كابل أم قندهار

كابل أم قندهار؟

المغرب اليوم -

كابل أم قندهار

سمير عطاالله
سمير عطاالله

كابل لا تشبه سايغون. لا يكفي مشهد الهاربين المذعورين والطائرة (الهليكوبتر في فيتنام) في مطار العاصمة المتروكة لمصيرها. هذه مشاهد عاجلة وآنيّة. ففي سايغون خُتم الصراع، وهُزم الجنوبيون من حلفاء أميركا، وهبط الستار الدولي وعادت المنطقة إلى حجمها الإقليمي.

في كابل، عادت المسألة إلى حجمها الدولي. لا أحد يعرف أي دور سوف تلعبه «طالبان». لا أحد يعرف إلى أي مدى ستتراجع أميركا على الحلبة الآسيوية. لا أحد يعرف إن كانت رمزية الدولة المقبلة في كابل أو في قندهار. غير أن ما نعرفه حتى الآن، ليس هيناً ولا قليلاً: سوف تفتح نكسة الانسحاب الأميركي الجروح والجدل الأميركي من جديد. وسوف تفتح باب الخلاف مع أوروبا من جديد. وسوف تطرح أمام إدارة بايدن السؤال الأصعب: هل في الإمكان الاستمرار في خطة الانسحاب المذلّ، أم سوف يعود عن قراره بحثاً عن شروط أفضل للمرحلة التالية؟

سمعة الإدارة هُزّت هزاً عميقاً في العام الأول من ولاية الرئيس بايدن. والحزب الديمقراطي برمّته ضعيف الموقع. وما بين الرئيس ونائبته نادرة الظهور أمام الأمة، يبدو المشهد ضعيفاً في أقوى العواصم.

في هزيمة فيتنام كان الجانب الآيديولوجي محدوداً. انتصر الجانب الشيوعي لاالشيوعية، وهو نفسه كان مقسوماً بين شيوعية الصين (المبعدة لاحقاً) وشيوعية موسكو. أما الآن فيغلق الباب الأميركي لتفتح جميع أبواب العالم، ما بين فتحة ونصف فتحة.

لكن كما حدث في فيتنام، حيث لم يعد أي أميركي يتحمل سماع كلمة واحدة عن تلك البلاد، لم يعد أي أميركي يحتمل مشهد الخروج: السلطة الأميركية ضائعة ومبلبلة، والطالبان الجدد، الواحد بعد الآخر، يقدمون أنفسهم للعالم. أسماء مجهولة تماماً كانت تنتظر هذه اللحظة لتقدم أعضاءها. والعالم أجمع يتساءل: ماذا يخبئون؟ أي درجة غليان سوف يعرضون؟ وإلى متى تستمر حروب المطاردة وتشكيل السلطة. إنها ولادة جديدة تماماً مهما كانت العادات مألوفة. وكذلك العنف. والنزاعات الكامنة. إن لـ«طالبان» اليوم أن تقدم صورتها الجديدة وسياستها الجديدة ودورها الجديد، إذا كان هناك من تغيُّر أو تغيير.

أما العنوان التاريخي الأكثر درامية في مشهد الذهول والضياع، فسوف يظل وجه المستر بايدن في ذروة حياته الطويلة والحافلة، الرئيس الذي أخطأ التقدير والتوقيت. نسي الحكمة القديمة بأن الأمور بخواتِمها. خاتمة لم يتوقعها أحد. ولم يرصدها أحد. واستطاعت أن تخدع الأقمار الصناعية في واحدة من أدق اللحظات التاريخية.

سوف تبدأ في أميركا حملة انتقاد ضد رؤى المستر بايدن. إنه الرجل الذي أبلغ عدوه بالانسحاب، ولم يعد له. ولا ساعده في الإعداد له صديقهورئيسه باراك أوباما. تجري الانسحابات عادةً في أجواء مفرحة، أو مريحة. ويتنفس المغادرون الصعداء. لكن بايدن يخرج محرجاً. ووقف مجلس العموم البريطاني برمّته ينتقد كبير الحلفاء على ما فعله بهم. ثمة نصيحة بسيطة يُعلِّمها الأميركيون لأطفالهم: قبل أن تضع قدمك في مكان، ادرس موطئك جيداً!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كابل أم قندهار كابل أم قندهار



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:44 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

ملك البحرين يتلقى برقية من رئيس جمهورية الفلبين

GMT 21:14 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 19:13 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل فتاة على يد شخص أربعيني في مدينة أغادير

GMT 05:50 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

كيندال جينر تتألق بفستان جذاب باللون الأبيض

GMT 08:06 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

"ليستر " تكشف عن أسرع سيارة للدفع الرباعي

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

مقتل عبد الله صالح على يد الحوثيين يشعل الغضب في اليمن

GMT 14:52 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء تألق عالميًا قبل مجيء بودريقة

GMT 00:32 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور مجدي حمدان يقدم 3 خطوات أساسية لتغيير الذات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib