجل البيان من تسليط الضوء على التحديات التي تفرضها روسيا والصين. ويُدين صراحةً تعليق روسيا المزعوم معاهدة «ستارت الجديدة» وعدم امتثالها لواجباتها الملزمة قانوناً بموجب المعاهدة. كما يعترف بالتحديات المنهجية التي تفرضها الصين على الأمن الأوروبي الأطلسي. ويعكس هذا مخاوف الناتو بشأن المواقف الحازمة لروسيا والصين.

في هذا السياق، من المرجح أن تؤدي قرارات الناتو وإجراءاته الاستراتيجية إلى ردود فعل متبادلة من روسيا والصين، مما يصعّد التوترات ويعزز سرد الحرب الباردة الجديدة. ويؤكد التركيز على استعداد الناتو لمواجهة التهديدات والتزامه بالدفاع الجماعي عن هذه الديناميكية المتطورة.

ومع ذلك، يركز البيان أيضاً على أهمية تحديد الأسلحة ونزع السلاح وعدم الانتشار. ويلاحَظ أن هذه الجهود، التي تهدف إلى تحقيق الأهداف الأمنية لحلف شمال الأطلسي وضمان الاستقرار الاستراتيجي، ستأخذ في الاعتبار البيئة الأمنية السائدة وأمن جميع الحلفاء. ويشير هذا إلى أنه في حين أن حلف شمال الأطلسي مستعد لتصعيد التوترات، فإنه يسعى أيضاً إلى تحقيق التوازن بين ذلك والتدابير الدبلوماسية والالتزام بالمعايير الدولية. هذا إذا لم تصبح الحرب الأوكرانية خارج نطاق السيطرة، ولن تصبح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناتو يضع خريطة الطريق لحرب باردة جديدة الناتو يضع خريطة الطريق لحرب باردة جديدة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق

GMT 10:41 2022 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

خضروات وزهور يمكن إضافتها إلى حديقة المنزل في الخريف

GMT 02:01 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حوت أبيض يندمج مع سرب مِن الدلافين ذات الأنف الزجاجية

GMT 09:05 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

النجمة اللبنانية رولا قادري تعود من جديد بأغنية "يا قلب"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib