أدونيس في الرياض

أدونيس في الرياض

المغرب اليوم -

أدونيس في الرياض

سمير عطاالله
بقلم : سمير عطا الله

وصل أدونيس إلى الرياض وهو في الثالثة والتسعين، ضيفاً على وزارة الثقافة ومهرجان الشعر، بعد طول تغيب. لا شك أن حضور مقاتل الشعر الحديث كان حدثاً إلى جانب شعراء نجد، ومهد الشعر التقليدي في الجاهلية وفي الإسلام. وليس من ينكر أنه كان للرياض الأدبية موقف من المتمرد، وأنه كان لعميد حركة «شعر» أيضاً موقف من حرص الرياض على الجذور والأصول، بدءاً من أول نداء هتاف جاهلي، وأولى المعلقات: قفا نبكِ.
تبادلت الرياض وضيفها التحيات: لا خصومة في الشعر. ومن فوق منبرها وشرفتها، حيا انفتاحها وثمّن حرياتها. ومن فوق تلك الشرفة أعلن أخطر خلاصاته الفكرية، وهي أن عصر النهضة لم يكن حقاً عصر النهضة، وأن الإبداع في الفرد لا في الجماعة.
ما هذا؟ هذا رأي، مجرد رأي، يطرب له البعض، ويغضب البعض الآخر، وينقضه آخرون. لكن أدونيس يعبِّر عنه ببلاغته وثقافته، هو الذي لم يدخل المدرسة إلا في السادسة عشرة من العمر. وله في ذلك قصة شهيرة، إذ عندما جاء الرئيس السوري شكري القوتلي لزيارة قريته، وقف الفتى خطيباً في الجموع هاتفاً: «نحن في حاجة إلى مدرسة يا صاحب الفخامة».
تعلم علي أحمد سعيد، ونال الدكتوراه، وأصبح أستاذاً في الجامعة اللبنانية، وتنقّل محاضراً في جامعات باريس وبرلين ونيويورك والمدن الكبرى. وبدأ يكتب الشعر كلاسيكياً، وعمل على نحت التراث، ثم رأى أن الأوزان والموازين أسر للشعر الذي لم تعد تسعه أسوار القدامى، فانضم إلى عصبة الشعر الحديث مسلحاً بمعرفته العميقة، بعميق الشعر العربي القديم، وطلاوة الشعر الفرنسي المعاصر، الذي ترجم الكثير منه إلى العربية، كما ترجم مسرح جورج شحادة. وعذراً إن كررت ما كتبته هنا قبل سنوات، من أن الترجمة كانت الأقرب إلى نص شحادة السحري، والعصي على النقل إلى لغة أخرى.
اختار أدونيس الرياض لكي يطرح نظريته في عصر النهضة، أو ما قال إنه يوصف بعصر النهضة. وقال إنه امتداد وتقليد لما سبق من عصور. ويقصد بذلك الشعر على ما أعتقد، لأنه أعطى مثلين، أحمد شوقي والجواهري. وقال إن شوقي مجرد استمرارية للبحتري وابن الرومي، وإن مظفر النواب أكثر حداثة من محمد مهدي الجواهري، الذي ما فعل أنه أعطى شعره لوناً يسارياً.
كان لا بد لأدونيس من الرياض وإن طال التغييب. وقد استقبلته بحشد كبير من المثقفين، وأعرب عن افتخاره بالانتماء الوجداني الكلّي إلى الجزيرة العربية، معطياً منطقة العلا البهية كنموذج للسيرة الحضارية الكبرى التي يصار إلى الكشف عن معالمها.
وإنه كان لعميد حركة «شعر» أيضاً موقف من حرص الرياض على الجذور والأصول بدءاً من أول نداء هتاف جاهلي، وأولى المعلقات: قفا نبكِ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدونيس في الرياض أدونيس في الرياض



GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 22:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكل متأخر... سيدي!

GMT 15:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 15:30 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

متى يبدأ الدرس؟

GMT 14:53 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية واستحقاقات الحرب السرية

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:19 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرطة تعلّق عن تحدث ترامب حول "حالات الغش"
المغرب اليوم - الشرطة تعلّق عن تحدث ترامب حول

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 23:12 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يفشل فى إقناع محمد صلاح وأرنولد وفان دايك بالتجديد

GMT 23:32 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تقاريرتكشف بشكتاش يدرس تجديد استعارة النني

GMT 06:21 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد خميس يكشف المستور ويتحدث عن أسباب زواجه الثاني

GMT 01:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اكتشف صفات مواليد الدلو قبل الارتباط بهم

GMT 01:46 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

هناء الرملي تشرح مخاطر التحرش الجنسي عبر "الانترنت"

GMT 16:43 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال يضرب جزر جنوب المحيط الهادئ

GMT 06:08 2022 الإثنين ,26 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأفكار للحصول على ماكياج مثالي لحفل الكريسماس

GMT 14:11 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

أداء أسبوعي على وقع الأخضر ببورصة البيضاء

GMT 14:03 2022 الأربعاء ,19 كانون الثاني / يناير

بنك المغرب يلاحق معطيات زبناء البنوك في الخارج

GMT 04:16 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

الريال يهزم أتلتيكو في "ديربي" مدريد

GMT 16:37 2021 الإثنين ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا بطمة تنشر فيديوهات رقص في أحدث ظهور لها عبر انستغرام

GMT 18:59 2021 الخميس ,25 شباط / فبراير

دورتموند يمدد تعاقده مع الحارس مارفين هيتز

GMT 19:36 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

المحكمة تقرر مصير دنيا بطمة في قضية "حمزة مون بيبي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib